الأحد، 29 مايو 2016

ابو الصادق الفلمنجي : بقلم : /ماجد جاغوب

ابو الصادق الفلمنجي/ماجد جاغوب/
جلس ابو الصادق بين اصحابه في المقهى وهو مشهور بفبركة القصص وكان البعض منهم عند عودته الى البيت يمر من وسط المقبره كممر اجباري وخصوصا ابو المراجل المتباهي بشاربه المفتول من الجانبين وابوالصادق يعرف ان بعض اصدقاءه خصوصا ابو المراجل يسارعوا خطواتهم قبل دخول طريق المقبره وفي داخلها يهبط عليهم الايمان لقراءة آيات قصيره من القرآن الكريم للخروج من اجواء الرهبه والخوف والرعب من الاموات المفترض انهم لا يتسببوا بالاذى لاحد ولكن سبحان الله ويتجاوز المرعوب المقبره وقد بلغت سرعته حدها الاقصى ويحمدالله انه عبرها بسلام وبدأ ابوالصادق بسرد قصته عن عمه المرحوم (الذي توفي قبل المغرب قبل عشرات السنين ووضعوه في الفراش لغاية صبيحة اليوم التالي والعائلة باجمعها ملتفة حول عمه المتوفي وفجأة ازاح الميت الغطاء والجميع لا يستطيع الكلام من الصدمه وبدأ المتوفي بتحريك يديه ويقول /هواء هواء هواء/ واخذ سيجاره من الطاوله في الزاويه واشعلها وتوجه الى النافذة ليدخنها وهو يتنفس الهواء الطلق النقي وبعد خمسة دقائق انتهى المتوفي من تدخين السياره وعاد الى فراشه ليندس فيه ويغطي وجهه عائدا الى عالم الاموات ليتم دفنه في اليوم التالي صباحا والجميع لا يكاد يصدق ما جرى امام اعين الجميع ) ومع انتهاء القصه كان الجميع على وشك المغادره وابو المراجل تمارض وادعى انه اصيب بمغص شديد حتى يرافقه اصدقاءه الى باب بيته وهي خدعه حتى يتفادى المرور من وسط المقبره وحيدا وغمز ابو الصادق بقية الاصدقاء انه على وشك ان يكمل المسرحيه وترك ابو الصادق اثنين من الاصدقاء يرافقوا المتمارض ابو المراجل الى بيته وتخلف ابو المراجل عنهم واستعار ابو الصادق شرشف ابيض من صاحب المقهي وسبق المتمارض ومرافقيه وتسلق بوابة المقبره وقبل وصولهم بعدة امتار تدلى ابو الصادق ملفوفا بالشرشف الابيض من سقف بوابة المقبره وشاهد الجميع المنظر المرعب وانطلقوا هاربين وابو المرجل يصرخ من الخوف وهو يجري مثل السهم واقترب من الاصابة بالانهيار العصبي واخذ يصرخ ويهذي حتى هدأه اصدقاء واخبروه ان المتدلي من سقف بوابة المقبره هو ابو الصادق ولا يوجد اشباح ولا اموات ولكن الخوف لن ينتزع من نفس ابو الصادق وقرر ان يسلك طريقا بعيده عن المقبره ولا يقترب حتى من سور المقبره ولكنه غاب بعدها ولم يعد يغادر بيته ليلا وهذا فيه خدمة لزوجته واطفاله بدل السهر في المقهى الى ما بعد منتصف الليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل