الأربعاء، 27 يوليو 2016

قصة قصيرة الواهمون : بقلم الأديبة منى الصراف / العراق

قصة قصيرة
الواهمون
----------
كل صباح يفتح أبواب ذلك المسرح العتيق، يسمع تصفيق الجمهور بعد ان يقفوا له على الأقدام إجلالا وإكراما .
يعتلي منصة المسرح بجسده النحيل وخطوط وجهه العميقة اخترقت حتى العظام ، ينحني للجمهور بكل خشوع ويردد :-
أيها الواهمون ! الحب بخيل ! والفرح مجرد عنوان ! وأحلام ليست كما هي الأحلام .. تختلط برائحة التبغ والعفونه ! وتلك الحياة التي ما انفكّت تنظر إلينا بشراسة لتخبرنا أننا هالكون ولم أمنحكم سوى الإساءة ولعبة بين الخسارةوالربح !آهات ،اذلالات ، وجميع أسئلتكم ستترك بدون أجابات !
من وراء زجاج نوافذنا عرفنا ماهية الوجود حين يلطخ بالبياض ! عزة نفس ،اتزان ،عقائد أشياء أصابتنا بالسأم ! ماذا لو تلاشينا في الوحل حتى الرأس !؟ ونكون كما انتِ يا حياة ! ذهب كلكامش لأسطورة الخلود ،غبي لدرجة النمرود .
انحنى أمام الجمهور مرة أخرى لكنه لم يسمع اي ضجيج وتصفيق غير صوت صاحب العمل الأجش ليخبره : اين أنت يا حسان أجلبْ لنا تلك الرزم المرقمة من الملابس المستعمله في الجهة اليسرى من المسرح وانقلها إلي الى الشارع العام .
نفذ حسان الأمر لينتظر فجر صباح جديد يصعد به المسرح وحواره الذي ما أنفكت ذاكرته المتعبه من نسيانه منذ ثلاثين عاما لتخبره كم كان عظيماً وفناناً بوطن لم يعرف غير صنع الموت والدمار .
-----------------
منى الصراف / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل