السبت، 8 ديسمبر 2018

من ينقذ الأرصفة — عبدالزهرة خالد البصرة / ٤-١٢-٢٠١٨


من ينقذ الأرصفة
——————

في بلدٍ أستبيحَ كل خارطته وموارده من الجميع إلا الثلة من الأولين والأخرين ، نرى هناك شرعنة في استغلال الأموال التي تخص الدولة ، فيما زالت الفتاوى من بعض رجالات الدين بتصديق استغلال كل ما تملكه الدولة كذلك الحال عند الانتفاضة عام ١٩٩١ وسقوط النظام عام ٢٠٠٣ حينما أنبرى بعض عامة الناس بسلب ونهب الدوائر والمدارس تحت أنظار الجميع بدون أي واعز للنقد والنهي عن المنكر على أن مال الشعب للشعب ، رغم أن الشارع المقدس أوضح تفاصيل الاستفادة من الملك العام بصورة لا تؤثر على المنفعة العامة كالذي يستغل مجرى النهر لمنفعته الشخصية دون التملك ولا الأضرار بالصالح العام .
كما فعل المثقفون الجدد والساسة الحديثة الاستيلاء على كثير من المباني والأراضي الخاصة بممتلكات الدولة ومعروفة لدى الجميع بحجة أنها أموال صدام لهم الحق في التصرف بها.
نترك المقدمة للذكرى إن نفعت ، هناك ظاهرة الاستيلاء على أرصفة الشوارع في مراكز المدينة والأقضية والنواحي لتكون عائدة لأشخاص ينتفعون من استغلالها تجارياً أو لأي غرض آخر. لم يكن للمار أي خيار عند المسير إلى مبتغاه إلا النزول إلى الشارع متناسياً الخطر رغم زحمة الشوارع بالعجلات والدراجات النارية والعربات . هناك ضربة حظ عند الوصول إلى الهدف سالما في حين تستطيع أن تحصل على كل ما تريده من الرصيف هذا إذا أردت التسوق فلا داعي إلى الذهاب للأسواق . قد تتفاجأ حينما تسمع أن هناك أرصفة تباع بالأمتار حسب الموقع ويقال وعلى عهدة الرواةِ أن من يملك هذه الأرصفة متنفذون في بعض الأحزاب في ظلّ عدم مراقبة ومتابعة الأرصفة الضائعة من ملكية الدولة .
هناك بعض الأرصفة بناها أشخاص أصحاب مصالح تجارية حينما أستبدل الحجر بنوع ناعم وملون ( كاشي موزائيك )ولو يعطي رونقه الخاص لكن أعتقد فيه إما أهمال الحكومة في ترميم الرصيف أو هو دلالة على التملك.
كثير من الأكشاك والمسقفات تم تشيدها بدون موافقات أصولية من الدوائر المعنية وبعدها تستمر الصفقات والمبايعات السرية والعلنية .
ليس الغريب في الأمر عندما ترى رصيف معروض فيه كافة الأدوات المنزلية والكهربائية في حين تتراصفُ سيارات الحمل الصغيرة والكبيرة جنبها لنقل كل يتم بيعه ولم يكن هناك مجالا للمواطن من السير بصورة مستمرة نحو هدفه المنشود. ما رأيك في أقامة ساحة لألعاب الأطفال على الرصيف المجاور الى مول من مولات المدينة أو مطعم يجلس الزبائن والطاهي في وسط الرصيف ، هذا يعني أن الجميع لا يفكر في احترام الرصيف في أي مكان وزمان .
هناك حلول عديدة على إعادة الحياة للأرصفة في بلادي بفرض قوانين صارمة تجبر اصحاب المحلات على ترك الرصيف وعدم التطبيق الانتقائي مع اتفاق جماهيري من خلال مقاطعة البضائع المعروضة على الأرصفة أو حتى الخدمات .ضاعت المظلات المخصصة لانتظار المواطنين وضاع معها تشجير الرصيف وأغرب رصيف رأيته في أحد العواصم العربية عرضه لا يتجاوز القدم ونصف.

—————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٤-١٢-٢٠١٨



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل