الخميس، 2 يونيو 2016

قراءة في أدب ديكنز : بقلم : الكاتب ناجح صالح

قراءة في أدب ديكنز 
--------------------------- 
رغم أن شكسبير هو رائد الأدب الانجليزي الا أن ديكنز الذي جاء من بعده بثلاثة قرون هو الآخر له مجده وعظمته في هذا المضمار.
ولد ديكنز سنة 2 1 8 1 وتوفي سنة 0 7 8 1 
من أشهر آثاره (أولييفر تويست ) و ( قصة مدينتين ) و( أوقات عصيبة ) و( الآمال الكبيرة )
تميز أسلوبه بالدعابة البارعة والسخرية اللاذعة 0
قضى ديكنز معظم حياته في كتابة المقالات وتأليف الروايات والقصص القصيرة والقاء المحاضرات ، وكان يدعو باستمرار في أغلب أعماله الى ضرورة الاصلاح الاجتماعي .
أثنى النقاد كثيرا على رواية (قصة مدينتين ) لما فيها من وصف دقيق للأحداث وقدرة بارعة على تصوير المشاهد الانسانية .
تتلخص الرواية بأن بطلها ( دارني) رجل ارستقراطي يتخلى عن جميع حقوقه في فرنسا مهاجرا الى انكلترا ، ذلك لأنه يأبى أن يرث أموال المظلومين .
وتشاء الأقدار أن يلتقي دارني ب ( لوسي ) وهي ابنة الدكتور ( مانيت ) فتقع في قلبه الموقع الحسن ليزداد بها شغفا وحبا ، وما يلبث أن يعرض عليها الزواج فلم تتردد بالقبول بعد أن ارتاحت واطمأنت اليه .
وتمضي بهما الأيام سريعة متتالية وهما يغرفان من الحب والسعادة الكثير من الوقت .. غير أنه في هذه الأثناء تبدأ أحداث جسام ، ففي فرنسا تقوم الثورة في الرابع عشر من تموز سنة
9 8 7 1 ضد الملكية المستبدة ، وهي ثورة يراق فيها الدم لتكون المقصلة هي الحكم الفاصل ضد رموز النظام القديم ، الا أن الأمور خرجت عن السيطرة ، ذلك لأن الغوغاء راح يلعب لعبته الخطيرة في هذا الشأن حتى أن الكثير من الأبرياء سيقوا الى حكم المقصلة الرهيب دون أي ذنب .
وبينما كان دارني يستمتع بوقته مع لوسي بعث اليه رجل في باريس رسالة يستنجده بها باعتباره محاميا أن ينقذه من تهمة موجهة اليه ، فيسافر دارني مسرعا الى باريس ليجد نفسه ملقيا في السجن وأن الموت ينتظره قريبا ، اذ رأى فيه الغوغاء بأنه كان من أصحاب الامتيازات ، فعجز أن ينقذ نفسه ، وهكذا استسلم لقدره .
وفي هذه الساعات الحرجة يأتيه رجل لينقذه ، وهذا الرجل يشبهه تماما في الهيئة والملامح ،انه
( سيدني كارتون ) المحامي الفاضل الذي كان يهيم حبا بلوسي زوجة دارني غير أنه كان يخفي عواطفه ، وقد آن له اليوم أن يضحي بنفسه في سبيل أن تحتفظ لوسي بزوجها .. أية تضحية هذه ، وها هو في آخر لحظات حياته يقول ( ان ما أفعله الآن خير ألف مرة مما قدر لي أن أفعله عمري كله وأن الراحة التي أمضي اليها الآن خير ألف مرة من أيما راحة قدر لي أن أعرفها عمري كله )
ان هذه الرواية في الواقع تحمل الكثير من الأحداث التي يصفها ديكنز وصفا مسهبا بحيث تثير فينا حب الاستطلاع .
ان الموهبة التي حظي بها ديكنز تحمل الكثير من المعاني في كل لمساتها الانسانية ، ذلك أنه حمل الشعلة دون تردد ليضيء بها الطريق أمام أبصارنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل