السبت، 3 سبتمبر 2016

"الشباب والبطالة" نور سعيد


"الشباب والبطالة"
نور سعيد
كانت كلمة البَطالة غير معروفة سابقاً قبل قيام الثورة الصناعية فالمجتعات الريفية لم تألف هذه الكلمة التي ظهرت وتطورت بتطور الصناعة شيئاً فشيئاً حتى باتّت كلمة معروفة لدينا.
المعدل الاقتصادي للبطالة هو معدل السكان الراغبين والقادرين على العمل نسبة للسكان المشتغلين ولايدخل الاطفال ، المسنيّن و المتقاعدين ضمن هذا المعدل ويقتصر تأثيرها على الشريحة الشابّة الفتية في المجتمع بخاصة مجتمعاتنا العربية التي تُعتبر من المجتمعات الفتية.
لايقتصر تأثير البطالة على الفرد بصورة خاصة بل أنها تؤثر على المجتمع عامةً من عدت نواحي حيث تتناسب عكسياً مع الطموح تلك السمة العظيمة التي يتسّم بها الشباب الخريجين الذين يتوقعون وجود بيئة خصبة لتحقيق أحلامهم ثم مايلبثوا أن يصدموا بصخرة المحسوبية والفساد الاداري المستشّري في المؤسسات الحكومية والخاصة مما يجعل الكثير منهم ينزلق الى هاوية المخدرات والخمر وممارسة الجريمة وقد يتطور الامر الى الانضمام الى منظمة أرهابية تستغل نشاط وحقد ذلك الشاب أو الشابة على مجتمعه الذي لم يهيأ له أبسط مقومات الحياة الكريمة .
يمكن أن نعزو أسباب البطالة الى النمو السُكاني المستمر بالمقابل غياب التخطيط المدروس للحكومة لاستغلال تلك الطاقة البشرية ، أعتماد أغلب شبابنا على الوظائف الحكومية أو الخاصة دون محاولة خلق عمل خاص ، محاولة تحقيق عمل خاص ليقف التمويل كعائق أساسي ، أستخدام أيدي عاملة أجنبية تُنافس المحلية بالنسبة للوظائف البسيطة التي لا تحتاج الى مؤهل جامعي أو أكاديمي ، تدنّي مستوى التعليم والمؤهلات الخاصة بالفرد وغيرها من الامور التي تُسقط الفرد في بئر البطالة العميق لتُفقدهُ معنى لوجود وحياته وتسد أمامهُ الطريق لتحقيق أبسط طموحاتهِ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل