الجمعة، 1 أبريل 2016

- ‫‏لغةالعرب‬ الضروراتُ الشـِّعريَّـةُ : ـــ بقلم الأديب فارس العبيدي













الضروراتُ الشـِّعريَّـةُ : ـــ
الضرورات الشعرية، أو الضرائر، أو الجوازات الشعرية هي رخص أعطيت للشعراء دون الناثرين في مخالفة قواعد اللغة وأصولها المألوفة، وذلك بهدف استقامة الوزن وجمال الصورة الشعرية، فقيود الشعر عدة، منها الوزن، والقافية، واختيار الألفاظ ذات الرنين الموسيقي والجمال الفني ... فيضطر الشاعر أحيانا للمحافظة على ذلك ، إلى الخروج على قواعد اللغة من صرف ونحو ... وهذه الضرورات لا تستوي في مرتبة واحدة من حيث الاستساغة والقبول؛ فبعضها جائز مقبول، وبعضها الآخر مستقبح ممجوج، ومنها ما توسط بين ذلك ؛ فكلما أكثر الشاعر من اللجوء إليها قَبُحَ شعره. والضرورات الشعرية كثيرة ومتنوعة فمنها ضرورات الزيادة، وضرورات النقص، وضرورات التغيير، وإليكم طائفة منها: ــ
أولا: ضرورات الزيادة:
(1) تنوينُ مـا لا يَنْصَرِف( أي الممنوع من الصرف)، مثل:
ويومَ دخلتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنيزةٍ ** فقالت: لك َالويلاتُ إنكَ مُرْجـِليْ
والأصل (خِدْرَ عُنَيْزَةَ) لكنه صـُرِفَ للضرورة.
(2) تنوين المنادى المبنيِّ، مثل:
سلامُ اللهِ يا مَطَرٌ عليها ** وليس عليكَ يا مطرُ السلامُ
والأصل (يا مَطَرُ) لكنه نُوِّنَ للضرورة .
(3) مد المقصور، مثل:
سيغنيني الذي أغناك عني ** فلا فقرٌ يدوم ولا غِناءُ
والأصل (ولا غِنَىْ) لكنه مـُدَّ للضرورة.
(4) إشباع الحركة فينشأ عنها حرفُ مـَدٍّ من جـنسها، مثل:
تنفيْ يداها الحصى في كلِّ هاجرةٍ ** نَفْيَ الدنانيرِ تَنْقَادُ الصيارِيفِ
والأصل (الصيارِفُ) لكنه أُشْبـِعَ للضرورة.
ثانيا: ضرورات النقص:
(1) قَصـْرُ الممدودِ، مثل:
لابدَّ من صَنْعَا وإن طال السَّفَرْ ** وإنْ تَحَنَّى كلُّ عودٍ ودَبِرْ
والأصل (صَنْعَاءَ) لكنه قُصـِرَ للضرورة.
(2) ترخيم غير المنادى مما يصلح للنداء، مثل:
لَنِعْمَ الفتى تعشو إلى ضوءِ نارهِ ** طَرِيفُ بْنُ مَالٍ ليلة الجوع والخصرْ
والأصل (بـنُ مَـالِكٍ) لكنه رُخـِّمَ للضرورة.
(3) ترك تنوين المنصرف، مثل:
وما كان حِصْنٌ ولا حابسٌ ** يفوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ
والأصل (مِرْدَاسًا) هنـا تُرِكَ التنوينُ للضرورة.
(4) تخفيف المشدد في القوافي، مثل:
فلا وأبيكِ ابْنَةَ العامريِّ ** لا يدَّعيْ القومُ أنِّي أَفِرْ
والأصل (أَفِرُّ) لكنه خـُفِّفَ للضرورة.
ثالثا: ضرورات التغيير:
(1) قطع همزة الوصل، مثل:
ألا لا أرى إِثْنَيْنِ أحسنَ شيمةً ** على حَدَثََانِ الدهرِ منِّي ومِنْ جُمْلِ
والأصل (اثـْنَيْنِ) لكنه قُطـِعَ للضرورة.
(2) وصل همزة القطع، مثل:
يَا ابَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضلٍ ** فرَّجْتُه بالمكر منِّي والدها
والأصل (يَا أبَا) لكنه وُصـِلَ للضرورة.
(1) فك ُّالمـُدْغـَم، مثل:
الحمدُ للهِ العليِّ الأجْلَلِ ** أنتَ مليكُ الناسِ ربًّا فاقْبَلِ
والأصل (الأجَلِّ) لكنَّهُ فُكَّ للضرورة.
(2) تقديم المعطوف، مثل:
ألا يا نخلةً من ذاتِ عرقٍ ** عليكِ ورحمةُ اللهِ السلامُ
والأصل (عليكِ السلامُ ورحمةُ اللهِ) هنـا قُدِّمَ المعطوفُ للضرورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل