الاثنين، 12 سبتمبر 2016

العبد: حسين وشيح الساعدي / 2014...

العبد@
حسين وشيح الساعدي@
2014......@
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة كانت العائلة مجتمعة حول موقد الفحم (نسميه المنقلة في العراق ) وهو عبارة إناء من الصفيح بشكل مستطيل له أربعة أرجل وعمقه بحدود العشر سنتيمتر 
الفحم اﻻسود اشعلته امي خارج الغرفة وعندما تحول لونه إلى الأحمر أي صار جمرا بﻻ دخان أدخلته للغرفة كان منظره جميﻻ كالؤلؤ اﻻحمر ناهيك عن الحرارة المتدفقة منه وكانت أيادي الجميع ممدودة فوقه بمسافة قدم تقريبا ...حتى يخيل للناظر الينا أننا نمارس طقسا من عبادة وثنية ....أو مثلما نرى في اﻻفﻻم عندما كانت العرب تنحني إلى هبل ومشتقاته منكسة رؤوسها والايدي للامام حتى أننا كثيرا ماتزاحمنا باﻻيدي والكل يحاول وضع يديه فوق مركز الجمر
ومازلت أذكر تلك الحكاية التي حكتها امي مئات المرات !!! كانت الحكاية تتكلم عن رجل اسود تصر امي على تسميته بالعبد وفي العراق كل من كان لون بشرته اسود وله مﻻمح افريقية .....يسمى عبدا ...قالت امي أن عبدا ثم اردفت وكلنا عبيد الله كان مسافرا ومعه صرة قماش فيها تمرا وكان يأكل منها
بين الحين والحين أحيانا يجلس ويأكل وأحيانا وهو يمشي وبعد ان شبع أراد أن يتخلص من التمر الباقي ﻻنه يشكل عبئاً ثقيﻻ عليه ....فأخرج التمرات الباقية وحطهن على اﻻرض وبال عليهن ..قلت انا لماذا بال عليهن يااماه ؟؟؟؟ قالت حتى ﻻياكل انسان آخر قد يسلك نفس الطريق! !!! واستئنفت ...ثم مشى وقطع مسافة ليست بالقصيرة فاحس بالجوع ..فقرر العودة إلى تمراته فوجدها كاملة غير منقوصة ومد يده لياكل إحداها
لكنه تذكر أنه بال عليها !!! قال في نفسه هذه التمرة لم ينجسها البول فاكلها وتناول الثانية فقال هذه أيضا لم ينجسها البول وهكذا إلى أن لم يبقي على أي تمرة فقد أكل الجميع !!!
كانت هذه الحكاية أذكرها لحد هذا اﻻن
خفت الجمر ودب النعاس والجمر صار كعيون الشياطين يغطيها الرماد. ....
يوميات وهرطقات مجنون@@@@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل