الاثنين، 27 يونيو 2016

- قراءة في الاثم – //////// بقلم :ناجح صالح ( الاثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس )

- قراءة في الاثم
----------------– //////// بقلم :ناجح صالح
( الاثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس )
هذا ما قاله النبي الكريم ، فما هي حقيقة هذا الاثم الذي يضطرب في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ؟
أهي نظرة سوء الى خليلة جارك ؟ أم هي محاولة للغدر والخيانة برفيقك ؟ أم هي أفكار طارئة تريد أن تجني بها أرباح طائلة بصفقات مشبوهة ؟
ان مثل هذه الهواجس التي تساورك هي الاثم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى والا لماذا أنت خائف من أن يعرف الناس ما يكنه صدرك !
ان كنت تريد الخير لغيرك فلا بأس ، أما اذا كان الشر هو ما أنت عازم على ارتكابه فانه يعني الكثير لما فيه من خلل وأذى .
في الظلام تتدبر الأمر وتحسب أنه لا أحد يراك متناسيا أن الله لا يخفى عليه شيء ، وتمضي في اثمك لتكون وحدك الشاهد والجاني .. مبتسما ابتسامة عريضة ظانا أنك نجوت من العقاب ، يا لها من غفلة ركبتك حتى غطت الغشاوة عينيك ، ويا لك من أحمق .. ان هذا الاثم الذي ارتكبته يرسم صورتك وما تنطوي عليه نفسك المكبلة بقيود الشيطان .
انك لن تنجو من فعلتك مهما حاولت أن تكتمها وانه ليس لحياتك طعم وان كنت تتصنعه رياء . ثم يا ترى هل هناك اثم آخر لا يخشى فاعله من أن يطلع عليه الناس ؟
هل هو اثم أقل خطورة في درجته وفي القياسات التقديرية ؟ وهل يجرؤ فاعل هذا الاثم أيا كان نوعه أن يخدش القيم والأعراف دون خوف أو تردد ؟
انها حقا مفارقة مرعبة أن يفعل المرء الاثم جهارا متحديا المجتمع بأسره ، وأنها حقا ظاهرة تستحق التأمل رغم أن الاثم في كلا الحالتين هو اثم ليس له ما يبرره .
انه الانحراف على أية حال ونزوع الى المعصية لتفسد كل من حولها ، ان أصعب ما يهدد المجتمع هي الحريات بلا حدود .. يفعل الانسان ما يريد فعله ليدخل في دائرة الاثم من أوسع أبوابها لتبرز لنا معضلات لا حصر لها ، الأب يفقد سيطرته على حماية ولده والأم لا تستطيع أن ترسم خطوات ابنتها ، واللصوص لا يخافون عقاب القانون والقتلة لا يردعهم أحد .
وهكذا يحصد الاثم الأرواح لتضيع السكينة والطمأنينة ونفقد بذلك الصور الجميلة التي كانت تراودنا .
اننا لن نكون في مأمن وسط موجة من الانتهاكات لهدر حقوق الانسان ، انها مجموعة من الآثام حاكتها الصدور ثم نفذت دون تردد .
وسواء كان الفاعل يخشى معرفة الناس لاثمه أو أنه تحدى الناس جميعا ليفعل ما يريد فعله من شرور فان الأمر لا يعدو من كونه اعتداء صارخا على كرامة الانسان وحريته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل