السبت، 25 يونيو 2016

قصة قصيرة (فيسبوك) بقلم الأديبة اخلاص مجيد

قصة قصيرة
اخلاص مجيد
(فيسبوك)
سواء كانت حنان في ذات الغرفه التي تخصهما او لم تكن فهي غير موجودة بالنسبة له ولها ايضا ، لهذا كانت تترك المكان للجلوس وحيدة بعد ان يئست من كل محاولاتها لإسعاده. كانت تعرف كل شيء .الخيانات المتكررة واحدة تلو الاخرى تلحظها ما كان لها إلا الصمت ،حيث لا ادلة مباشرة، ولانه حتما سينكر ويكون بجانبها اخر الليل كجثة هامدة .كانت حنان ولبؤسها احيانا تحاول ان تصنع لنفسها عالم خاص يليق بها معه ،حتى وان كان وهماً .
خرجت عن صمتها باناقه وعنفوان امرأة تحاول المحافظة على وهمها الجميل و على اخر ما تبقى لها من مودة قد تكنها له . صنعت لنفسها عنوانا على الفيسبوك وصورة مستعارة .اضافت صديقه ليكون صديق مشترك بينهما ليرى ما تنشر وتعلق لكي تجره لصداقتها من خلال تعليقاتها اللبقة الانيقة المتعمدة، بغنج ودلال انثى . وفعلا حصل ماكانت تريده ، حاول ان يضيفيها في قائمة اصدقائه رفضت في باديء الامر، حتى دخل الدردشة على الخاص ، بكلامه المعسول ولباقته التي لم تسمعها على ارض الواقع والحقيقة يوما منه . مبتسمة تقرا بعيون تملاها الدموع وحزن عميق .
واستمر التعارف وتطور الى اعجاب حد التعلق المدمن ،واستمر الحال حتى التسعة اشهر . تعلق بها كمن لم يعرف انثى غيرها واحبته على ماهو عليه كانها تعرفه للمرة الاولى ، كان مستعد ان يدفع عمره ثمنا لرؤيتها وكان يلح في ذلك ، اخبرها عن زواجه التعيس وعن زوجته الكئيبة طوال الوقت، وعن حزنه المستمر بسبب زواجه هذا . كان يجن حين تغيب عنه .يبحث عنها يريد الوصول اليها بأي ثمن لشدة تعلقه بها، كانت تختفي اياما ًطويلة وتظهر اياماً أخر .هكذا علقته بها مستمتعه لتحرقه بشرارة ما افتعل .
حتى ايقنت تماما انه لا فائدة ترتجى منه ولا مجال للتمسك برجل من وهم اختفت ووضعت البلوك (الحظر)له . وغادرت ذلك العالم بهدؤ وهي مقتنعة تماما الان ان لا وضوح سترجو منه . وغادرت حياته وتركت سنوات افنتها في سبيل اسعادة والحفاظ على قدسية ما يربطهما .لكن لا جدوى . وبقى هو غير ابه لرحيلها على ارض الواقع متمسك بوهم حظره ممن احبها على الفيسبوك .وسماها العشق الكبير حتى راح يسرح بخياله بعيدا بعيد ا، واسماها اميرته و نهره الخالد ,الى ان فوجيء انها قد ارسلته الى الى الجحيم. ورغم ذلك لا زال يكرر لفت انتباه التي حظرته بكلمات يشاركها مع صديقه المشترك بينهما .علها تشفق عليه وتعود .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل