الأحد، 29 مايو 2016

الحبرُ الجافّ.. بقلم : ‫‏وعد_الحسين‬

الحبرُ الجافّ..
الحبرُ الجافّ كريقي المنقطعِ عن الشهية
والورقِ الأبيض الذي يبدو بلا هُويةٍ حقيقية
الشموع الكسولة
و ورودُ قلبي التي شربت
من دموعِ الأيّام المفجوعة
رميتها جميعها من الطابقِ العلويّ
كما أرمي جذوري
بأرضٍ ليست لي
و لغتي
بكتبٍ من غبارٍ و صمتٍ
أنا الآن
أرمي ذاكرتي
بعيدا"
و لا يتحطمُ
إلا قلبي!
أنظرُ للعالم بعين نصف مفتوحةٍ
فيبدو أعرجا"
هناك القليلُ من السكون
و الكثير من الليل
لبسته لأجلك
و قنديلي الوحيد
كان وجهُك
صوتك عميقٌ كزفرة ريح
و نقيٌّ كوردة
في مدينة أغنيتها المعتادة وقعُ الرصاص
مدينةٌ تختنق بالدخان الكثيف
كنْتَ طوق النجاةِ من كل هذه الفوضى
ولم يكن بإمكاني أن أسمعكَ بوضوح
كنتُ فارغة كفجوة
و صماءَ كقدر أحمقْ
و تساءلتُ
كيف يمكن للكون
أن يحتملَ ماقد تجره لنا عيناك
و ما قد تفعله ابتسامتُكَ
بخطوطِ الطول و العرض
وكم خيلٍ ستصهلُ من ضفائري
إن عانقتها يدكَ بقبضة واحدة
وكيف للاتصالاتِ بيننا
أن تحتمل هذا الطوفانِ من الفرح
تماما" كغيمة ماطرة في سماء من قحط
دوما" ستدخل الأرض بعدها في غيبوبة ما
لحظات وأدركت
أن ليلا" ما لن يستريحَ من أجلنا
و كل مواعيد الأرض
لن تعرف عنا شيء
و لأنه ليس بإمكاني إلا أن أحبك
و لو بقلبٍ محطم
و لأنه ليس بإمكاني إلا أن أفكرَ بك
و لو برأس مرتق بخيوط ممزقة
و لأنه من الصعبِ أن أحشو فمي بالجمر
تحدثتُ عنك
و كتبتُ بأصابعَ نصفَ مشوهة عن لقاءٍ محطم
و رميتُ كل مايتعلق بي و بكَ
إلى هاويةٍ أخرى
سأقعُ بها
يوما" ما

‫#‏وعد_الحسين‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل