الأربعاء، 13 يوليو 2016

ملهم بقلم نور محمد (قصيدة شعر ) قطع خلوتها في زاويتها المنسية

ملهم
بقلم نور محمد (قصيدة شعر ) قطع خلوتها في زاويتها المنسية
بقوله :أاجلس هنا وأشار للمقعد المقابل لها نظرت له فلم تميز ملامحه لكنها أشارت بالموافقة جلس صامتا وهي منشغلة بالكتابة قطع الصمت بسؤال ماذا تكتبي أاستطيع قرأته لم ينتظر ردها سحب الأوراق وبدأ يقرأ بصوت عال ويردد روعة جميل ممتاز ثم أعاد لها الأوراق وقال أنت كاتبة موهوبة ذكرني أسلوبك بالكتاب الكبار وراح يذكر على مسامعها أسماء الكتاب الذين طالما تمنت أن تكون مثلهم ردت عليه سيدي أين أنا ممن تذكر أنا فتاة مغمورة اخط بضع كلمات فكيف تشبهني بهؤلاء العباقرة رد عليها وهل ولدوا كبارا أم كانوا مثلك ثم لمعت أسماؤهم في عالم الكتابة أتعرفي ما ينقصك لتكوني أفضل منهم استدرك التجربة ينقصك أن تعيشي تجربة حقيقية ثم بادرها مارأيك أن نكتب معا رواية أنا الهمك وأنت تكتبي سألته مستغربة كيف؟ قال: أعيرني سمعك ثم اقترب منها وهمس في أذنها كلمات لم تفهمها لكنها سرت كتيار كهربائي في مسامعها وانتقلت بسرعة من عقلها ففك شفرتها قلبها عرفت للمرة الأولى إن للقلب صوتا بدا لها كطنين نحلة على البعد ولما اقربت سمعت صوتاموسيقا حالما لقد خدعتها معلمة العلوم حين وصفت القلب بالكمثرى فهاهو كزهرة بنفسج بيضاء يتمايل مع الأنغام حوله أجساد كلون الزهر تترقص في نسق جميل وقد عبق المكان برائحة لاتشبه رائحة الدم بل هي خليط من مسك وعنبر بدت لها كعطور الجنة كان قلبها نزقا يتأرجح على الأضلاع وينزلق فوق الرئتين اللتان نهضتا كطائر العنقاء نفض عنه رماد السنين وحلق عاليا مصفقا بجناحيه ومع كل صفقة يجلب نسيم الجبل محملا بندى البحر سرى جو من الفرح من شغاف قلبها وتسرب في مسامات روحها فتراقصت الحروف والكلمات بين أناملها
قال لها أكتبي ماترين بدأت تكتب وهو يقرأ ويطري على ماكتبت بأروع العبارات ومنذ تلك اللحظة شغلت به وشغل بها كانت تفتح عينيها صباحا على صورته وتغمضمها مساء وصورته تغفو بينهما يجلسان ساعات طوال هو يهمس لها وهي تكتب فقد كانا متشابهين في كل شيء حتى اليد التي تمسك القلم حول أناملها لفراشات تحلق حول لهيب شمعته وتحط على الورقة البيضاء لتخبئ خجلها بين مداد الحروف كانت ترى وجهه ينعكس على بياض الورقة مبتسما صارا يفكران معا يشعران معا إن بكت هي دمعت عيناه وإن ضحكت له رد بقهقهة كضحكة الأطفال وعلا صوت ضحكاته فتضحك لضحكه ويستمران لساعات بين ضحك وكلام وكتابة يكتب هو فتمسح هي تكتب هي ويقرأ هو وفي أحد الأيام قال لها لقد أن الأوان لتعيشي تجربة جديدة وعليك أن تعيرني لسانك هذه المرة أغمضي عينيك وافتحي فمك وضع قطرات من سائل لزج فوق لسانها وقال لها افتحي عينيك لما نظرت وجدته يقف أمامها محاطا بعدد من الفتيات يكلمهن ويردد نفس عباراته معها ويضحك بنفس النبرة يهمس لهن ويردن عليه همسا لم تصدق ما رأت حاولت أن تناديه فلم تستطع لقد تخشب لسانها لقد كان لتلك المادة طعم غريب لم تعرفه من قبل ليست حلوة كالنجاح ولا مرة كالصبر ليست مالحه كالتعب ولا حامضة امتقع لونها وتلوت اجتمع حولها الناس ليعرفوا مابها أمسكت القلم وكتبت لهم فلم يفهموا شيأ لم تشعر إلا وهو يحملها بين ذراعيه ويضمها الى صدره هامسا لها لاتخافي أنا لك ومعك ولن اتركك كان يجب أن تجربي الشعور بالغيرة والخيانة والغدر قضى الأيام التالية يطمئنها بأنه لن يتغير معها وما كان يقوله للأخريات مجرد كلام لكنهما لم يعودا كما كانا بات الصمت هو سيد الموقف بينهما وكلما حاولت الكتابة تتذوق ذلك الطعم الغريب وتشعر به وهو يسري من أناملها ليمتزج مع مداد قلمها فتكتب كلمات كلها شك وريبة صارت تكذب مايقول تكذب ضحكه وتشك بدمعه مما أثار الخلاف بينهما وفي أحد الأيام قال لها يجب أن نضع نهاية لهذه الرواية صرخ الأمل في داخلها نعم لتكن نهاية سعيدة فأنا لم اعش تجربة السعادة ولم احس بطعمها هز رأسه قائلا غدا نجتمع ونضع النهاية بشرط أن تسكنيني روحك هذه المرة هتفت هي لك وأنت تسكنها منذ اليوم الأول تركها وغادر وهي تنادي ورائه عدني أن تكن نهاية سعيدة عدني أن تعود غدا قل وعدا توارى وهو يردد كلمتها وعد وعد وفي الصباح فتحت عينيها فلم تراه أمامها لم تفهم لماذا تأخر بحثت عنه في كل مكان صعدت لمكتبة ذكرياتهما كانت رفوفها خاوية صارت سياط الذاكرة تجلدها بلا رحمة وقد تحول صدى كلماته لخفافيش انقضت عليها تنهش جسمها ففرت هاربة رددت سابحث عنه في عيني فقد علقت صوره هناك دخلت محجريهما وقد ساد ظلام دامس تلمست طريقها بصعوبة يجب أن تصل لصومعة دموعها فالدموع لن تنسى من أقلق راحتها ومن نزلت بسببه فرحا وحزنا وشوقا لكن دموعها طالما خذلتها ما إن سمعت اسمه حتى جرفها شلال الدمع ورماها خارجا لم يبق أمامها غير قلبها فهي قد نقشت اسمه على جدرانه بالألوان وبكل الخطوط العربية طرقت باب القلب فاعياها الجواب فتحته وولجت فأصدر صريرا كصرير قبر وقفت هناك تنظر كوخ صدرها وقد تكور حول نفسه مرتعشا خوف نسمة ريح تهد أركانه بحثت عن زهرة قلبها فوجدت بقايا ذابلة حملتها محاولة أن تستنشق عطرها فاختنقت وضاق صدرها وخارت قواها اتكأت على قلمها وجرت نفسها خارجا أين تبحث عنه وماعاد يذكره أحد وهنا همس لها بارق أمل هو هناك يسكن روحك نعم صرخت كيف نسيت قال ساسكن روحك بالأمس لكن أين تقع الروح وكيف الطريق اليها وقد وعرت مسالكها أليست هي من أسرار الرب هنا فقدت قدرتها على التحمل فسقطت فوق الورقة البيضاء التي اتسعت لتصبح عالما بأكمله وتكورت حول قلمها وتحولت نقطة صماء -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل