الأربعاء، 20 يوليو 2016

لا لست قدري : بقلم : نور النصيري

لا لست قدري
كانت قد اغلقت ابواب قلبها عن اي زائر
حصنت حدود قلبها من اي اقتحام فهي الارملة الجميلة الثرية التي تتمتع بجمال هاديء رزن ينبض بالحنان يتدفق بالشخصية القوية .
تركت مسافات ثابتة مع الجميع ..كي لا تستمع لعبير الكلام وتغاريده . مفتعلة ذلك بوازع الحذر فراحت تكون مجموعة من الصديقات ..تقضي وقتها معهن وتتسامردون ان تعلم يوما انها وان اتقنت السير في مشاوير الصبر فأن للحياة صفحات ...مجبرين على قرائتها ..شئناام ابينا وكان من صفحاته قراءة ذاك الذي دك حصون قلبها واحدا تلو الاخرحتى تربع على عرشه ..هكذا جاء
حسام ..
لم يبصر سعاد كما باقي الناس
كان يملك من الذكاء والخبرة الكثير حتى يرى سعاد كقدح مكسور ما زالت بقاياه المحطمة على الارض بحاجة الى من يلملمها ...كانت له وسائل اكيدة سارية المفعول يصل بها الى ما يريد ويصبوا ..الا ان سعاد لا طريق لها سوى الزواج
قال في استعطاف :
سعاد الورود كثيرة ..الا ان نفسي لا تتوق الا الى امراة تساعدني على الحفاظ على نقائي وانسانيتي ...وان لا ابتعد ايضا عن اخرتي ..ورعك يا سعاد ...تقواك ...انت المرأة التي احتاجها كي اكمل حياتي مطمئن... معك لن اضيع .ولن اتوجس ريبة على اي شيء فهل توافقين على الزواج من رجل رأى سعادة الدنيا قد طوتها الحياة على موافقة امراة مثلك ...؟
امرأة ان ضاعت مني ...فأنا من اخطأه الحظ وفاتته حافلة الفرح .
سعاد ..لا تعرف لم وافقت عليه دون غيره ؟ لكنها على يقين انها (احبت ضحكته الخارجة من قلبه كأنه قلب طفل )..يجعلها تبتسم له حينا ..وتسأم منه وتمل مشاكسته حينا اخر سعاد احبته ...وتدرك مع ميل مشاعرها حاجتها الى الاستناد الى جدار رجل يحمينها من عوارض الدهروتقلبات الايام .
.من يستطيع ان يوقف خربشات عصفور على شباك قلبه ؟
من يقدر على اسكات همهمات الحكايا حين يرميها العمر على شرفات احلامنا .
ثلاثة اشهر..على الزواج مرت كأنها حلم جميل لا تريد ان تستفيق منه ...وكأن الدنيا قررت ان تسبغ على سعاد كل الوان الرفاهية والحبور
حتى قرر حسام يوما ان يذهب لزيارة ابوه وأمه في احد الاحياء الساخنة وطلب منها ان تدعو له بالعودة سالما ...
وحدث ان تأخر في العودة .
.ولم يعد حسام
ولم يعد له اثر
جن جنونها استقلت سيارة اجرة الى بيت اهله فوجدت باب الدار مغلق برتاج ثقيل ..سألت حارس المبنى ..عليهم اخبرها انهم سافروا الى خارج الوطن
لم يكن لحسام عمل ثابت حتى تذهب لعمله لتسأل عليه ..فهو دائم الحركة ..ومتغير في حركة وسياق عمله ويومه ...
سألت كل من يرافقه من اصدقاءه ..فكأن حسام قد اختفى واختفت معه كل اسراره واخباره
من يملك ان يأتي لها بخبر عن حسام ..
من يملك ان يعيد لها ابتسامتها وهدية الايام لها من ؟
وحدث ان احتاجت سعاد لبعض المبالغ المالية من المصرف الذي تودع فيه مدخراتها المالية ...فتفاجأت ان رصيدها صفرا .
اتتني وقلبها يرتجف جزعا وخوفا وهي تقول :
لقداستطاع حسام يا صديقتي ان يوقعني بأساليبه المحترفة ..ان يغريني بالوقوف عند واجهته اللامعة كي يحصل على توكيل مؤقت مني وراح بأـساليبه الملتوية .ان يزور التوكيل بما يعطيه الحق بالتصرف في كل ما املك...وكسب بفترة قليلة ما يوازي مدة اعوام ..لم كن ادرك اني رميت بدلوي ...ابتغي السقي من ماء الحياة الصافي ..فأذا هو من بئر مسموم .وان حسام وايامي معه لم يكن سوى صولة احلام عابرة لا اكثر.
_ قلت لها ...وقلبي يعتصره الالم
..منذ كان طالبا معنا في الجامعة هل نسيت قدرته على التسرب الى اي شخص والاستحواذ على قناعاته هو الرجل الذي له القدرة ان يقنعك ان الخيط الابيض هو اسود ...وان شروق الشمس ..كأنه غروبها ...
هو المتلون ..هوالاعب على جميع الحبال ...عازف على جميع الاوتار ,,.هو الذي يبكي بحرقة على المظلومين ...وفي مضمار اخر تجديه يقسو عليهم بلا رحمة
قالت في جزع : ويعرف ايضا كيف يستحوذ على قلوب النساء ثم يحطمهن انى لي ان ادرك ان كثير من الجدران مهشمة؟ ،وانها تريد من تستند عليه..حتى وان كان ذاك الجدار امراة مكسورة ؟..
.اتاني كالنائبات ..حين تزور بيتا ..تطوح ركائزه واعمدته
أكنت مضمار سباق لديه وانتهى ...ام علبة من حلوى واستهلكت
وانا لم يهن عليّ انكساري فأقمت عليه الدنيا ولم اترك من باب له معرفة به الا وسألته واستفسرت عنه .. و مؤخراً طرقتُ باب العدالة ..ارسلت له عدة تباليغ من مخافر الشرطة .بينما هي تتحدث هناك طرق على الباب ركضت سعاد يخيل لها ان الطارق حسام ..جاء يواسي قلبها المجروح ..ويعتذر لحسن نيتها معه فأذا بامراة حسناء على قدر وافر من الجمال ..ويبدوا من ثيابها وزينتها انها متحررة نوعا ما ..قالت لقد علمت ان حضرتك قد اقمتِ عدة شكاوى على حسام ...انا زوجته .. وقد جئت انصحك ...اسحبي كل شكواك فمع الحاوي لن تنتصري ..
لديه من العلاقات الواسعة والنفوذ الكثير حتى يستطيع التملص من حكم القانون ..وكما تعلمي لكل قانون ثغرات ...
قالت سعاد في ذهول ..منذ متى وانت زوجة له ...ثم رددت وصوتها يكاد يختنق
هل احببك وتزوجك ؟
كلا عزيزتي .حسام يعطي الحب ويشغل قلوب النساء به ..ولا يحب ...حسام قلبه لا يسكنه سوى المال . وينظر الى الزواج على انه كعقد ملكية ...لا بد ان يتملص منه
هو يذعن للاشياء التي عمرها قصير تغريه النيازك الخاطفة ..اكثر من ذاك القمر الثابت نوره في السماء ..هو لا يطيل في علاقة مع امراة ..ولهذا يكون مع النساء في غاية السخاء واللطف والاهتمام
. .وقد استولى على كل مصوغاتي الذهبية واختفى .,,وحين نفذ رصيده عاد لي باكيا مدعيا ان الشيطان اغواه ..وانه بشر والبشر خطاء ... ريثما يعثر على صيدا اخر حتى اني انجنبت منه ولدا ...كان ان ربطه بي ..فكلما حلق بعيدا .حيث يصطاد بموكب قنصه النساء الثريات .....عاد الي .وهكذا دواليك ..انظري لقد رتب لك امرا .خذي هذا الظرف فيه اثبات يطعن بكل ما قدمتيه ضده وان دعواك زورا وبهتان
أفتضت سعاد المظروف لتقرأ بعينيها المتحجرتين اللاهبتين المذهولتين شهادة طبية رخيصة تشير إلى انها كانت تعالج لاصابتها "بأحد الامراض النفسية " في احد المشافي .
استندت سعاد على ذراع اريكة قريبة ..كي لا تقع على الارض ..خارت قواها ..وارتعدت اوصالها ...
- قالت سعاد بأزدراء
كنت مع حسام اقدم خطوة واسترجع اخرى ...لكني راهنت على كل الحب والثقة والاحتواء الذي اغدقتهم عليه كنت اعتقد ما قدمت كافي ان يجعله يكسر كل مهاوي الشر في اعماقه وذات نفسه ولم ابادله الزيف بأتقان ..ولم ادري اني كنت ازرع طيبا في ارض بور ....هل كان وجوبا علي ان اختبر ارض اروم سقي ورودي فيها ؟
ام ان الحاوي حاك خيوطه وضحك حتى على القدر ..
ضيعت حياتي في بركة اسنة مع الرجل الخطأ لم يعد لدي ما يكفي لبقية العمر فأنى لي من استعادة مفاتيح الحياة ثانية ؟
راحت سعاد تبكي بكاء هستيري يقطع القلب تارة تضحك وتقهقه تارة ..وتبكي بحرقة تارة اخرى
صفقت باب غرفتها دون أي شخص .. و انزوت تجلد ذاتها بسياط اللوم و الندم.
وهي تصرخ بأعلى صوتها
.اكنت زوجا ودودا رحيما
ام كنت محرقة اعددتها وهيأتها لي سلفا
دون ذنب او جريرة؟
اكنت زوجة لك ..ام كنت غنيمة ؟
لم اخترت ان تميتني دفعة واحدة ، ..حتى لا يموت بعضي بعد بعض تباعا؟.
اختر لي موتا رحيما يا حسام
اختر لي موتا لائقا بالبشر
كل ما فيك يستحق يستحق ان يلعن
كل ما فيك يستحق ان يثأر له ..ويعاقب
بينما زوجة حسام تقف حائرة ما تفعل ازاء نحيب سعاد ...فأذا بالباب يطرق ...فراحت تفتحه ...كأنها صاحبة البيت ..فأذا بأمراة متوسطة في العمر تسأل هل هذا بيت حسام ..؟
- نعم تفضلي .من تكونين ؟
-".انا زوجة حسام هل هو موجود"
-..........
.........
كان لا يزال في مقتبل عمره طويل القامة ...يتباهى بجسمه الممشوق وعضلاته المفتولة متبخترا في مشيته ..هذا كان قبل ان تستقر رصاصة طائشة في عموده الفقري لتوقفه عن الحركة وتقعد به الى كرسي ابدي
اوتدري .
//.سعاد لم تعد تحب الضحكات الخارجة من القلب ...التي تنم عن طفولة قلب صاحبها//
نور النصيري




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل