(المركزُ الثقافي البغدادي يستغيثُ ...!!!)
هو بيتٌ العراقينَ , وملاذُ المثقفينَ , والخيمةُ التي يستظلُ بها كلَّ مبدعٍ والدارُ الذي يحتضنُ كلَّ المتألقينَ بوسطنا الأدبي وجميعِ أنواعِ الفنونِ ...
وقبلَ أنْ أتطرقَ لحالهِ اليوم وما يشكو منْ اوجاعٍ مبرِّحةٍ نلتفتُ التفاتهً قصيرةً لتاريخهِ ونشأتهِ..
يحتلُ المركزُ الثقافيُّ البغداديُّ بنايةَ المدرسةِ الرشديةِ العسكريةِ والتي بناها الوالي العثماني (مدحت باشا) سنة 1870م لتكونَ أولَ مدرسةٍ عسكرية ٍحديثةٍ ...
لقد تحوَّلتْ هذه البنايةُ وبعدَ إعادةِ إعمارها وصيانتها من قبلِ محافظةِ بغدادَ إلى أكبرِ مركزٍ ثقافيٍّ يتوسطُ أهمَّ شارع ٍللثقافةِ والأدبِ ببغداد،َ حتى أطلقَ البعضُ عليهِ إسم «سوق عكاظ العراق» لما يمتاز ُبه من سعةٍ ومكانةٍ تاريخية مهمةٍ – تلك البنايةُ تدعى اليومَ بالمركزِ الثقافي البغدادي ... تقامُ فيهِ المؤتمراتُ والمهرجاناتُ والمعارضُ الموسعةُ التي ينظمها المركز الثقافي البغدادي ويعدُّ الأنَ صرحاً ثقافياً كبيراً وأحدَ معالمِ بغدادَ المهمةَ اليوم .
البيت الثقافي عبارةٌ عنْ باحةٍ كبيرةٍ جداً يضم ُّعدداً كبيراً منَ القاعاتِ سمِّيت بأسم ِعددٍ منْ أعلامِ العراقِ لأحتضانِ الفعالياتِ التي تقامُ فيهِ وهي قاعات : الدكتور مصطفى جواد والدكتور علي الوردي والشاعرة الكبيرة نازك الملائكة والفنان الخالد جواد سليم .
فضلا عن قاعةِ الفنون التشكيلية وقاعة الشناشيل وقاعة المعارض الكبرى ومسرح المركز الذي اطلق عليه مسرح سامي عبد الحميد ... إن أولَ ترميمٍ لهذه البناية كان سنة 1992م، حيثُ قامتْ دائرةُ الآثارِ بترميمها، وأستغرقَ العملُ ثلاثَ سنواتٍ إلى عام 1995م، لقدْ تعرضتْ البناية لتشويهٍ كبيرٍ وخاصة بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، إذْ تعرضتْ البنايةُ للسلبِ والنهبِ، حيثُ سُرقتْ الأبوابَ والشبابيكَ وأخشابَ الأعمدةِ. قامتْ محافظةُ بغدادَ عام 2011 بتحويله إلى مركز ثقافي، قرب شارع المتنبي، أهم شارعٍ للأدبِ والثقافةِ في بغدادَ، وأبوابهِ مفتوحة ٌمجانا ًلكلِّ الاتحاداتِ والمنظماتِ والجمعياتِ والروابط الأدبية لإقامة الفعاليات الفنية والثقافية. في احدى الجمعِ وكما تعودَّ كلُّ عراقيٍٍّ الذهابَ هناكَ أما مدعواً أو راعي حفل ٍهناكَ وإما متسكعاً مثقَّفا يترنَّحُ بينَ تلالِ الكتبِ القيِّمةِ الملقاةِ على الارضِ بأبخسِ الاثمانِ!!! وفيما كنا قد نظمنا كرنفالاً للاحتفاءِ بالسينما العراقية وقدْ أعطتنا أدارة المركزِ مشكورة ًإحدى قاعاتها ... وبعد التحضيرِ لكلِّ شيءٍ قدمنا صباحَ الجمعةِلأستلام ِالقاعةِ وإقامةِ الندوة ِوالحفلِ ... دخلتُ هناكَ وفوجئتُ بالكمِّ الهائلِ منَ الاتربةِ والاوساخِ معَ إنَّ الاثاثَ وأجهزةَ التبريدِ جيدةٌ لكنها للأسفِ تؤلمُ كلَّ منْ ينظرُ إليها ...!!! بادرتُ بالسؤالِ لأحدِ المسؤولينَ بالمركزِ وبالصدفةِ كانَ موجودا يهيئ لنا السينما والداتشو للاحتفال . . . فخاطبتهُ ياسيدي ما هذا الكم الهائل من الاتربة ؟؟ وأين المنظفينَ في المركز ... تنهَّدَ بألمٍ وقالَ آهٍ ياسيدتي الحكومةُ قطعتْ عنْ المركزِ التمويلَ والدعم َولم تكتفِ بذلك بلْ قطعتْ رواتبَ المنظفينَ فأضطرَ أكثرهمْ لتركِ العملِ لعدمِ تقاضي الأجور ... قلتُ لهُ ومنْ ينظفُ ويهتم ُبهذهِ الامورِ قالَ هناك( 2 )منَ المنظفينَ يأتونَ متطوعينَ لينظفوا دونَ أجر لحبهم هذا المكان ونحن نقومُ بهذه الاعمالِ التطوعيةِ علما أني منذسبعةِ أشهرٍ لمْ استلمْ راتبي ...!!!صراحةً دهشتُ لهذا الحديث وأحسستُ بغصةٍ وألمٍ ونحنُ في بلدٍ غنيٍّ ونفطي للأسف ِوهذا حالُ أكبرصرحٍ من صروحِ بغدادَ ,البؤس لهكذا حكومةٍ والعارُ للمسؤولينَ على شحة انفسهم واهدارِ الاموالِ على ما لا يستحقُ وترك ما يستحقُ للترميم اقترحُ بعض اقتراحاتٍ منها:- أنْ نأخذَ أكبرَ عددٍ من التوقيعاتِ للمثقفين والادباء والذهاب بها لمكتب رئيس الوزراء ِ. علَّنا نجدُ مغيثاً لشكوانا وحلاً لأزمةِ بيتنا الكبير ... أو أنْ تفرضَ إدارةُ المركزِ مبلغاً بسيطاً لدخول الناس ومن َالمبالغِ المستحصلةِ يتمُ تنظيفَ المكانِ ... يابيتاً أنشأتَ لتنفضَّ الغبارَ عنْ المبدعينَ وتبرزَ المتألقينَ في باحاتكَ المتعبةِأما آنَ الآوانُ لننفضَ الغبارَ عنكَ... #نسخةٌ_منه_لكل_شريفٍ_غيورٍ_مثقفٍ
سهى الطائي
![]() |
السبت، 30 يوليو 2016
(المركزُ الثقافي البغدادي يستغيثُ ...!!!) سهى الطائي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2016
(5253)
-
▼
يوليو
(851)
- ألتباس :محمود البستاني
- كلما ابتعدت : كريم حمود السلطاني..العراق
- لن اكون لغيرك : لبنى السالك
- اوهام ..!!! سرحان الربيعي
- عالم جديد: حسين وشيح الساعدي/2015
- في فمي تدي من نار : بقلم : مالكة عسال بتاريخ 29/0...
- وسام النادر بصرة 2016 هلوسة عاشق
- بصراحة : بقلم : كفاء محمد الدجيلي
- حوار مع عاذل. فؤاد چاسب العراق
- شاعربلاديوان ( ( ( بيْنَ غرناطةَ و غزَّةَ ) ) )نظ...
- مَنابِعُ الحُزْنِ : سعدي عبد الكريم
- همســـــــات حائرة : (بفلم ) (هدى علي )
- كل الموجود فيكى يا دنيا اخر قصده القبر : بقلم محمد...
- (لستُ طليقاً) حيدر محمد خرنوب / العراق
- الشوق لعينيك : ريحانة الحسيني
- فــي بــلاد العـُـرْبِ عمان في 31/7/2016 شـعـر : س...
- ثائرة أنا والريح : بقلم : زينب رمانة ...
- ***** جمالُك ِ *****شعر // عبد الله عبّاس خضيّر
- حينما يزهر الكفن : عبدالزهرة خالد البصرة ٣١-٧-٢٠١٦
- َ** الى رجل ** عبد الزهره الاسدي 31/7/2016
- وحتى تكون الأخير الأخير : بقلم الشاعرة : سامية بو...
- أزهيري(أبو ذيه) حسين وشيح الساعدي/ 2016
- الاممُ المُتفرقة : رحيم الربيعي ٢٠١٦
- ..قالت وداعا...! .بقلم/ صبري رشاد ...القاهره ...مصر
- (هوَاكِ طَاعِ..فمَنْ يفُكُّ وثاقي؟) شعر / أحمد عفيفى
- لحن الورود. فؤاد چاسب. العراق
- قصة قصيرة عجرفة كعب هش : رشيدة محداد
- طيفها..بقلم ..زكريا الشبلي..بحر الرمل..
- اريحي قبضتك.... أمل بو المجد
- لماذا تخليت عني ؟ بقلم (هدى علي )
- (( تضمين أبيات من قصيدة للشاعر سعيد ابن أحمد )) ((...
- افترقنا : بقلم محمد البلاط
- ارخميديسيات : عماد هاني ذيب 30/7/2013
- ومضات : سرحان الربيعي
- قالوا الحب مش لعبة . بقلم فوزية نشّابة
- بقلم ناريمان غبن === رثاء الى والدي ==
- آمنيات : بقلم : أمل الخفاجي
- مقام النوى :عماد عبد الملك الدليمي العراق
- * سهرانُُ ياليلي ** عبد الزهره الاسدي 2016
- ***** الطلاء ُ **** شعر / عبد الله عبّاس خضيّر*
- فضفضات..إحسان الموسوي البصري
- هكذا : ريحانة الحسيني.
- أغنية (((النيه صافيه))) بقلمى /محمودصلاح السيد27/7...
- مع شيء من حياة الصادق ع في ذكرى استشهاده بقلم : سي...
- أنشوده بعنوان((( أبي ))) بقلمي /محمود صلاح السيد 2...
- اصرار م/ كاظم العامري
- لشهداء الكرادة ... حوار مع الموت../أدهام نمر حريز...
- التشابه : عبدالزهرة خالد البصرة ٣٠-٧-٢٠١٦
- عزف منفرد. فؤاد چاسب. العراق
- *ومضة : نورنصيري
- (المركزُ الثقافي البغدادي يستغيثُ ...!!!) سهى الطائي
- رؤية.... نجااااح 30-07-2016
- صرخة الم : بقلم رزق عبدالله وياسمين دومه
- رتق : محمود البستاني
- .لمن عمري...! ..بقلم /صبري رشاد .القاهره ...مصر
- غيمة: حسين وشيح الساعدي/ 2015
- بعد ثلاثين عام _ بقلم باسم النادي
- بقلم الكاتب عبدالله ماهر الغانم أهديها الى أصدقا...
- ياصغيري : المهندس ياسين يوسف جولاغ الاعرجي
- بوح براحي : نرجس عمران سوريا
- *** مملكة ُ البيادق ِ *** شعر / عبد الله عبّاس خضيّر
- شفتان : مؤمن الآلوسي /بغداد
- (عِشْقٌ..في تَبَاريحِ العُمُرْ)شعر / أحمد عفيفى
- براءة الأطفال قصة حقيقية ومواقف ممتعة بقلم؛ وسام ...
- امنحيني الخلود. فؤاد چاسب. العراق
- سلسلة_قصص_مساراتي بقلم الـكـاتـب عبدالله_ماهر_ا...
- البحث عن طفولة بقلم/كاظم جمعة
- رحمة ( ستار مجبل طالع )
- مَـهـــلاً يَــا عَـــدُوَّ الـشَّـمْــسِ عـمـان ف...
- صوت...يستفيق : : :م/ كاظم العامري
- تراتيل حائر : فاهم لفته الزهيري
- اشوق_بقلم : ثائرة أمل ابو المجد
- ... الحطيئة ُ والشّعر ُ...بقلم : الشاعر الأستاذ عب...
- الكرسي والحصير : نصيف الشمري 2016/7/28 العراق
- لي صديقة على جسدها حربٌ شاعلة : بقلم : أسمهان_عليكا
- العزاز : باللهجة العراقية بقلم : صباح المهداوي العراق
- ألا عطرك يا سيدتي : كريم خلف النصراوي
- ... خيمة اللاجئين ... المهندس ياسين يوسف
- سأبحر بعيدآ : بقلم : كفاء محمد الدجيلي
- عيناي كتاب مفتوح :همس_المطر
- عبد الباري: حسين وشيح الساعدي :2015
- *** النّهر ُ( سيرة ُحضارة ٍ) *** شعر / عبد الله عب...
- وهم. فؤاد چاسب. العراق
- يا مهون هون : شعر عامّي : بقلم محمد البلاط
- الوووووو _ الوووووو برجج شنو _ برجي الاسد : بالله...
- البيان الرقيق في قصيدة (( طوفان الخوف )) للشاعر ال...
- مــا أريــــــدك ...... مــــا أريــــــــدك : با...
- ربى الجولان..بقلمي. .زكريا الشبلي.. البحر البسيط.
- ** يوميات رجل ------------- ! **عبد الزهره الاسدي ...
- تنهيدة الغريب :إحسان الموسوي البصري
- *** رسالة ُ أم ٍّ عراقيّة ٍ إلى برلماني ّ *** شعر ...
- احتاج صبرا : بقلم : سامية بوطابية
- *** الجمال ُ يمر ّ ُ *** نص ّ ٌمفتوح ٌ / عبد الله ...
- ق.ق.ج <؛> الفارِعـَـــــــــــــــــــــــــــــــ...
- لظى جروحي : عماد عبد الملك الدليمي العراق
- حَبّ أبْتَر : سيف_حسن
- بؤس وخذلان : بقلم : ريحانة الحسيني
- حلم بصوت عالي. فؤاد چاسب العراق
- * ان نطقَ العراقُ * عبد الزهره الاسدي 28/7/2016
- تين وعسل : رحيم الربيعي ٢٠١٦
-
▼
يوليو
(851)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق