الجمعة، 1 أبريل 2016

( يقولون في النساء ) بقلم علي محمود الشافعي

يقولون في النساء بقلم علي الشافعي
يا رعاكم الله : يقول سبحانه في محكم تنزيله : ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ سورة الروم . في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة } وعن محمد بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ثلاث من السعادة : المرأة الصالحة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون وطئة فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق . وثلاث من الشقاء : المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت لم تأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك ، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق } . رواه الحاكم
ويقول الشاعر:
وخير النسا من سرت الزوج منظرا ومن حفظته في مغيب ومشهد
والعرب تقول ثلاثة تطيل العمر الدر الوسيعة والزوجة المطيعة والركوبة السريعة . اما في امثالنا الشعبية ـــ اطال الله اعماركم ـــ فيقولون : (هناك امرأة (مرمرة) وهناك امرأة (مسمار في العُنْطرَة ) . والمرمرة (من المرمر وهو نوع من الحجارة الكريمة , تشبه كرات الثلج بياضا وصفاء ونقاء ولمعانا ) . اما العنطرة فهي مؤخرة الراس . تخيلوا مسمارا يدق في مؤخرة الراس , كيف ذلك يا حبايبنا ؟ تعالوا معي نري الفرق بين هذين الصنفين من النساء (المرمرة والمسمار في العنطرة ). 
تعرفون ــ دام فضلكم وغز ابائكم واجدادكم ــ ان الشاب في فترة الخطبة يحب ان يفشر بعض الشيء , ويتفاخر بما لن يقدر عليه مستقبلا , فيبني لخطيبته قصورا في الهواء , ويتحدث عن الحياة السعيدة مع الاعمار المديدة , التي تنتظر خطيبته بعد الزواج , وانه سيلبسها الذهب والحرير ؛ من مقدمة راسها الى الاصبع الصغير في قدمها ,وسيسكنها قصرا يطاول عنان السماء , ولن يتعب يديها الرقيقتين في اعمال البيت , وان شهر العسل سيكون في هنولولو , وان حياتهم ستكون عسلا على عسل , وستتقلب متنعمة في السمن والعسل , ولن يدخل البصل البيت مطلقا . فالمرأة المرمرة تقول : يا ابن الحلال , اتركنا نعيش الواقع كما هو بحلوه ومره , ونحمد الله على السراء والضراء , المهم ان نعيش مستورين . اما المرأة المسمار فتقول : بس خليك ثابت على كلامك , وان غدا لناظره قريب . 
وياتي ذلك ( الغد ) ويتزوج الرجل , وفي الصباحية , يقترب من زوجته وبكل ادب , مع بعض التواضع المشوب بالخجل يقول لها : ترى يا بنت الحلال , انت تعرفين حال البلد , انا راتبي 300 دينار ما في غيرهم , احسبي حسابك يكفّونا . اما المرأة المرمرة فتقول : لا تهتم , باذن الله يكفّونا وبزيد ببركة ربنا جل شانه , المهم لا تطعمنا الا الحلال الطيب , حتى يرزقنا الله ذرية طيبة . واما المسمار فتقول : شو حبيبي من اولها ؟ اسمع يا روح امك , ترى هذا المبلغ ما بكفّيني شبس وبسكوت , روح شوف لك شغلة ثانية , انا مش ناقصني تيجي تتمطط جنبي مثل كيس التبن وايدك فاضية , انت رب البيت , وانت المسؤول تلبي كل طلباتي , واللي بدو يتجوز بنات الناس بدو يصرف عليهن , واللي بحب يصير جمّال حبيبي بدو يوسع باب الدار , وين الوعود اللي كنت توعدها ايام الخطوبة , كيف نسيتها بعد ما اتجوزنا , شو هالحظ يا ربي . 
تحصل مناسبات كالعيد مثلا , يجلس الرجل بجانب زوجته مهموما مغموما محتارا كيف سيدبر امره والراتب لم يصرف بعد . المرمرة تقول : لا تحمل هم , انا كنت عاملة حصّالة ادخر فيها ما يزيد عن حاجتنا اليومية سنفتحها ونأخذ منها حاجتنا , وندخر الباقي لمناسبات اخرى , والمسمار تقول : اسمع حبيبي , انا بدي اعيّد بدي اشتري ملابس جديدة , دبر حالك روح عند امك , روح عند عمك , روح عالبنك روح جهنم الحمرا , المهم بدي اعيّد مثلي مثل بقية خلق الله , والا انسيت اللي كنت اتقوله , بتحب اذكرك ولا بلاش احسن تزعل . 
يأتي اهل الزوجة لزيارتها , فيسألون عن احوالها . المرمرة تقول : الحمد لله عايشين ومبسوطين , وزوجي يبذل كل جهده لإسعادي , وما بيبخل على بيته باي شئ , والمسمار تقول : والله ما شفت منه يوم هني من يوم ما تزوجنا , تصوروا كل وعوده لي كانت كذب في كذب , الله يجازيكم على هالبلوة اللي بليتوني فيها . 
وانا اقول لهم معها : الله يجازيكم لانكم لم تربوها على القناعة والرضى بما قسم الله . وان الحياة يسر وعسر , وان المراة الصالحة هي التي تقف الى جوار زوجها , تسانده وتعيش معه حلو الحياة ومرها , فيقدّر ذلك لها فتكون قريبة من القلب وليست فقط قريبة الجسم . 
وروى ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا { ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله } .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل