11 - جذور ثقافية " سيرة ذاتية "
كتبها: يحيى محمد سمونة
النمط السوي لآلة الفكر
المثقف في حلب لا يختلف بنمطية تفكيره عن كل من استوطن الأرض العربية، بل لا يكاد يختلف المواطن العربي في نمطية تفكيره عن المواطن الكردي والشركسي والسرياني والآشوري والقبطي وغيره وسواه من جميع الملل والنحل والأديان والمذاهب و المدارس! ذلك أن من استوطن الأرض العربية فقد نهل من منابعها الثقافية التي تصب في مجرى واحد، و كلها من ذات الأرض و من طينتها و من بين تضاريسها تنبع
لكنه ثمة غزاة و في أيديهم خرائط لمواقع منابع الثقافة العربية، حطوا عصا ترحالهم عند تلك المنابع و سعوا إلى تعكير مياهها بعد أن كانت نقية رقراقة صافية
و قد كانت المشكلة الكبرى لأبناء العروبة [عذرا من سائر القراء أنني أؤمن أن كل من تلفظ بلغة القران فهو عربي حتى و إن كان يلهج بلسان آخر سوى العربية، ذلك أن هذه اللغة قد صبغت سائر اللغات الأخرى في الكيان العربي بصبغتها و أعطتها قواما ثقافيا موحدا تماما كالذي نشأ و ترعرع في وطن غير وطنه الأم فإنه يحظى بجنسية الوطن الذي ترعرع فيه ]
لقد كانت المشكلة الكبرى لأبناء العروبة أن أحدا منهم لم يعد يستطيع الوصول إلى منابعه الثقافية إلا من طريق أولئك الغزاة القراصنة أبناء اللئام الذين أرادوا بهذه الأمة شرا مستطير!
ولئن سألتموني: فما بال التطرف والمغالاة والتخلف وهذا السلوك الأخرق عند عرب اليوم؟! فسأقول لكم: للأسف الشديد لقد شرب عرب اليوم و الأمس و أول أمس من منابع ثقافية تم تعكيرها وأضحى من العسير الوصول إلى أصول تلك المنابع!
حتى غدا أولئك الأعراب كما ترون!
لقد حز في نفسي كثيرا أن أجد المثقف العربي و قد استساغ الماء العكر و بات يفكر بطريقة أولئك الغزاة الأراذل ممن لا عهدا لهم ولا ذمة ولا أمانة! فإذا بهذا المثقف [العربي] سفيها و تافها بسفاهة و تفاهة أولئك الذين وضعوا أيديهم على ثقافته!!
إن الثقافة العربية الأصيلة أيها السادة و السيدات لا ينجم عنها إلا عظماء أدباء فقهاء حكماء بلغاء علماء! لأنها ـ أي الثقافة العرببة الأصيلة ـ تمنح آلة الفكر ملكات واسعة جدا و تفتح أمام المفكر آفاقا لا متناهية من العبقرية الفذة التي تجعل منه رائدا سيدا وقائدا حضاريا.
هي الثقافة إذن تمنح آلة الفكر ديناميكية وقدرة عظيمة على إيجاد حلول لكافة مشكلات الحياة التي تعترض الإنسان عبر مسيرة حياته
لكنه ثمة غزاة و في أيديهم خرائط لمواقع منابع الثقافة العربية، حطوا عصا ترحالهم عند تلك المنابع و سعوا إلى تعكير مياهها بعد أن كانت نقية رقراقة صافية
و قد كانت المشكلة الكبرى لأبناء العروبة [عذرا من سائر القراء أنني أؤمن أن كل من تلفظ بلغة القران فهو عربي حتى و إن كان يلهج بلسان آخر سوى العربية، ذلك أن هذه اللغة قد صبغت سائر اللغات الأخرى في الكيان العربي بصبغتها و أعطتها قواما ثقافيا موحدا تماما كالذي نشأ و ترعرع في وطن غير وطنه الأم فإنه يحظى بجنسية الوطن الذي ترعرع فيه ]
لقد كانت المشكلة الكبرى لأبناء العروبة أن أحدا منهم لم يعد يستطيع الوصول إلى منابعه الثقافية إلا من طريق أولئك الغزاة القراصنة أبناء اللئام الذين أرادوا بهذه الأمة شرا مستطير!
ولئن سألتموني: فما بال التطرف والمغالاة والتخلف وهذا السلوك الأخرق عند عرب اليوم؟! فسأقول لكم: للأسف الشديد لقد شرب عرب اليوم و الأمس و أول أمس من منابع ثقافية تم تعكيرها وأضحى من العسير الوصول إلى أصول تلك المنابع!
حتى غدا أولئك الأعراب كما ترون!
لقد حز في نفسي كثيرا أن أجد المثقف العربي و قد استساغ الماء العكر و بات يفكر بطريقة أولئك الغزاة الأراذل ممن لا عهدا لهم ولا ذمة ولا أمانة! فإذا بهذا المثقف [العربي] سفيها و تافها بسفاهة و تفاهة أولئك الذين وضعوا أيديهم على ثقافته!!
إن الثقافة العربية الأصيلة أيها السادة و السيدات لا ينجم عنها إلا عظماء أدباء فقهاء حكماء بلغاء علماء! لأنها ـ أي الثقافة العرببة الأصيلة ـ تمنح آلة الفكر ملكات واسعة جدا و تفتح أمام المفكر آفاقا لا متناهية من العبقرية الفذة التي تجعل منه رائدا سيدا وقائدا حضاريا.
هي الثقافة إذن تمنح آلة الفكر ديناميكية وقدرة عظيمة على إيجاد حلول لكافة مشكلات الحياة التي تعترض الإنسان عبر مسيرة حياته
ــ يحيى محمد سمونة.حلب ــ

















