السبت، 23 أبريل 2016

قصه قصيره ارمني : بقلم محمود البستاني

قصه قصيره
ارمني

لو لم اكن هناك لكنت الان طعما للموت او الجوع موتاً .
الم يكن من الافضل تركي هناك للموت على ان اكون في المجهول نكره لا يتبين ملامحي احد ..قالها افرام الارمني وهوا يلوك خبز يابساً بينما يدفع عربته المحمله بالطحين لاحد المخابز
ظل سليمان يتبع افرام ليبرر له ما جرى 

في صبيحة ذاك النهار البائس وانا اهيم على وجهي فارا من الجيش العثماني المنهار اجوب ديارا لا اعرفه وارضاً بارده وكل القرى التي مررت بها كانت خاويه تفوح منها رائحة الموت والجثث .وكأن شيطاننا مر بها واغلق فوهة السماء وعند احد واديان هروبي اختبئت والدرك العثماني يحيط برحل من الارمن ويمطروهم بالرصاص كنت ارتجف خوفاً لئلا يكتشف مخبئي وانا ارى الاجساد تتلوى تحت ثقوب الرصاص .وفي ساعات السكون واصلتُ مسيري وصراخ طفل يكاد يثقب قبة السما حاولت جاهداً ان اتجاهل الصوت وخطواتي تكاد ان تكون ركضاً من خوفي ومن بكاء الصغير ولساعات وانا أولي ظهري هاربا .وكأن هاتفاً ظل يدق في عمق ضميري .اولست بشراً .اعادني الهاتف الى حيث المكان بحثت بين الجثث علي اجد ذاك الصغير .وبين الف صدفه كنت تغفوا في حفره يرافقك كلب يرتجف .حملتك الاف الاميال ومررت بك مئات القرى .لاوصلك الى حيث الامان .اشبعتك وجعتُ انا دثرتك وانا ارتجف .كنت طوال الوقت منبوذاً لاني اتيت بطفل من الكفار الى منزلي وكلما مرت بنا مصيبه عزوها لك لانك شؤم فعلتي .عانيت انا كما انت .بكيت لاجلك كلما جعتً يافرام احببتك .ودافعت عنك .ولولاي لكنت اليوم ربما يعلم الله مصيرك .وانت ترمقني دوماً بنظرات البغظ واللوم
كانت دموع افرام تجري وهوا يدفع عربته بلا وعي .
لم لم تتركني اموت كما مات الجميع .مالذي اسديته لي رجل نكره بلا اهل بلا وطن بلا هويه .شقي لا اعرف ان اهتدي بعيسى او محمد .لقد انتشلتني من الموت الى الذل .
ترك عربته تسرح لوحدها مع انخفاظات الطريق وافترش الطريق وبكأً كعصف الحريق يفور من عينيه وسليمان يبكي بحرقه ولا يعرف إن اخطىء او اصاب في انقاذه لافرام .فوره من البكاء المر .نهض افرام على صوت احدهم وهوا يصرخ ايها الارمني القذر لقد دهست بعربتك المشؤمه خضاري .سحب حمله الثقيل بثقل العمر الذي سيحيى وغصه ترافقه كل العمر

محمود البستاني




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل