قيد الصمت .
.قصة قصية
الكاتبة :اخلاص مجيد
عمهم المقيت لم يروه مرة واحدة بكامل وعيه من اثار ادمانه على المخدرات والكحول . الأطفال الخمسة من3 أولاد وبنتين في العاشرة والحادية عشر. عندما تركهم والدهم عند جدتهم مهاجرا لإحدى الدول بعد ان طلق زوجته وهي ابنة عمه. إخوته عامر العامل في احدى النوادي الليلية في العاصمة، و سلوى أخته ذات السبعة عشر ربيعا فتاة معاقة بشلل الأطفال منذ الطفولة بسبب إهمال الأهل لقاحها.
في احدى ليالي الشتاء الباردة من شهر كانون الثاني شكت سلوى لوالدتها غثيانها الدائم وحرقة في المعدة إضافة الى التقيؤ المستمر، وخصوصا عند الصباح. حتى انها تشمئز من بعض ما تصنعه الام من طعام لسبب لا تعرفه ..لم تبال أمها، تصورتها مجرد نزلة برد او الما في المعدة، حتى لاحظت بأن بطن سلوى بدأت تكبر يوم بعد يوم. مع شكوى سلوى المستمرة بالألم .
كان عمهم قاسيا يمارس هوايته في الضرب بسبب وبغير سبب. أخذت الوالدة ابنتها سلوى للكشف الطبي، بعد إجراء التحاليل بدت ملامح الطبيبة وكأنها ضربت ب صاعقة ، متسائلة مع نفسها كيف لفتاة في هذا الوضع الصحي الصعب أن تتزوج .قالت الطبيبة بشفقة : أهنّئك بنتك حامل وهي في شهرها الرابع !
لم تجرؤ الام على نطق حرف واحد ولا حتى سلوى المسكينة ؟كأنهما لم يسمعا شيء .سكتت الام وهي على يقين ان الخبر صحيح لان الاعراض تنبأت بذلك ولكن كيف ؟ومن ؟ ومتى؟ ولماذا ؟مكررة سؤالها : "دكتورة هل انت متأكدة من التحليل؟ "
باستياء أجابت الطبيبة "نعم انها حامل ، ماذا تتوقعين من صبية تتزوج بعمر الورود ؟ انها فتاة كامله باستثناء عوق رجليها" كانت تتحدث تلك الطبية معلنة ان لا وقت لديها للحديث بتفاصيل لا تهمها إضافة إلى كثافة المراجعين. دفعت الأم الكرسي المتحرك وهي تلطم الخدود تارة وتجر شعر المسكينة تارة اخرى لتجبرها على قول الحقيقة .لم يكن لسلوى الا الصمت والغياب عن الوعي كمن دحرج إلى وادٍ عميق مظلم لا قرار له ولا نهاية وعيون جاحظة وصريرعجلات العربة كسمفونية تنبؤء لموت بطيء لابد منه . بلا ادراك شكت الام امام الاخ االغائب عن الوعي النتن الرائحة .لكنه وعى تماما في تلك اللحظة مما سمع .فما كان منه الا ان يهيّء مسدسه الذي يحتفظ به بكل هدؤ ويدعو جاره شاكر لحضور دعوة غداء ، وهو اب لأربعة اولاد، واجلس سلوى بجانبه وأطلق عليهما الرصاص حتى الموت.
التهمة الملفقة كانت الدفاع عن الشرف لا غيره .
الحكاية لم تنته هنا .الاطفال الخمس بعد ان حظوا بالعودة لوالدتهم بعد مرور 3 اعوام من الحادثة ،اعترفوا لوالدتهم . بانهم قد شكوا في العصير اليومي الذي يجبرهم عمهم على شربه ، يوما عندما قرروا ان لايشربوا بطريقة ما والا يناموا و كانوا قد شاهدوا كيف يتم اغتصاب سلوى من قبل اخيها اي من عمهم شاهدوه عن طريق الصدفه وهو يدس حبوب الفاليوم في العصير . وعرفوا الفاجعة التي صمت عنها الجميع .في عالم لا يتحمل صوت الحقيقة .
.قصة قصية
الكاتبة :اخلاص مجيد
عمهم المقيت لم يروه مرة واحدة بكامل وعيه من اثار ادمانه على المخدرات والكحول . الأطفال الخمسة من3 أولاد وبنتين في العاشرة والحادية عشر. عندما تركهم والدهم عند جدتهم مهاجرا لإحدى الدول بعد ان طلق زوجته وهي ابنة عمه. إخوته عامر العامل في احدى النوادي الليلية في العاصمة، و سلوى أخته ذات السبعة عشر ربيعا فتاة معاقة بشلل الأطفال منذ الطفولة بسبب إهمال الأهل لقاحها.
في احدى ليالي الشتاء الباردة من شهر كانون الثاني شكت سلوى لوالدتها غثيانها الدائم وحرقة في المعدة إضافة الى التقيؤ المستمر، وخصوصا عند الصباح. حتى انها تشمئز من بعض ما تصنعه الام من طعام لسبب لا تعرفه ..لم تبال أمها، تصورتها مجرد نزلة برد او الما في المعدة، حتى لاحظت بأن بطن سلوى بدأت تكبر يوم بعد يوم. مع شكوى سلوى المستمرة بالألم .
كان عمهم قاسيا يمارس هوايته في الضرب بسبب وبغير سبب. أخذت الوالدة ابنتها سلوى للكشف الطبي، بعد إجراء التحاليل بدت ملامح الطبيبة وكأنها ضربت ب صاعقة ، متسائلة مع نفسها كيف لفتاة في هذا الوضع الصحي الصعب أن تتزوج .قالت الطبيبة بشفقة : أهنّئك بنتك حامل وهي في شهرها الرابع !
لم تجرؤ الام على نطق حرف واحد ولا حتى سلوى المسكينة ؟كأنهما لم يسمعا شيء .سكتت الام وهي على يقين ان الخبر صحيح لان الاعراض تنبأت بذلك ولكن كيف ؟ومن ؟ ومتى؟ ولماذا ؟مكررة سؤالها : "دكتورة هل انت متأكدة من التحليل؟ "
باستياء أجابت الطبيبة "نعم انها حامل ، ماذا تتوقعين من صبية تتزوج بعمر الورود ؟ انها فتاة كامله باستثناء عوق رجليها" كانت تتحدث تلك الطبية معلنة ان لا وقت لديها للحديث بتفاصيل لا تهمها إضافة إلى كثافة المراجعين. دفعت الأم الكرسي المتحرك وهي تلطم الخدود تارة وتجر شعر المسكينة تارة اخرى لتجبرها على قول الحقيقة .لم يكن لسلوى الا الصمت والغياب عن الوعي كمن دحرج إلى وادٍ عميق مظلم لا قرار له ولا نهاية وعيون جاحظة وصريرعجلات العربة كسمفونية تنبؤء لموت بطيء لابد منه . بلا ادراك شكت الام امام الاخ االغائب عن الوعي النتن الرائحة .لكنه وعى تماما في تلك اللحظة مما سمع .فما كان منه الا ان يهيّء مسدسه الذي يحتفظ به بكل هدؤ ويدعو جاره شاكر لحضور دعوة غداء ، وهو اب لأربعة اولاد، واجلس سلوى بجانبه وأطلق عليهما الرصاص حتى الموت.
التهمة الملفقة كانت الدفاع عن الشرف لا غيره .
الحكاية لم تنته هنا .الاطفال الخمس بعد ان حظوا بالعودة لوالدتهم بعد مرور 3 اعوام من الحادثة ،اعترفوا لوالدتهم . بانهم قد شكوا في العصير اليومي الذي يجبرهم عمهم على شربه ، يوما عندما قرروا ان لايشربوا بطريقة ما والا يناموا و كانوا قد شاهدوا كيف يتم اغتصاب سلوى من قبل اخيها اي من عمهم شاهدوه عن طريق الصدفه وهو يدس حبوب الفاليوم في العصير . وعرفوا الفاجعة التي صمت عنها الجميع .في عالم لا يتحمل صوت الحقيقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق