السبت، 2 ديسمبر 2017

الأدب على منصة الأدب : عبدالزهرة خالد البصرة ٢-١٢-٢٠١٧

الأدب على منصة الأدب
—————————-
كلنا نتذكر الأيام الشتوية المشغولة بالدراسة الابتدائية المكتضة بالبرد القارس وعند نهاية كل جمعة تقطع علينا أمهاتنا سلسلة اللعب مع أترابنا 
لتجبرنا على الاستحمام الساخن اليدوي والأقتراب من الموقد المفعم بالدفء والدخان ثم تناول ( الشوربة الساخنة ) وكتابة واجبنا البيتي قبل النوم المبكر.
في عصر يوم الجمعة التي عادة ما نكرهه بصورة لا شعورية وأكثر الشباب يعاني من حالة تشاؤمية في تلك الساعات الأخيرة من نهار العطلة الأسبوعية وتصل حالة الاكتئاب الى درجة
 عالية من المقياس حتى فشل ريختر في تحديد درجته.
لكن هذه المرة على عكس منوال المقدمة آنفة الذكر تماماً من كافة النواحي فكانت السعادة هو الجو السائد خاصة وأن الحلم أصبح حقيقة حينما ألتقى أصدقاء التواصل الاجتماعي ، فقد أجتمع أدباء بغداد مع أدباء البصرة في أتحاد أدباء وكتاب البصرة في الفاتح من كانون الأول بدعوة من مؤسسة بلا أقنعة الثقافية الراعية للمنجز الأخير وهو ( جذوة حروف - الجزء الرابع ) وكذلك توقيع ديوان ( أساطيرُ طيفٍ ) للشاعر علي عبد الرحيم الغرباوي .
بعد كلمات الترحاب للاستاذ الدكتور سلمان كاصد رئيس اتحاد أدباء وكتاب البصرة وعريف الحفل الاستاذ ثامر الخفاجي الذي قدم إبداعه وتألقه في صياغة التقديم والمفردات مما أضاف جمالية كبيرة لهذه الاحتفالية المنبثقة من قلوب يانعة بالثقافة والأدب وقمة الأخلاق التي يسمو به الأديب.
كان حضوري مبكراً وأنا أشاهد دخول الضيوف العفوي وبكل همة وجدية في ترتيب المنصة وجعل المنجزات أمام الجمهور كأنهم في معرض كتاب بالصورة والصوت وبدون استغراب كيف عرف الضيوف المساحة والمجال والمكان المخصص هل تعودوا على دخول القاعة أكثر من مرة أم هو هذا ديدن الشعر وأهله يكون الحرص على الجمالية والجو العام المثالي هو الهدف السامي لديهم.
على كل حال لا أريد أن يأخذ الموضوع جوانب أكثر من تغطية فعاليات التقديم والتعريف المنجز المهم في الرعاية الأدبية خاصة وأن الديوان المشترك فيه التركيز على شعراء محافظة البصرة والذين لم تسنح لهم الفرصة بين باقي الأدباء في محيط البلد والوطن العربي حيث سبق وأن تم طبع منجزات مشابه لهذا الغرض في محافظات أخرى.
ليس غريباً عندما تجد الحاضرات من النساء تسود قاعة الحضور وأنبرى ذلك على المشاركة في الإلقاء القصائد والنصوص وربما أكون أنا الكاتب من كبار السن الحاضرين بعدد أصابع اليد فيما الشباب والحيوية تسود المناخ الذي يحيط في الأحتفائية الرائعة التي قدمت في آخر الحفل الشهادات التقديرية والدروع المخصصة بالإبداع . لذا نستطيع أن نجزم بأن الأدب في العراق لازال في خير طالما يحتضنه الخيرون والحريصون على بلدهم العراق.
من هذه الأسطر الأخيرة أتقدم ببالغ الشكر لإدارة المؤسسة وللشعراء الذين ساهموا في المنجز والاحتفالية إضافة الى شخصيات كانت في مقدمة التفاني والتضحية الواقفين خلف الجلسة الأدبية ولا يسع المقال ذكر الاسماء خشية نسيان أحدهم لذا أعجابي وتقدير بالجميع ويشمل كذلك القراء الأفاضل لهذا المقال المتواضع.
———————

عبدالزهرة خالد
البصرة ٢-١٢-٢٠١٧




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل