الاثنين، 29 أغسطس 2016

(شَمْـسُ الحَـقِّ شعر : سعيـد تــايــه

(شَمْـسُ الحَـقِّ
شعر : سعيـد تــايــه
الليـْلُ طَـالَ وَشَمْـسُ الحَـقِّ تُحْتَضَـرُ
والظُّلْـمُ ظَلَّـلَ وَجْـهَ الأَرْضِ يَنْتَشِـرُ
عَمَّـتْ دَيَـاجيِرُ هّـذَا الظُّلْـمِ كَوْكَبَنَـا
فَصَـارَ عَنْـهُ يَقـيِنُ الْعَـدْلِ يَنْحَسِـرُ
وَفـي رُبُـوعِ بِـلاَدِي بَعْدَمَـا انْكَفَـأَتْ
عَـمَّ الظَّـلاَمُ فَـلاَ نــُـورٌ وَلاَ قَمَــرُ
هَبَّـت عَلَيْهَا رِيَـاحُ البَغْـيِ سـافِـرَة
تَغْـزُو الـدِّيَـارَ فَلا تُبْقـي وَلا تَـذَرُ
جَاؤُوا غُـزَاةً لأِقْصَى القُـدْسِ يَدْفَعُهُـم
حِقْـدٌ دَفـيِنٌ عَلَى الإسْـلاَمِ مُنْهَمِـرُ
جَاؤُوا فِلَسْطـيِنَ أَشْتَـاتَـاً يُـرَاوِدُهُـمْ
إِنْشَـاءُ هَيْكَلِهِمْ زَعْمَـاً لِمَـا مَكَـرُوا
دُنْيَـا مِـنَ الشَّرِّ في أَعْمَاقِـهِمْ سَكَنَـت
والشَّـرُّ عِنْـدَهُمُ مَحْمُـودٌ وَمُنْتَظَـرُ
والْكُلُّ في الغَـرْبِ في ذَا الـوَهْمِ آزَرَهُـمْ
فَكُلُّـهُمْ حَـاقــِـدٌ أو ْ طَـامِعٌ قَــــذِرُ
شَنُّـوا الحُروبَ على الأَهْلـينَ مُذْ وَطِئِـوا
هـذي الدِّيَـارَ بِحِقْـدٍ كُلُّـهُ شــَـرُّ
والْيَـوْمَ ذا النّـتْـنُ في ذِي الحَـرْبِ رائِدُهُمْ
القَتْـل ُ دَيْـدَنُـهُ بالسَّيْـف ِ يَـأْتَمِـرُ
الْيَــوْمَ ذا النتْـنُ مُغْــتَرٌّ بِقُـوَّتِـهِ
نَـذْلٌ حَقِـيرٌ لَـهُ مِـنْ مِثْـلِهِ زُمَـُر
سَفْـكُ الـدِّمَـاءِ وَشَرْعُ الغَـابِ مَذْهَبُهُ
لا وَحْـشَ يُشْبِهُـهُ كَـلاَّ وَلاَ بَشَـرُ
في كُـلِّ شِـبْرٍ مِـنَ الأَوْطَـانِ مَجْـزَرَةٌ
جَـزُّ الرِّقَـابِ وَبَتْرِ السُّوقِ تَسْتَعِـرُ
قَتْـلٌ وَذَبْـحٌ وَتَهْشِـيمِ الـرُّؤُوسِ لِمَـنْ
ذَادُوا عَنِ الوَطَـنِ المَذْبـوحِ تُخْتَصِـرُ
هَـذِي المَنَاظِرُ تُفْـرِي الْقَـلْبَ مِنْ كَمَـدٍ
وَمِنْ لَظَـاهَـا يَكَـادُ القَلْـبُ يَنْفَطِـرُ
حَتّى البَسَاتـينُ قَدْ هُـدَّتْ وَقَدْ جُـرِفَتْ
لَمْ يَبْـقَ مِنْ تُـرَبٍ فيـهَا ولا شَجَـرُ
يَسْعَـى لِطَمْـسِ فِلَسْطِـينَ الَّتِي ذُبِحَـتْ
فَـلاَ يَظَـلُّ بِـها بَيْـــت ٌ وَلاَ بَشَــرُ
هَيْـهَاتَ شـارُونُ أَنْ تَحْظَـى بِبُغْيَتِـكُمْ
حَتَّى وَإِنْ فُقْـتَ مـا قَامَتْ بِـهِ التَّتَـرُ
فَفـي فِلَسْطـينَ آسَـادٌ بِـهَا انْتَفَضَـتْ
كُـلُّ الجَمَـاهِيرِ كالبُرْكَـانِ يَنْفَجِـرُ
ثَـارَتْ عَلَى الظُّلْـمِ مِنْ قَهْرٍ وَمِنْ صَلَـفٍ
سِـلاَحُهَا العَـزْمُ والإيِمَـانُ والحَجَـر
تُظِلُّـهَا رايَــةُ التَّحْـرِيرِ مِـنْ هَمَـجٍ
شَــرُّ البَرِيَّــةِ لا عَـهْدٌ وَلاَ خَـيْرُ
جِنِـينُ يـا مَوْطِـنَ الأَبْطَـالِ هَلْ أَحَـدٌ
أَتَـى يُقَاسِمُـكِ الْبَـلْوَى وَيَنْتَصِــرُ
فَـالسَّالِكُـونَ دُرُوبَ الـذُّلِّ مَـا رَجَعُوا
عَـنِ المَـسَارِ وَلَـمْ تُسْعِفْـهُمُ عِـبَرُ
وَالْبَـائِعُـونَ إِلَـى الأَعْـدَاءِ أَنْفُـسَهُمْ
وَالْمُنْصِتُـونَ وَفي أَسْـمَاعِهِـمْ وَقْــرُ
كُـلُّ المَجَـازِرِ لَـمْ تَشْفَـعْ لِيَـرْتَجِعُوا
واسْتَعْذَبُـوا الـذُّلَّ لا سَمْـعٌ وَلاَ بَصَـرُ
فَـلاَ نُـوَاحُ الثَّكَـالى قَـدْ أَثَـارَهُـمُ
وَلاَ بُكَــاءُ صَغِـيراتٍ لَـهُ نَفَـرُوا
بـاعُـوا الكَرامَـةَ لا عِـزٌّ وَلا شَـرَفٌ
خَـَانُـوا الأَمَـانَـةَ لا حِسٌّ وَلا خَـبَرُ
وَلَـمْ تَعُـدْ لِرِحـابِ البَيْـتِ حِجَّتُـهُمْ
لَكِـنْ لِبُـوشَّ فَـذَاكَ الْمَسْـخُ مُقْتَـدِرُ
نُفُـوسُهُمْ جُبِلَـتْ بـالـذّلِّ مُذْ خُلِقُوا
والكُـلُّ في النَّــاسِ مَذْمُـومٌ وَمُحْتَـقَرُ
إِنَّ الْـهَوَانَ لَمَـنْبُـُـوذٌ صَـواحِبُـهُ
فَـهَــلْ يَثُـوبُ الَّـذي بِـالعَـــارَ يتَّــزِرُ
نَـابُلْسُ يـا جَبَـلَ النَّـارِ الَّتي عَصِيَـتْ
عَلَـى الْغُـزَاةِ فَلا خَـوفٌ ولا خَـوَرُ
أَبْنَـاؤكِ الغّـرُّ مَـا كَلَّـتْ سَـواعِدُهُمْ
عَـنِ الجِـهَادِ وَعَمَّـا خَطَّـهُ القَـدَرُ
سَـارُوا عَلَـى دَرْبِ أَسْـلاَفٍ لَهُمْ سَبَقُوا
وَفَوْقَ نَـارِ الأَسَى والحُزْنِ قَـدْ كَبِـرُوا
مَـهْمَا ادْلَهَـمَّ سَـوادُ الليْـلِ مُنْتَشِـرَاً
لا بـــُـدَّ يَومـا ً بـأَنَّ القَيــــْـدَ مُنْكَـسِرُ
يـا قُـدْسُ يـا مَوْطِنَ الآلامِ في صَدْري
يـــَا نَجْمَـةً بِسِيَــــاجِ النَّـــارِ تَتَّـــزِرُ
يَـا قُـدْسُ يَـا جُرْحِيَ الدَّامي وَمُلْهِمَتي
مِنــي إِلَيْـكِ وَفَــاءٌ عَـاطــِـرٌ نَّضــِـرُ
إنَّـا سَنَرْجِعُ مَهْـمَا طَـالَ مِـنْ زَمَـنٍ
مَهْمَـا العِـدَى صَنَعُوا لَنْ يُفْلِحَ الْغَجَر
أَيَـا شَهِيدَاً لـَهُ الأَمْجَـادُ قَدْ صَدَعَتْ
وَجَنَّـةُ الخُـلْدِ والْفـِرْدّوْسُ تَنْتَظِـرُ
إنَّ المَجَـازِرَ هَـاتيِكَ الـتي ارتُكِبَـتْ
لَسَــوْفَ يَعْقُبُــهَا رَجْـــعٌ لَـهُ أَثَــــرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل