الأربعاء، 17 أغسطس 2016

قصة قصيرة "كلاكيت مرور " ثاني : رشيدة محداد

قصة قصيرة "كلاكيت مرور " ثاني
الرابعة والنصف بعد فجر يوم الإثنين ، الشارع يتثاءب صمتا..
وعامل نظافة ينظف وجه العبور بمكنسة شعرها أشعث..يجمع بقايا ليلة راكضة لاهثة ..قلبت أمعاء اللامبالاة..قوارير وأزبال !
ينحني ظهره محدبا ،عيناه تكادان تقتلعان من مكانهما..قهرا !
بالجهة اليسرى،إشارات مرور.. تفاصيل وجهها باتت مضببة ! والابتسامات باهتة ، وعامل نظافة آخر ، يزرع الغمزات،والابتسامات بوجهها بمنديل نظافة أصفر ..
استيقظ الشارع..واستيقظت الأقدام وصرير أبواب السيارات ومنبهاتها !
الساعة ترقص الان على الثامنة والنصف نوتة..
واشارات المرور..سعيدة بعطرها الجديد !
"أكشن"...غمز الأحمر لسيارة من نوع "هيونداي " توقفت تحت صرير عجلات متذمرة ساخطة ..وبالهاتف حرارة خليل تلفح وجه شاب ثلاثيني ..يعلو صوته مقهقها من داخل السيارة :
_.....طلباتك أوامر حبيبتي...أخذ مني "رشوة" تغطي عين الشمس..وعين أفعالك...يا "جميل" ..طبعا براءة..!
تعلو قهقهة الشاب .. تتوقف دراجة نارية كبيرة..يميل شاب بجسده نحو زجاج سيارة ال "هيونداي" ..يختطف "الايفون" ..ترتد الإشارة الحمراء هلعا...تختفي..فتنفث الخضراء لهيبها سخطا...و...
تنطلق الدراجة..و السيارة وسط عباب فوضى الحياة..
"ستوب"
"أكشن"..
"كلاكيت مرور " ثالث....
رشيدة محداد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل