(( حقيقة تجلت من خيال ))
قراءة في نص الشاعرة العراقية منى الصراف ( تعال )
تعال
ليس في قلبي سوى خمور
نشوة لاتعرف الخمود
خمور مختومة بنار
كمال
زعفران
خبز
كتاب
لا تخف
تعال
فتحت لك بابي
لا تسر في العمى
وتتحدث مع جدار مهجور
قصائدك اجمل
وانت بقبو خمور
نبيذ وكأس من اقحوان
لا ترهق نفسك
كن مغفلاً
أمتطِ الشيطان
وتعال.
كألمعتاد كانت دعوة من طراز غير مألوف واغرب مافيها ان الدعوة كانت الى قلب فلم تك لمكان او لحاضر الزمان لأن المكان له بعد ثابت والزمن يقابلنا على بعد واحد مع حواسنا.اما القلب فلأنه محور لكل جهات الازمنة و تجول به الامكنة تلك التي هي عالقة بمخالب ذاكرة العمر التي لاتفلت فرائسها فكانت الدعوة للقلب هي دعوة شاملة تضم كل المراحل وكل الحركات وكل التحولات دون استثناء وكان المعتاد ان تكون محتويات القلب لاتعدو مشاعر لكن الكاتبة اعلنت ان قلبها خلا من كل ظهور سوى الخمور وكانت تود ان تشير عبر هذا التوصيف الى فقدان الرغبة بأي تواصل شعوري لأن المخمور متخدر عن الألم ولايحب التفكير المنطقي بل لايطيقه فكانت الخمور بقلبها هي جدار الحماية من ألم وخز اشواك الماضي واشراك الحاضر وقد تكون ارادت بالخمور هي امور تتقاطع مع التقاليد لبيئة القصيدة ومتلقينها وكانت من باب اعلان التمرد على كل قيد واستعباد فقد ملأت قلبها بما لاينسجم مع مألوفاتهم الفكرية وقاطعتهم بمشاعرها التي تسير على سبل تعرج بها عن سبل قيوداتهم وقد تكون تلك الخمور امور تقودها لأحساس وعالم آخر اول مكاسبه نشوة لاتعرف الخمود والمتعارف عليه ان نشوات الطبيعة هي قصيرة وسرعان ماتخمد لأنها نشوة بحدود حاسة من الحواس اما النشوة التي لاتعرف الخمود فهي نشوة الانتصار وكلما يستحضرها المرء ينتشي واستحضارها متاح طوال الوقت لأنها شأن وجداني لاسلطة لأحد عليه ويالها من نشوة حين يشعر الانسان بالانتصار والكسب نشوة لاتخمد نارها ولايبهت نورها ومنها ايضا نشوة حب الحياة والتي يفتقر اليها الكثير فهم يعيشون بقلب الحياة وعاجزين عن الانتشاء بذلك الوجود لأنهم لاسبيل لهم لتلك الافكار الخمرية التي خذلتهم جرأتهم منها وقيدتهم معتقداتهم عنها تلك الخمور التي تخمد كل فكرة تمنعهم من بلوغ تلك النشوة وبعد ولوج باب القلب تبدو تلك الخمور مختومة بأفكار من نار التي كانت تقف في بابها وعلى الممر اليها وترعب القادمين الى سبيلها فكانت هي البوابة المعتادة للخمر وكانت تلك النار تبدو كخرافة للرائي بعيون طلقت الوهم بغير رجعة وتبدو للواهمين عقبة كؤود تحول بينهم وبين ذلك الخمر السحري والثابت في الاحوال ان الخمر يشتعل عند ملاقاة النار لذا كان الختم بنار خرافية ليست لها صلة حقيقية بواقع وجود تلك الخمور ثم تبدو ملامح اخرى لذلك العالم الخمري الجامع لشعور المرء بالكمال فلم يعد بحاجة للتحليل الذي هو الاستجابة الطبيعة لبلوغ معرفة ماعجز المرء عنه بسياقات الماضي ومن الكمال الى الزعفران كان الانتقال واضحا من نشوة ذهنية الى نشوة جسدية عبر ذلك الزعفران الى نشوة اخرى في جوف الجسد تمثلت بخبز يبدد الم الجوع والحرمان الى نشوة عقلية بملاقاة الكتاب وولوجه غياهب عقولنا وانارتها فكانت النشوات تتوالى وكانت الخمور تتنوع وتستحيل احوالا سحرية ونشزات تتناقل بمنتهى الدهشة بين الكمال والزعفران والخبز والكتاب وكانت خمور ذلك القلب بوابات تقود لكل هذه العجائب ولكل تلك الاتجاهات وبمطلق الحرية معلنة عن بزوغ اول معالم تلك الحرية بعبارة لاتخف لأن الخوف هو اول قيود الحرية بل اعتاها فكانت الدعوة الاولى للتحرر بفك قيد الخوف والحذر وبعد تبدد الخوف تأتي مرحلة تعال فكانت الكاتبة تسبق دعوتها بدعوة التحرر من الخوف لأن الذي يلج قلبها بقيد لن يتاح له اختبار نشوة بقيد و تعقب ذلك بنداءها تعال وكان التخيير واضحا بين مااومأت اليه بعبارة فتحت لك ابواب قلبي وعبارة لاتسر في العمى هي كانت ترى بقلبها النور بما احتوى وكانت ترى الامور التي هي تحتشد خارج قلبها عبارة عن ضرب من ضروب العمى وسبل عتمة ليس بها سوى التخبط فكانت تدعو ذلك المعني ان يلج النور الذي يحتوي قلبها وان لايسلك في عتمة السبل وتخبطاتها و كانت تحذره من الحديث لجدار مهجور ليس عليه ظل لأحد او بصمة انسانية لامسته يوما ولم يحط احدا يوما وفر منه الجميع واصبح موحشا صامتا لايملك الصدى ويعتريه الخواء وكان المدعو هو صاحب قصائد قد اخطأ في وجهته وعلق بعض منها على جدران مهجورة لقلب لايشعر بذلك الجمال وان كان ذلك الجدار يعلو الارض لكن الكاتبة اختارت له قبو يزهده الجميع وليس له ظهور واضح المعالم على السطح لأنه النبيذ يتحرك نحو الاسفل دائما ولايسير الى الاعلى .طبيعة النبيذ ان يستجمع نفسه بتواضع وفي ابسط الآنية لذا لا مكان له على عوالي معتقدات القلوب و قد اختارت للمدعو قبو خمور لتمنحه حرية التعبير عن الشعور عبر تلك الخمور حيث تفتت صخورالارتباك والتردد وتذيب جليد الشعور النكمش ومن عجائبها ان تمنح المرء نعمة الغفلة فلاينشغل بالحذر ولا تسرقه المحذورات عن هدفه ومساره تلك الخمور تبعث به الجرأة والشجاعة التي بها يمتطي الشيطان ذلك الرمز الذي ارعب الكثير وبدلا من الفرار من مواجهة الشيطان فهي تبعث على التحدي وتبدد ضباب التردد و الفرار وتهدم صروح مراعاة محاذير من الشيطان فكان للكاتبة دعوة لتحدي اعتى المحاذير التي تبدو على عباءة الشيطان وتدعو للانتصار عليه بالجرأة التي هي بلوغ حقائق تقاعس عن بلوغها الجميع بل معظمهم لايجرؤ على ذلك .وكانت عبارة كن مغفلا امتطي الشيطان وتعال قد تميزت بتسلسل مبدؤه التغافل عن كل صوت يشوش المدعو عن هدفه وامتطاء الشيطان كانت تقصد بها الجرأة التي لم يعتدها احد وغير المألوفة لأنسان بيئتها بل كانت دعوة لجرأة غير مسبوقة لامتطاء الشيطان والارتفاع على خرافته تلك التي تحتاج لجرأة غير معتادة ولا تكون الا لمن اكتشف ان الشيطان عقبة من وهم توصد باب كل نشوة خمرية متعدظة الاحوال وآن الاوان لزوال مبررات الخوف من الشيطان واحسار تلك الحواجز التي وضعها من وضعها بينما في واقعها لاتعدو رسما او فزاعة تخيف صغائر الطيور ويخضع لها صغار العقول وكان حقا على القلب الكبير ان يمتطي تلك النصب ليرى حقائق لاتبدو الا للمترفعين الذين يشاهدون ويسمعون الترحيب بكل وضوح ويقبلون بمنتهى الفرح لقلب ينادي تعال فلا يملك الا ان يجد نفسه اسعد الرجال في ذروة الحقيقة وعند منعطف الخيال .النص بدأ بكلمة تعال وانتهى بها اشارة لمحور الموضوع المتمثل بدعوة ملفوفة بكل تلك الدهشة وكل تلك الاثارة فلابديل عنها ولا تعويض ولبالغ اهميتها كانت هي النقطة التي بها المبتدأ وعليها المنتهى لأن النشوة تقع دائما في المنتهى و قوة النص تمثلت بجراءة الفكرة وشجاعة التعبير عن الحال والدعوة ضد المألوف والتمرد على التردد والثورة على الخوف والترغيب بالهدف .حقا ان الكاتبة ابدعت بدعوتها غير المألوفة فكان اول القول لديها تعال وآخره تعال ومابينهما ترغيب وتشجيع وتمرد كان الأبداع سيدها الاول والاخير.
قراءة في نص الشاعرة العراقية منى الصراف ( تعال )
تعال
ليس في قلبي سوى خمور
نشوة لاتعرف الخمود
خمور مختومة بنار
كمال
زعفران
خبز
كتاب
لا تخف
تعال
فتحت لك بابي
لا تسر في العمى
وتتحدث مع جدار مهجور
قصائدك اجمل
وانت بقبو خمور
نبيذ وكأس من اقحوان
لا ترهق نفسك
كن مغفلاً
أمتطِ الشيطان
وتعال.
كألمعتاد كانت دعوة من طراز غير مألوف واغرب مافيها ان الدعوة كانت الى قلب فلم تك لمكان او لحاضر الزمان لأن المكان له بعد ثابت والزمن يقابلنا على بعد واحد مع حواسنا.اما القلب فلأنه محور لكل جهات الازمنة و تجول به الامكنة تلك التي هي عالقة بمخالب ذاكرة العمر التي لاتفلت فرائسها فكانت الدعوة للقلب هي دعوة شاملة تضم كل المراحل وكل الحركات وكل التحولات دون استثناء وكان المعتاد ان تكون محتويات القلب لاتعدو مشاعر لكن الكاتبة اعلنت ان قلبها خلا من كل ظهور سوى الخمور وكانت تود ان تشير عبر هذا التوصيف الى فقدان الرغبة بأي تواصل شعوري لأن المخمور متخدر عن الألم ولايحب التفكير المنطقي بل لايطيقه فكانت الخمور بقلبها هي جدار الحماية من ألم وخز اشواك الماضي واشراك الحاضر وقد تكون ارادت بالخمور هي امور تتقاطع مع التقاليد لبيئة القصيدة ومتلقينها وكانت من باب اعلان التمرد على كل قيد واستعباد فقد ملأت قلبها بما لاينسجم مع مألوفاتهم الفكرية وقاطعتهم بمشاعرها التي تسير على سبل تعرج بها عن سبل قيوداتهم وقد تكون تلك الخمور امور تقودها لأحساس وعالم آخر اول مكاسبه نشوة لاتعرف الخمود والمتعارف عليه ان نشوات الطبيعة هي قصيرة وسرعان ماتخمد لأنها نشوة بحدود حاسة من الحواس اما النشوة التي لاتعرف الخمود فهي نشوة الانتصار وكلما يستحضرها المرء ينتشي واستحضارها متاح طوال الوقت لأنها شأن وجداني لاسلطة لأحد عليه ويالها من نشوة حين يشعر الانسان بالانتصار والكسب نشوة لاتخمد نارها ولايبهت نورها ومنها ايضا نشوة حب الحياة والتي يفتقر اليها الكثير فهم يعيشون بقلب الحياة وعاجزين عن الانتشاء بذلك الوجود لأنهم لاسبيل لهم لتلك الافكار الخمرية التي خذلتهم جرأتهم منها وقيدتهم معتقداتهم عنها تلك الخمور التي تخمد كل فكرة تمنعهم من بلوغ تلك النشوة وبعد ولوج باب القلب تبدو تلك الخمور مختومة بأفكار من نار التي كانت تقف في بابها وعلى الممر اليها وترعب القادمين الى سبيلها فكانت هي البوابة المعتادة للخمر وكانت تلك النار تبدو كخرافة للرائي بعيون طلقت الوهم بغير رجعة وتبدو للواهمين عقبة كؤود تحول بينهم وبين ذلك الخمر السحري والثابت في الاحوال ان الخمر يشتعل عند ملاقاة النار لذا كان الختم بنار خرافية ليست لها صلة حقيقية بواقع وجود تلك الخمور ثم تبدو ملامح اخرى لذلك العالم الخمري الجامع لشعور المرء بالكمال فلم يعد بحاجة للتحليل الذي هو الاستجابة الطبيعة لبلوغ معرفة ماعجز المرء عنه بسياقات الماضي ومن الكمال الى الزعفران كان الانتقال واضحا من نشوة ذهنية الى نشوة جسدية عبر ذلك الزعفران الى نشوة اخرى في جوف الجسد تمثلت بخبز يبدد الم الجوع والحرمان الى نشوة عقلية بملاقاة الكتاب وولوجه غياهب عقولنا وانارتها فكانت النشوات تتوالى وكانت الخمور تتنوع وتستحيل احوالا سحرية ونشزات تتناقل بمنتهى الدهشة بين الكمال والزعفران والخبز والكتاب وكانت خمور ذلك القلب بوابات تقود لكل هذه العجائب ولكل تلك الاتجاهات وبمطلق الحرية معلنة عن بزوغ اول معالم تلك الحرية بعبارة لاتخف لأن الخوف هو اول قيود الحرية بل اعتاها فكانت الدعوة الاولى للتحرر بفك قيد الخوف والحذر وبعد تبدد الخوف تأتي مرحلة تعال فكانت الكاتبة تسبق دعوتها بدعوة التحرر من الخوف لأن الذي يلج قلبها بقيد لن يتاح له اختبار نشوة بقيد و تعقب ذلك بنداءها تعال وكان التخيير واضحا بين مااومأت اليه بعبارة فتحت لك ابواب قلبي وعبارة لاتسر في العمى هي كانت ترى بقلبها النور بما احتوى وكانت ترى الامور التي هي تحتشد خارج قلبها عبارة عن ضرب من ضروب العمى وسبل عتمة ليس بها سوى التخبط فكانت تدعو ذلك المعني ان يلج النور الذي يحتوي قلبها وان لايسلك في عتمة السبل وتخبطاتها و كانت تحذره من الحديث لجدار مهجور ليس عليه ظل لأحد او بصمة انسانية لامسته يوما ولم يحط احدا يوما وفر منه الجميع واصبح موحشا صامتا لايملك الصدى ويعتريه الخواء وكان المدعو هو صاحب قصائد قد اخطأ في وجهته وعلق بعض منها على جدران مهجورة لقلب لايشعر بذلك الجمال وان كان ذلك الجدار يعلو الارض لكن الكاتبة اختارت له قبو يزهده الجميع وليس له ظهور واضح المعالم على السطح لأنه النبيذ يتحرك نحو الاسفل دائما ولايسير الى الاعلى .طبيعة النبيذ ان يستجمع نفسه بتواضع وفي ابسط الآنية لذا لا مكان له على عوالي معتقدات القلوب و قد اختارت للمدعو قبو خمور لتمنحه حرية التعبير عن الشعور عبر تلك الخمور حيث تفتت صخورالارتباك والتردد وتذيب جليد الشعور النكمش ومن عجائبها ان تمنح المرء نعمة الغفلة فلاينشغل بالحذر ولا تسرقه المحذورات عن هدفه ومساره تلك الخمور تبعث به الجرأة والشجاعة التي بها يمتطي الشيطان ذلك الرمز الذي ارعب الكثير وبدلا من الفرار من مواجهة الشيطان فهي تبعث على التحدي وتبدد ضباب التردد و الفرار وتهدم صروح مراعاة محاذير من الشيطان فكان للكاتبة دعوة لتحدي اعتى المحاذير التي تبدو على عباءة الشيطان وتدعو للانتصار عليه بالجرأة التي هي بلوغ حقائق تقاعس عن بلوغها الجميع بل معظمهم لايجرؤ على ذلك .وكانت عبارة كن مغفلا امتطي الشيطان وتعال قد تميزت بتسلسل مبدؤه التغافل عن كل صوت يشوش المدعو عن هدفه وامتطاء الشيطان كانت تقصد بها الجرأة التي لم يعتدها احد وغير المألوفة لأنسان بيئتها بل كانت دعوة لجرأة غير مسبوقة لامتطاء الشيطان والارتفاع على خرافته تلك التي تحتاج لجرأة غير معتادة ولا تكون الا لمن اكتشف ان الشيطان عقبة من وهم توصد باب كل نشوة خمرية متعدظة الاحوال وآن الاوان لزوال مبررات الخوف من الشيطان واحسار تلك الحواجز التي وضعها من وضعها بينما في واقعها لاتعدو رسما او فزاعة تخيف صغائر الطيور ويخضع لها صغار العقول وكان حقا على القلب الكبير ان يمتطي تلك النصب ليرى حقائق لاتبدو الا للمترفعين الذين يشاهدون ويسمعون الترحيب بكل وضوح ويقبلون بمنتهى الفرح لقلب ينادي تعال فلا يملك الا ان يجد نفسه اسعد الرجال في ذروة الحقيقة وعند منعطف الخيال .النص بدأ بكلمة تعال وانتهى بها اشارة لمحور الموضوع المتمثل بدعوة ملفوفة بكل تلك الدهشة وكل تلك الاثارة فلابديل عنها ولا تعويض ولبالغ اهميتها كانت هي النقطة التي بها المبتدأ وعليها المنتهى لأن النشوة تقع دائما في المنتهى و قوة النص تمثلت بجراءة الفكرة وشجاعة التعبير عن الحال والدعوة ضد المألوف والتمرد على التردد والثورة على الخوف والترغيب بالهدف .حقا ان الكاتبة ابدعت بدعوتها غير المألوفة فكان اول القول لديها تعال وآخره تعال ومابينهما ترغيب وتشجيع وتمرد كان الأبداع سيدها الاول والاخير.
رائد مهدي / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق