الخميس، 29 نوفمبر 2018

مقال في أصول الحوار / 19 / بقلم : يحيى محمد سمونة -


مقال
في أصول الحوار
/ 19 /
حين قرأ صديقي منشوري الأخير ، سألني قائلا: عجبت لك تؤكد على أهمية "المثال" و دوره في إنشاء حوار سليم، فمالذي تعنيه ب"المثال" ؟
قلت: لا بد في كل نشاط حيوي - حتى و إن دق أو اختفى - لا بد أن يكون مطابقا لصورة مركونة في الذاكرة هي الأصل في ذاك النشاط، حيث يصار فيما بعد إلى ترجمة تلك الصورة كأمر واقع - يتجلى ذلك الأمر الواقع على شكل حركة أو سلوك أو كلمة أو حالة أو هيئة يكون عليها الناشط حيويا -
ف"المثال" هو الأصل في كل نشاط حيوي.
و المرء إذ يتحرك نشطا نحو أمر ما، فإنه يتحرك بمقتضى و بموجب مثال مركون في ذاكرته لا يحيد عنه البتة، و لئن حاد المرء في نشاطاته الحيوية عن أمثلة مركونة في ذاكرته فذلك يعني أن سلوكه قد غدا غير قابل لفهم و تفسير، بل قد غدت جملة نشاطاته الحيوية مبهمة تماما، و أصبح المرء و الحالة هذه - أي حالة خلو ذاكرة المرء من مثال مركون فيها - أصبح كفاقد الوعي، أو أصبح كمن أصيب بالزهايمر.
ال /مثال/ إذن هو: جملة المخططات المركونة في الذاكرة و التي بموجبها و مقتضاها ينشئ المرء و يقييم نشاطاته الحيوية كافة، فالذي يدقق حساباته - على سبيل المثال - ينصرف ذهنه إلى موضوعات الحساب فحسب، ولا ينصرف ذهنه إلى مسألة غريزية مثلا ، ذلك أن أمثلة الحساب قد استقلت تماما في ذاكرة المرء عن أمثلة الغريزة، و هكذا ..
و يتبع إن شاء الله تعالى
- و كتب: يحيى محمد سمونة -



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل