الجمعة، 24 يونيو 2016

- قراءة في الخطأ والخطيئة – >>>>>بقلم :ناجح صالح

- قراءة في الخطأ والخطيئة – >>>>>بقلم :ناجح صالح 
-----------------------------
لا تخلو حياة الانسان أينما يكون من أخطاء ، والبعض منا يتجاوزها ليعيد حساباته ، أما البعض الآخر فيمسك بها ولا يتجاوزها رغم أن الاعتراف بالخطأ فضيلة كما قيل .
وقد تكون بعض الأخطاء صغيرة الا أنها اذا كبرت دون التوقف عند حدودها تحولت الى خطايا ، وهي بذلك تكون علة تنخر البدن والروح معا ثم لتمتد مسافاتها الى مفاصل المجتمع جميعا لتقوضه .
لا ريب أن الخطأ في العمل قد يقودنا بعدها الى النجاح ، اذ العاقل منا يستمد من فشله أحيانا دافعا للتحدي والاصرار على تجاوز الصعوبات ، قد تكون مهمة شاقة غير أن الارادة لها نتائج حاسمة.
الا أن الخطيئة في كل أحوالها وأشكالها تدفع الى التردي والى الهاوية .
ان الأخطاء اذا تراكمت تحولت الى خطايا لتقتل في النفس كرامتها وعفتها ثم لتترك جروحا لا تندمل .
ففي نطاق الأسرة مثلا يرتكب الرجل أحيانا أخطاء قاتلة بحق زوجته وأبنائه معا ، فهو اذا أهمل رعايتهم والعطف عليهم وبخل بما عليه من نفقة قاد الأسرة الى الضياع والتمزق وهدر فيها كل مقوماتها من حب وألفة ومودة لتنقلب هذه الأخطاء الى خطيئة .
والزوجة التي تشق عصا الطاعة على زوجها وتسرف في نفقاتها وتهمل تربية أبنائها تحولت الى امرأة عابثة ركبتها الخطيئة بكل أطرافها .
أما على نطاق المجتمع فتكثر الأمثلة وتتعدد ، فالغني الذي يسرق بشكل أو بآخر سواء بالرشوة أو الابتزاز فانه قد ارتكب خطيئة لا يمكن السكوت عنها .
والحاكم الذي يستنزف طاقات الرعية ويمارس معهم الظلم والبغي والعدوان يكون قد سار في طريق الخطيئة لتتحول الى جريمة بشعة تترك آ ثارها في النفوس لمدى غير قصير.
وكل منا اذا قادته خطواته الى طريق محفوف بالشهوات والرغبات الذاتية فقد آذى المجتمع برمته ، ذلك أن المجتمع كالبدن اذا أصاب عضو منه خلل تداعت بقية الأعضاء .
ليست الخطيئة الا اختراق للقيم والفضائل والمباديء تريد أن تلوثها ، وتجعل الأمر كله فعلا قبيحا يجرح المشاعر ويهز القلوب .
لا يمكن للخطيئة أن تلعب لعبتها الا بفساد من داخل الذات والا بمتابعة الهوى ، أما اذا كانت الذات محصنة فهيهات أن يكون للخطيئة فعل مضاد .
ان المرأة العابثة واللص المحترف والقاتل السفاح ومعهم الزناة والعصاة كلهم يرتكبون خطايا تدفع بالمجتمع الى السقوط ، أما الوقوف أمام المغريات بأنواعها فهو الملاذ الآمن الذي به وحده نسلك الطريق الواضح الذي لا لبس فيه وبه وحده تكون نهضة المجتمع لا غير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل