السبت، 30 يوليو 2016

(المركزُ الثقافي البغدادي يستغيثُ ...!!!) سهى الطائي

(المركزُ الثقافي البغدادي يستغيثُ ...!!!) 
هو بيتٌ العراقينَ , وملاذُ المثقفينَ , والخيمةُ التي يستظلُ بها كلَّ مبدعٍ والدارُ الذي يحتضنُ كلَّ المتألقينَ بوسطنا الأدبي وجميعِ أنواعِ الفنونِ ...
وقبلَ أنْ أتطرقَ لحالهِ اليوم وما يشكو منْ اوجاعٍ مبرِّحةٍ
نلتفتُ التفاتهً قصيرةً لتاريخهِ ونشأتهِ..
يحتلُ المركزُ الثقافيُّ البغداديُّ بنايةَ المدرسةِ الرشديةِ العسكريةِ والتي بناها الوالي العثماني (مدحت باشا) سنة 1870م لتكونَ أولَ مدرسةٍ عسكرية ٍحديثةٍ ...
لقد تحوَّلتْ هذه البنايةُ وبعدَ إعادةِ إعمارها وصيانتها من قبلِ محافظةِ بغدادَ إلى أكبرِ مركزٍ ثقافيٍّ يتوسطُ أهمَّ شارع ٍللثقافةِ والأدبِ ببغداد،َ حتى أطلقَ البعضُ عليهِ إسم «سوق عكاظ العراق» لما يمتاز ُبه من سعةٍ ومكانةٍ تاريخية مهمةٍ – تلك البنايةُ تدعى اليومَ بالمركزِ الثقافي البغدادي ...
تقامُ فيهِ المؤتمراتُ والمهرجاناتُ والمعارضُ الموسعةُ التي ينظمها المركز الثقافي البغدادي
ويعدُّ الأنَ صرحاً ثقافياً كبيراً وأحدَ معالمِ بغدادَ المهمةَ اليوم .
البيت الثقافي عبارةٌ عنْ باحةٍ كبيرةٍ جداً يضم ُّعدداً كبيراً منَ القاعاتِ سمِّيت بأسم ِعددٍ منْ أعلامِ العراقِ لأحتضانِ الفعالياتِ التي تقامُ فيهِ وهي قاعات : الدكتور مصطفى جواد والدكتور علي الوردي والشاعرة الكبيرة نازك الملائكة والفنان الخالد جواد سليم .
فضلا عن قاعةِ الفنون التشكيلية وقاعة الشناشيل وقاعة المعارض الكبرى ومسرح المركز الذي اطلق عليه مسرح سامي عبد الحميد ...
إن أولَ ترميمٍ لهذه البناية كان سنة 1992م، حيثُ قامتْ دائرةُ الآثارِ بترميمها، وأستغرقَ العملُ ثلاثَ سنواتٍ إلى عام 1995م،
لقدْ تعرضتْ البناية لتشويهٍ كبيرٍ وخاصة بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، إذْ تعرضتْ البنايةُ للسلبِ والنهبِ، حيثُ سُرقتْ الأبوابَ والشبابيكَ وأخشابَ الأعمدةِ.
قامتْ محافظةُ بغدادَ عام 2011 بتحويله إلى مركز ثقافي، قرب شارع المتنبي، أهم شارعٍ للأدبِ والثقافةِ في بغدادَ، وأبوابهِ مفتوحة ٌمجانا ًلكلِّ الاتحاداتِ والمنظماتِ والجمعياتِ والروابط الأدبية لإقامة الفعاليات الفنية والثقافية.
في احدى الجمعِ وكما تعودَّ كلُّ عراقيٍٍّ الذهابَ هناكَ أما مدعواً أو راعي حفل ٍهناكَ وإما متسكعاً مثقَّفا يترنَّحُ بينَ تلالِ الكتبِ القيِّمةِ الملقاةِ على الارضِ بأبخسِ الاثمانِ!!!
وفيما كنا قد نظمنا كرنفالاً للاحتفاءِ بالسينما العراقية وقدْ أعطتنا أدارة المركزِ مشكورة ًإحدى قاعاتها ...
وبعد التحضيرِ لكلِّ شيءٍ قدمنا صباحَ الجمعةِلأستلام ِالقاعةِ وإقامةِ الندوة ِوالحفلِ ...
دخلتُ هناكَ وفوجئتُ بالكمِّ الهائلِ منَ الاتربةِ والاوساخِ معَ إنَّ الاثاثَ وأجهزةَ التبريدِ جيدةٌ لكنها للأسفِ تؤلمُ كلَّ منْ ينظرُ إليها ...!!!
بادرتُ بالسؤالِ لأحدِ المسؤولينَ بالمركزِ وبالصدفةِ كانَ موجودا يهيئ لنا السينما والداتشو للاحتفال . . .
فخاطبتهُ ياسيدي ما هذا الكم الهائل من الاتربة ؟؟ وأين المنظفينَ في المركز ...
تنهَّدَ بألمٍ وقالَ آهٍ ياسيدتي الحكومةُ قطعتْ عنْ المركزِ التمويلَ والدعم َولم تكتفِ بذلك بلْ قطعتْ رواتبَ المنظفينَ فأضطرَ أكثرهمْ لتركِ العملِ لعدمِ تقاضي الأجور ...
قلتُ لهُ ومنْ ينظفُ ويهتم ُبهذهِ الامورِ
قالَ هناك( 2 )منَ المنظفينَ يأتونَ متطوعينَ لينظفوا دونَ أجر لحبهم هذا المكان ونحن نقومُ بهذه الاعمالِ التطوعيةِ علما أني منذسبعةِ أشهرٍ لمْ استلمْ راتبي ...!!!صراحةً دهشتُ لهذا الحديث وأحسستُ بغصةٍ وألمٍ
ونحنُ في بلدٍ غنيٍّ ونفطي للأسف ِوهذا حالُ أكبرصرحٍ من صروحِ بغدادَ ,البؤس لهكذا حكومةٍ والعارُ للمسؤولينَ
على شحة انفسهم واهدارِ الاموالِ على ما لا يستحقُ وترك ما يستحقُ للترميم
اقترحُ بعض اقتراحاتٍ منها:-
أنْ نأخذَ أكبرَ عددٍ من التوقيعاتِ للمثقفين والادباء والذهاب بها لمكتب رئيس الوزراء ِ.
علَّنا نجدُ مغيثاً لشكوانا وحلاً لأزمةِ بيتنا الكبير ...
أو أنْ تفرضَ إدارةُ المركزِ مبلغاً بسيطاً لدخول الناس ومن َالمبالغِ المستحصلةِ يتمُ تنظيفَ المكانِ ...
يابيتاً أنشأتَ لتنفضَّ الغبارَ عنْ المبدعينَ وتبرزَ المتألقينَ في باحاتكَ المتعبةِأما آنَ الآوانُ لننفضَ الغبارَ عنكَ...
‫#‏نسخةٌ_منه_لكل_شريفٍ_غيورٍ_مثقفٍ‬
سهى الطائي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل