 الحلقه الرابعه من القصه القصيره إنطفأت الشموع بقلم زغلول الطواب عاد أحمد من منزل والد هند وهو في حاله سيئه جداّ مما جعله يغير مسار وجهته فقد تملكه شيطان الغضب فذهب إلى كافيه بشارع عناد الدين ليحتسي بعض البيره حتى يغير من حالته الغاضه والناقمه على زوجته وبينما هو جالس علي منضده بالكافيه يحتسي كأس من البيرهالبارده وسوس له الشيطان وهيئ له صورة غاده وهي في كامل الأنوثه والجمال على الفور أخرج تليفونه من جيبه وقالم بالإتصال بغاده وما أن ردت عليه فقال لها أيوه يا غاده إنتي فين عايز أشوفك دلوقتي ضروري فأتفقت معه أن يمهلها نصف ساعه حتي تأتي فوافق أحمد وودعها قائلاّ أرجوكي يا غاده متتأخريش أنا في إنتظارك وأخذ يحتسي كأساّ يليه كأس من البيره البارده التي غيرة مزاجه متهيئاّ لإستقبال غاده عشيقته مر الوقت كسير السلحفاه مما جعله ما بين الحين والآخر ينظر لساعته ويتسائل إتأخرتي ليه كده يا غاده إنتي قولتيلي نص ساعه وأكون عندك وإنتي بقالك ساعه إلا تلت وموصلتيش يا ترى إيه الحكايه وبينما هو يتحدث مع نفسه بصوت خافت إلا وغاده خلفه تضع كلتا يدبها فوق عينيه وقالت بضحكه خفيفه أنا جييييييت فأمسك أحمد بيديها ولف بها حتى تقابلا وجهاّ لوجه وكاد أن يقبلها دون وعي فقضمت على شفتيها وغمزت له بعينها تنبهه بأنهما ليس وحدهما فلم يفهمها وقام بتطويقها بكلتا زراعيه وأخذ يقبلها ينيناّ ويساراّ من خديها وما أن كاد يقترب من شفتيها فتراحعت قليلاّ للخلف تحتجز ما بينهما بكلتا زراعيها فسرعانما عاد لوعييه وتلفت يميناّ ويساراّ وإذبه يشاهد كل أعين الحضور تلتفت إليه فنظر لهما معتذراّ بإشاره بيديه ثم جلسا متقبلان ينظر كل منهما للآخر في صمت حتى آتي الجرسون فطلب لها زجاجة بيرا فوافقت على الفور وأبتسمت وقالت له تصدق كأنك بتقرا أفكاري أنا فعلاّ محتاجه أشرب بيرا ساقعه جداّ طالبه معايا أشرب بيرا معرفش ليه فضحك أحمد وقال لها وكأنه يوشوشها هقولك ليه يا حبيبة قلب أحمد فضحكت بمكرها المعهود وكأنها فهمت ما يقصده وقالت له أكيد المدام غضبانه وسابت البيت صح فقال له صح يا بنت الإيه بتفهميها وهي طايره فصحك الأثنين وكلاّ منها أمسك بكأسه يحتسيان البيرا وينظران لبعضهما البعض بغمزات العيون وحينما أنتهيا من إحتساء البيرا تأبطته وخرجا متجهين إلي سيارته ليتذهب معه إلى البيت لقضاء الليله معاّ وكانت ليله شهدت أحداث خيانة أحمد لزوجته هند مع غاده ثم ذهبت غاده لتعود إلى بيتها تاركه أحمد مترنحاّ يغط في نوناّ عميق دق المنبه صباح يوم الخميس وكانت تشير عقارب الساعه إلى السابعه تماماً فأستيقظ أحمد كعادته ليبدأ الطقوس المعتاده حمام دافىء ثم إفطار خفيف ثم إرتداء ملابسه إستعداداً للخروج إلى العمل كالعاده وكان صباح يوم الخميس نهاية أسبوع العمل وهذا اليوم له إستعداد خاص دون أيام الأسبوع حيث أنه حينما ينتهى يبدأ الويك إند الذى يجمع شمل الأسره على مائدة الإفطار وما يليه من غداء وتنزه بعد الغداء وهكذا فيوم العطله الأسبوعيه يعني يوم الفسحه والتنزه ولكن هذه العطله تختلف لعدم وجود هند بالبيت فحينما وصل أحمد إلى عمله وجلستك على مكتبه بدأ يتصفح الجورنال مع إحتساء قهوة الصباح الساده وبينما يتصفح عناوين الأخبار والحوادث إذ بعيناه تقع على خبر فى الحوادث وكان عنوانه كالآتى ( زوجه تدس السم لزوجها فى كوب عصير ) فأنتبهه وركز جيداً وتابع قراءة الحادثه بإهتمام غير عادى . فى يوم الخميس الماضى وبعد رجوع الزوج إلى منزله قامت الزوجه بإستقباله بطريقه مبالغ فيها على غير العاده حيث كانت فى كامل زينتها مهلله مبتسمه أجادت فى حسن الترحيب بقدوم زوجها وأطلقت عبارات الحب والغرام والإشتياق وما شابه ذلك مما جعل زوجها يثنى عليها هو أيضاً بكلمات مماثله . وبعد الإنتهاء بحرارة اللقاء قالت له حبيبى إتفضل الحمام جاهز وحينما تنتهى من الشاور بتاعك سوف يكون العشاء جاهز ثم ضحكت ضحكه توحى بإنها جهزت عشاء مخصوص لهذه الليله فتبسم الزوج ثم قام بتقبيلها فقامت بتوصيله إلى الحمام وهما فى حالة تأبط وما بين خطوه وآخرى كانت تطبع بقبله على خده ثم كتفه حتى ما إن وصلا إلى باب الحمام فقالت له إنتظر حبيبى ممكن أدخل معاك لكى أساعدك فتبسم الزوج وقال لها لا يا حبيبتى إذهبى أنتى لكى تجهزى العشاء حيث إننى جائع جداً فقالت له أوك حبيبى فوراً سوف يكون كل شىء على ما يرام . إنتهى الزوج من الشاور وكانت هى أيضاً قد أنتهت من تحضير العشاء الفاخر على ضوء الشموع الخافت وكان بجوار الطعام كوبان من عصير المانجو الذى يعشقه زوجها وقبل أن يقوم بتناول العشاء مد يده إلى كوب العصير الخاص به وأخذ فى إحتساؤه حتى آخره ثم قال لها تسلم إيدك يا حبيبتى ممكن كوب آخر فقالت له لا لا حبيبى إنت كده مش هتقدر تاكل كويس . بعد إن تنتهى من العشاء سوف يكون أمامك دورق عصير بحاله المهم يا حبيبى العشا ولا إيه الحكايه مش ناوى تتعشى ولا أيه فضحكت ضحكه رنانه إعتاد عليها زوجها كل ليلة جمعه وقبل تحضير العشاء فهم الزوج ماذا تقصد من إصرارها على تناول العشاء فإبتسم وبدأ بتناول عشاؤه وما أن لبث أن يمد يده إلى طبق الأرز حتى وقعت من يده الملعقه وأخذ يتألم من شيئأ ما بداخل معدته لقد داهمته آلام السم فودعته الزوجه وقالت له باى باى حبيبى ثم قامت بتقطيعه إلى أجزاء ثم وضعت الأجزاء فى أكياس سمراء وقامت بوضعها فى شنطة السياره وذهبت لتقذف بها فى النيل وبعد أن أنتهت من المهمه بمفردها عادت إلى المنزل وكأنها لم تفعل شيئاً وفى الصباح قامت بعمل بلاغ بتغيب زوجها منذ البارحه . وهنا توقف عن قراءة ما تبقى من الحادثه فقام بإغلاق الجريده وهو فى حاله لا يرثى لها وأخذ شيطان رأسه يلعب ويلهو كيفما شاء . وهنا أحند يصف حاله بعد قرائته للحادثه كانت يداى ترتعدان وعيناى جاحظتان وأنتابنى الرعب الشديد . ثم قمت بالإتصال بهند وأخبرتها إنى مسافر فى مأمورية عمل مفاجئه فقالت له هند لا يا حبيبي بلاش تسافر أنا راجعت نفسي وحسيت إني زودتها معاك حبتين أنا آسفه يا حبببي عموماّ لما ترحع من الشغل هتلاقيني نستنياك علي سنجة عشره المهم متتأخرش وإوعاك تآكل أي حاجه بره علشان أنا هحضرلك كل إللي بتحبه يا روحي فقلت لها لا لا لا يا هند أنا فعلاّ مسافر لأن الموضوع خطير جداّ ولازم أقوم بهذه المأموريه ضروري فصرخت هند فى وجهى عبر الأثير وقالت : النهارده مأمورية العمل المفاجئه إنت مش عارف النهارده يبقى أيه فى الأيام ثم أغلقت السماعه فى وجهى . وكان اليوم بالنسبه لى من أثقل الأيام . وبعد الإنتهاء من العمل ترددت أن أرجع إلى المنزل تخوفاّ من أثر الحادثه التى ظلت عالقه فى زهنى وكأنى مازلت أقرئها فقمت بإغلاق هاتفي حتي لا تتصل بي مرة آخرى ثم تذكرت ليلة البارحه فذهبت مسرعاّ إلي البيت لأقوم بترتيبه ربما تكون غاده نسيت أي شيئ يخصها وإذا راحت هند إلي الببثيت وشاهدت منظر غرفة النوم هيبقي نهاري وليلتي أسود من قرن الخروب فأستقليت سيارتي مسرعاّ إلي المنزل ورتبت غرفة النوم وإذ بيعيناي تقع على حلق غاده فوق المخده فألتقطته بسرعه ووضعته في جيبي وحمت الله علي ما حسبته وجدته ثم إطنأنيت على باقي الشقه ولما حسيت كل شيئ في موضعه خرجت لأذهب إلى أقرب مطعم وتناولت الغداء ثم ذهبت بحجز تذكرة سينما لكى أضيع الوقت . فدخلت السينما وشاهدت الفيلم وليتنى ما دخلت فكان الفيلم عباره عن قصة زوجه تدبر لقتل زوجها . وبعد الإنتهاء من مشاهدة الفيلم . خرجت وكانت الساعه تشير إلى الواحده صباحاً . فقولت فى نفسى وأين أذهب فى مثل هذا الوقت المتأخر من الليل وقد أنهكنى الإرهاق والتعب فذهبت إلى المنزل وقمت بفتح الباب بكل هدوء . حتى لا تشعر بمجيئى وإذ بى أجدها مستيقظه تجلس أما التلفاز تشاهد مسرحيه بعنوان قاتلة زوجها مع سبق الإصرار والترصد . وما أن شعرت بالباب يفتح فقالت من على الباب فقولت لها أنا يا حبيبتى فقد أنهيت مهمتى بسرعه لأنك وحشتينى جداً فأخذتها الدهشه والفرحه فى نفس الوقت وآتت إلى مسرعه لتقبلنى وقالت حمدلله على السلامه يا حبيبى . مفاجئه رائعه ثوانى والحمام يكون جاهز وقبل ما تنتهى من الشاور بتاعك يكون العشاء على السفره يا روحى وكمان عملالك مفاجئه مش هتصدقها . طبعاً أنت تدرك حالتى جيداً أيها القارىء وماذا يدور فى خلدى ومدى التوجس الذى بداخلى فقولت لها خير إن شاء الله يا حبيبتى . فقالت أنا نزلت النهارده مخصوص وإشتريت مانجو لكى أعمل لك عصير فصرخت فى وجهها بصوت هيستيرى . لا لا لا عصير لا فقالت وهى فى غاية الدهشه حبيبى إهدأ عصير مانجو إنت بتحبه قولت لها خلاص من النهارده كرهت كل أنواع العصير فاهمه ولا لاء مش عاوز أسمع كلمة عصير تانى خلاص فقالت خلاص مفيش مشكله قولتلها لاْ فيه مشكله فقالت فيه أيه تانى ؟ قولتلها أنا كمان متعشى وتعبان جداً وعاوز أنام فأومأت برأسها ثم إنصرفت إلى السفره لتلملم الأطباق الفارغه وكأنها تحدث نفسها فسمعتها تقول مفيش فايده ديل الكلب عمره ما ينعدل حتي لو ربطت فيه حجر وقالت ماشي يا سي أحمد هي عوايدك ولا هتشتريها عموماّ الصباح رباح فذهبت إلى الشمعدان وأطفاء الشموع . وتصبحوا على خير وإلى اللقاء في الحلقه القادمه بإذن الله بقلم زغلول الطواب
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق