الأحد، 24 أبريل 2016

- محنة وطن -بقلم ناجح صالح 2016

- محنة وطن -
----------------
ما زالت السماء ملبدة بالغيوم وما زالت الريح عاصفة على وطن مثقل بالجروح.
ما بال هذا الوطن تتلاعب به الأقدار وأية أقدار !
ألف معضلة ومعضلة تعبث به وألف أزمة وأزمة تفرق به السبل ، وهم لاهون عنه غافلون كأنما سكرت أبصارهم وكأنما ماتت حميتهم ، هم أصحاب القرار الذين يجلسون على عرش السلطة تنازعهم نفوسهم بالأنحراف عن الطريق ، وليس سوى المجهول والانحطاط والظلام تتراءى لنا ملامحه في كل حين وكل وقت .
يا لها من محنة لم تطأ أرض وطن من أوطان الدنيا غير أن وطننا هو وحده من احتواها وتقمصها وعاش فصولها بدموع ودم .
ويبقى المواطن وحده هو ضحية الصراع المحتدم بين القوى السياسية التي لا تريد خيرا لهذا الوطن .. صراع لا تفتر جذوته ولا تخمد ناره كأنما هو امتحان عسير لأبناء هذا الوطن الذين ظلوا يحلمون بالفجر الجديد دون جدوى بعد أن غدرت بهم الأيام واغتالتهم النوائب على أيدي ثلة من السفاحين طيلة ثلاثة عقود .
ويظل المواطن يحمل همومه ليواجه غده الذي لا يعرف كيف يكون .. هل من ثمة ضوء في هذا الغد أم هو ليس سوى ظلام طال أمده دون توقف .
ان الأمر برمته محير ، فهل يا ترى سيكون للكبار أصحاب الشأن وقفة فيها نظرة صائبة وحكمة بالغة تعيد التوازن لهذا الوطن حتى يقف على قدميه ، أم أن الحماقة وحدها هي التي تركب الموجة ليحتوينا التيه والخوف والترقب .
ان المواطن البسيط الذي لا يفقه من السياسة شيئا لا يريد أن ينزلق الى المخاطر بل جل طموحه أن يعيش العيش الكريم آمنا في سربه راضيا برزقه عفيفا في شرفه ، ليست له ثمة تمنيات مستحيلة .
ليت أولي الأمر قالوها بأن الوطن أعز وأغلى من أي شيء آخر ، لكنهم آثروا أن يكونوا عبيدا للسلطة دون أن يكفوا عن الصراع المحتدم فيما بينهم اثرة لمكاسب دنيوية زائلة .
لعلهم يدركون بعد فوات الأوان ان كانت لهم وخزة ضمير بأنهم ظلموا أنفسهم أولا وظلموا شعبهم ثانيا باساءاتهم القاتلة التي لا تغتفر تجاه وطن أعطاهم الانتماء فبخلوا برد اعتباره وهيبته ومجده .. كأنما لم يرضعهم هذا الوطن من خيراته ونعيمه وظلاله .
ليتهم يعودون الى رشدهم مرة واحدة فتجتمع كلمتهم وتتوحد صفوفهم بعيدا عن البغضاء والحقد والكراهية .
انه ليس من الصعب ايجاد حلول لكل المعضلات التي تعصف بالوطن ان كانت ثمة مبادرة لاصلاح النفس من أغلالها وأن يكون النظر بانصاف لمن أذله الظلم والفقر والحرمان .
ان المعادلة ليست صعبة ولكنها تحتاج الى عقل صائب ورؤية واضحة من خلال حوار هادئ رصين تتوفر فيه كل الأجواء التي يمكن أن تطفئ فتيل النزاعات بين هذا الطرف أو ذاك حتى نرسو بعدها على شاطئ الأمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل