الأربعاء، 17 أغسطس 2016

جميعنا يحمل قصته ويسير : بقلم :

جميعنا يحمل قصته ويسير 
والبعض تحمله حقائبه ...وتصنع له مصيره 
راودتني نفسي ان اجلس اقلب في اوراق حقيبتي. حتى عثرت على هذه الورقة 
انا العوسجة التي شبت في منخفض صخري 
بيني وبين زوجي معركة ارادة ...ارادته وارادتي وزوجي في الخامسة و الثلاثين من عمره اقبلت على الزواج به على حلم كنت اعيش في انتظاره ..حلم ان ابدا حياة جديدة حتى اكتشفت ان زوجي ليس عطوفا رقيقا كابي انه يجعل من اللحظات البسيطة مشكلة ..انه يقول كلام يمتهن فيه مشاعري ..وكرامتي .....انه لا يراني الا ام لأبنتنا الوحيدة.(منة )..انه ليس فلاح متزمتا لقد عاش لسنوات في أوربا. الا انه لازال يعيش كما عقل ابيه. هو لا يتركني اقف حيث اريد ان اقف هو يقفل الابواب على تلك الطاقة التي تجول في صدري وتريد لن تنطلق وتعلن عن نفسها .
هل كان يستخدم ثقافته في خداع نفسه...حين يرى الزواج قاطرة تجرنا للخلف ؟
قال لي بصوت مرتفع يزدحم فيه الغضب :
ايمان : لم اعد اطيق حياتك المزدحمة بين عملك في الصحافة ووقتك الذي تعطيه للقراء .بيتك اولى به .توقفي عن نشر افكارك وروياتك وفرضها على الناس فتح ادراج مكتبي ومزق كل ما كتبت عملك في الصحافة ,.لسنا بحاجة له 
ردت بهدوء : ولكني انا بحاجة له 
..صرخ قائلا: ....انت ..ما انت .؟..انت زوجة وأم قبل كل شيء يا هانم ..,,لست حرة في قراراتك
رددت :_زوجة ..تزوجتك واتخذتك زوجا ..كي اكمل نصفي ...لا حتى ينصهر نصفي الحقيقي معك ويذوب ... يختفي ...ولا يعود لي ذكرا ..الزواج ليس مملكة فيها سيد وعبيد 
_هل علي ان اتصرف كما سجين يستدر عطف سجانه... 
لانه لا يملك غير ضعفه ؟
_قال واجما : وهل ترينه عيبا ان تذوب الزوجة في شخصية زوجها ؟
بادرته قائلة :...كانت قبلي لديك زوحة قروية ..لا تعصي لك امرا ..ولا ترى الحياة الا من خلالك ..فلم تركتها وجات تبحث عن امرأة مثلي لها طموح .؟...كل شيء في الحياة له ضريبة يا زوجي العزيز ام انك نسيت شعاراتك التي تؤيد المرأة وتقف الى جانبها 
تستطيع ان تجلب لك خادمة تقوم بكل اعمال البيت ...وتستطيع ان تجلب مربية لأبنتنا ...لكن الموهبة التي كانت بادرة اعجابك بي وتمسكك بي ان قتلتها ...ووأدتها كيف لي ان أعوضها ؟
... لا يركد الا الماء الأسن ... الركود فرصة للعفن ..وسيكون صعبا ان اتعفن ... او ان اضيع تلك المصابيح المتدلية في الافق .
سألني الاستاذ سلام .مدير التحرير للمجلة التي اعمل فيها ..:ايمان ما بك ؟
هذه الايام الاعمدة المخصصة لك يشوبها دخان الحزن والالم ..هل لازالت خلافات وجهات النظر مع زوجك مستمرة ؟
اسمعي يا ايمان : انت صحفية مرموقة ..واصبح لك قراء ومتابعين ...وايضا لك اطروحات وكثير من الابحاث التي راقت للكثيرين ..وسيكون لك باعا كبيرا ومركزا مرموقا ...ومن يحب يجب ان يقف بجوار من يحب ويضحي حتى يراه سعيدا محققا اماله وطموحاته ..الزواج ليس سجن يمتهن فيه الفكر حتى يذبل .
ان التشبث بالقرار يعطيه صفة الصواب حتى يبدوا هكذا في دواخلنا أنا بحاجة الى قرار . حتى جاء حزين ذاك اليوم الذي طلقت به من زوجي وبقيت ابنتها منة تراوح مكانها بيننا ...ايام تقضيها معه وايام معي وحين أنشغل اتركها لدى امي . 
والاستاذ عبد السلام الذي ظهرت على راسه بعض خصلات الشيب ....استدعاني الى مكتبه فاجئني قائلا :
.أيمان هل تتزوجيني ؟
_ الدرر والجواهر الثمينة يجب ان تجد من يقدرها ويحافظ عليها .,,حتى تسترسل في ابداعها ...وانا خير من يحافظ على تلك الجواهر ....انت بحاجة الى رجل لا بأس ان يكبرك ..ولكن المهم ان يقدرك ..ويقدر فكرك ويمضي بك لتحقيق احلامك .ياايمان 
وانا مبهورة ..بصوته الواثق .وعباراته التي لا تحتمل المجادلة او الخطأ 
وتزوجته ..وها هو الفكر ينتصر ويجد من يحتظنه .
..وفعلا ..معه تفوقت اكملت الدكتوراه ...
وانشغلت عن هذا العالم بحقيبتي اليدوية المزدحمة بالبرامج والالتزامات والقاءات 
لقد بات لي الكثير من الكتب التي تناولت نظريات مختلفة ..كانت كنقطة فارقة في سماء الفكر الا اني بدأت أكثر من سفري الى حضور ندوات واجتماعات على مستوى الدول المجاورة .. والاستاذ عبدالسلام يشاهد التلفاز ..فيجدني لمرات عديدة على لقاء على الهواء 
ان من يحقق النجاح ...يدخل قي صراع اخر انه صراح الزحام ...وتخطيه يحتاج الى الكثير من الجهد والوقت حتى يحافظ على هذا النجاح 
وهو يقضي معظم ايامه وحيدا ..يعد العشاء لنفسه ...يحتفل ويوقد الشموع في عيد ميلاد زواجنا لوحده ...وانا ارى ان الحياة قصيرة ويجب ان أنتهز الفرص التي تتحقق فيها الامال ....كان الاستاذ عبد السلام قد بدأ يتململ ...من حياته ...ويتذمر ..الا ان حقيبتي اليدوية مزدحمة جدا ...وكنت دائما أعطيه وعود ان أتفرغ له وللبيت في القريب العاجل ..
بعد عام ..
وفي يوم آذنت الشمس فيه بالزوال 
اعدت الشموع للاحتفال بعيد الزواج .....وقررت ان أقف لا تنفس الصعداء وأراجع حساباتي وأقف عند بيتي ...سأعوض بيتي وزوجي عن كل اهمال او قصورلم يكن متعمدا نظرت الى خيط الشمعة فأذا به شارف على الوداع 
..وهو لم يأتي 
مضى يوم ..
ويوم اخر ...وهو لم يأتي
بعد ثلاث ايام .وصلت .رسالة منه.
كتب فيها :
عزيزتي ايمان 
.. لقد ضعت قي زحام حقيبتك ..اليدوية كنت اجلس وحيد في انتظار الانتهاء من شرب ترياق نجاحك ...كانت وجباتك جاهزة ..ضحكاتك جاهزة 
كنتِ كمن يتجرع روح الحياة ...وانا وايامي نضمحل ونفنى 
كنتِ تبنين مجدك . خلف مكتبك ...وفي تذاكر سفرك .و.جدار اخر في حياتك......يُريدُ أن ينقَّض دون علمك
لقد ابتعدتِ كثيرا..ووقفت طويلا حول حيرتي .لم ارضى لك ان تكوني خلفي ..اردت ان تسيري جنبي ...لكنك تخطيتني ..وبت في الامام كأني لست في ايامك ولا انتِ غاية ايامي ...فراح الظمأ والاهمال يميت زهرات الحب كنت دائما ترددين ..لكل شيء ثمن وضريبة 
لم استطع ان حافظ على المستوى الادنى من الرضا في صدري 
ان التغيير والتحول رهين الوجود. والحياة دأبت ان تكون ناقصة .ولا احد مستثنى من قانونها 
فألتمسي لي العذر ..
.اني اخترت الفراق
قلت في نفسي ...والدهشة تغمرني كنت تقول لي لا مثيل لفرحك وامتيازك العظيم ...هو امتيازي هو فرحي؟ 
كم خسرت هذه الدنيا
كم نخسر نحن 
ها أنذا في مراكب خاسرة 
لك السلام ايتها الحياة 
الناجحون ,,,المتميزون دائما لهم خسارة 
في مكان ما 
اتدري ...لقد هاتفتني ابنتي منة ...قائلة ..:
امي ابي يقول انه نادم على طلاقه منك ...من امرأة مثقفة وذات مركزمرموق وشهرة مثلك ..
قهقهت وأنا أتمتم 
هذا ما وهبته الحياة الضنينة لعابريها 
غريب...
كلما لملمت مراكبك يا حزن 
اغرق
تمت

نور النصيري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل