سيماهم في وجوههم
-------------------
ترى لماذا نرتاح الى وجه من الوجوه بينما ننفر من وجه أخر ؟
الحق أن الوجه كاشف عما يعتمل في النفس من خير أو شر ، من جمال أو قبح ، من حب أو كره.
ان سيماء الوجه في أغلب الأحيان يعطيك انطباعا حسنا أو سيئا لما وراء هذا الوجه لتحسن الظن به أو ليخيب .
ها أنت تشعر بالطمأنينة لوجه تراه أول مرة ولم تربطك به صلة من قبل فلم هذه الطمأنينة ؟
انها ايحاء بأن هذا الوجه صادق نقي .
وها أنت تشعر بالاستياء لوجه تراه أول مرة لم تربطك به صلة من قبل فلم هذا الاستياء ؟
انه ايحاء بأن هذا الوجه مخادع لئيم .
أتكون فراسة منا في هذه الرؤية أم أن الوجه هو الذي أوحى الينا الصدق فيما نراه .
ألم يذكر القرآن ذلك النفر المتعبد لله بأن سيماهم في وجوههم من أثر السجود .
انها البشارة لمن في فلبه خضوع وطاعة لرب السموات والأرض ، وأية بشارة أحلى وأبهى من بشارة رب العزة لعباده المؤمنين الذين بدا ايمانهم واضحا جليا في صفحات وجوههم !
ان سيماء الوجه هو الذي يعطينا الاحساس بالراحة والطمأنينة ، انه هو من يجعلنا نقترب منه ونريد أن نحتويه .
وسيماء الوجه هذا هو ما يدفعنا أحيانا الى الهرب والخوف منه ، انه هو من يجعلنا ننأى عنه وننفر منه .
ترى ما الذي يجذبك الى امرأة تقع عيناك عليها أول مرة ؟ ما الذي يجعل قلبك يخفق خفقان المحب العاشق لها حتى وان لم تكن جميلة في قياسات الجمال التقليدية ؟
ان التفسير المنطقي لهذا هو أنك رأيت وراء هذا الوجه شيئا جذبك اليه .. شيئا لا أحد سواك استكشفه ، ما هو هذا الشيء ؟ ربما يكون ايحاءا بأنه قريب منك ويعلوك احساس بأن وراء هذا الوجه روحا متألقة .
ومع هذا وذاك فانه أحيانا قد يخدعنا هذا الوجه الذي يقابلنا وان بدت سيماؤه فيها طمأنينة .
أجل قد يخدعنا هذا الوجه رغم ما تبدو عليه من براءة .
وقد تخوننا فراستنا أيضا حينما لا نرتاح الى وجه من الوجوه حينما نراه أول مرة فنحكم عليه حكما خاطئا ثم يتبين فيما بعد أنه وجه يحمل في داخله نقاء وصفاء .
ويبقى سيماء الوجه كقاعدة عامة هو ما يجعلنا ننجذب اليه أو ننفر منه .. يبقى سيماء الوجه هو ما يربطنا به من حب أو بغض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق