الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

د.المفرجي الحسيني الاشراف التربوي عملية مزاجية 8/9/2018


الاشـــراف التـــربوي "عــــملية مـــزاجية"
---------------------------------------------

الاشراف التربوي عملية تقوم على تحديد الاهداف ووسائل تحقيقها وتقييم النتائج، ويتمثل بجهود منظمة ومستمرة وتفاعلية، ترمي الى مساعدة المعلم وتوجيهه ورفع مستواه. انها عملية تعاونية تهدف الى تحسين التعلم وتحقيق الاهداف التربوية. 
ومن نشاطات المشرف التربوي نحو المعلمين: زيارات صفية، عقد اجتماعات، تقويم واختبار الكتب والمواد الدراسية، المساعدة في تطوير الوحدات التعليمية، تنظيم او تطوير المناهج، 
تنظيم وتوجيه ورش العمل، المساعدة في ادارة الاختبارات، تفسير استخدام البيانات الخاصة بالامتحانات، المساعدة في تطوير واستعمال برامج للتقويم العام لبرامج المدرسة، اعداد دروس توضيحية تعليمية، تقديم المشورة والنصح للمعلمين عندما يواجهون مشكلات تعليمية، المساعدة في تطوير خطط لتبليغ الاباء والامهات عن مدى تقدم أبناهم وبناتهم.
لكن الاشراف التربوي كثيراً ما يمارس في عدد من المدارس كعملية مزاجية تفتيشية تهدف الى تخويف المعلم واحراجه واظهار نقاط ضعفه، من دون بذل جهد لمساعدته على التغلب عليها، ويتحول فيها المعلم الى طالب ويصبح المشرف معلم تقليدي متسلط يلقن ويعاقب من يشاء بطريقة عشوائية. ان جوهر الاشراف هي اقامة تفاعل بين المعلم والمشرف يؤدي الى تغيير ايجابي في سلوك المعلم، ولكن هذا نادر لأن المشرفين غالباً ما يشعرون المعلم انه مجرد طالب صغير يتعلم على يد استاذه المشرف، مما يعمل على اعاقة بناء علاقة تفاعلية متكافئة وتعاونية بين الطرفين. اغلب الاحيان يكون المعلم غير متحمس لزيارة المشرف وتوصف العلاقة بنوع من الحرب الباردة بين المعلم والمشرف، فكل واحد لا يثق بالآخر مما يزيد من قلق المعلمين وخوفهم من المشرفين. غلبة الذاتية والمزاج على كثير من التقارير التقويمية حيث تكون انطباعية وليست ملائمة من حيث الدقة والشمولية لتكون أساساً لتطوير عملية التعلم، انها تفتقر الى الموضوعية وان الاشراف يتم بعيداً عن المبادئ التي يستند اليها الاشراف التربوي بمفهومه الحديث منها الديموقراطية والتعاون والشمولية والموضوعية.
الفائدة التي يجنيها المعلم من الزيادة الإشراقية محدودة، وذلك بسبب السلبية والسطحية للاجتماع الذي يعقب الزيارة. المشرف يتسم بالمباشرة في تفاعله اللفظي مع المعلم والحوار مغلق. بعض المشرفين يغادرون المدرسة دون تحقيق اجتماع مع المعلمين وان اجتمعوا فالاجتماع عبارة عن تأنيب وتقريع للمعلم، بدل التبصير بنقاط القوة والضعف والسعي الى مساعدتهم للتخلص من السلبيات في العمل، لذلك فان مردود الاشراف التربوي محدود ومتواضع.
ان عجز الاشراف بشكل عام عن تحقيق كل اهدافه, يعود الى اسباب كثيرة على رأسها اعتماد سياسة التسلط المتمثل في ضعف العلاقة بين المعلم والمشرف وقيامها على التحكم والخضوع، بدلاً من التعاون والتفاعل والثقة المتبادلة.

**********
د.المفرجي الحسيني
الاشراف التربوي عملية مزاجية
8/9/2018


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل