السبت، 18 أغسطس 2018

تعابير السّنين — عبدالزهرة خالد البصرة / ١٨- ٨-٢٠١٨


تعابير السّنين
——————

في سابقةٍ خطيرةٍ
قبل أن أتحسّسَ تقوّس ظهري
واعوجاجَ عمري إلى الفضيلة،

انقلبتْ خسارتي الفظيعة
المحصورةُ بين خطّي التجاوزِ والرّهان
إلى ربحٍ شبه مؤكد
لا تحصيها لغةٌ
ولا قصيدةٌ تدّسُ حرفًا
كانَ يهشُّ به على وجعي
كما لو يطرّزُ خيوطَ الصّدق
في ثوبِ النّفاق.
في توقيتٍ يسدُّ حاجةَ اللّهفةِ
بندى أيّ شيءٍ
من امرأةٍ مملوءةٍ منّي
حدّ الظلّ الأعمى
تكسو أوراقي بزمنٍ يزهو بالاخضرار
جذوع الخوفِ والترقّب
تتخلّى من طولِ الخيال
إلى تلك الممشوقةِ بالعفّةِ والجمال
كنتُ أنا بمثابةِ مجموعةٍ من نواقصَ
في قواريرَ لم تكتسبْ سدّادةً في حفظها
تكتمل بعطرها الممزوجِ بنورِ وجهها البدريّ…
قرّرتُ بعد الاتّكالِ على عكّازي الأمين
أن أقطعَ المسافةَ بلا وصول
لأنّها الرّفيقةُ وأكملَ بها السّفر
إلى محطّةٍ ملؤها الضّباب
أعلمُ بكلّ يقين
أنّ الغيمةَ ترمي العطشَ
على الماءِ ساعة الانتقالِ
ليرتوي من التّرابِ
وعليه تبكي الأرضُ
لأنّه ارتمى في أحضانِ الوديان
ويضاجعُ القشّ اللّقيط .
هكذا كنتِ كما كنتِ
دارًا، ملجأً ،
غصنَ زيتونٍ فوق سفينة النّجاة…
هكذا أنتِ كما أنتِ
قبل الحديثِ وخاتمةِ الأقوال
سأكتبُ الحقيقةَ عند الاندماج
كلّما أهربُ منْك
ألتجئ إلى سطحِ المرايا
أرى الدّنيا قد بعدت
دارت حولي عصافيرُها
تواسيني على ما بقى منّي
لقد ملكتِ منّي الكثير
وما أنا مالكُ منكِ شيئا
هكذا تبدو ملامحُ السّنين…

""""""""""""""""""""""
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٨- ٨-٢٠١٨



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل