الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

ادَّخَرُ لكِ الكثيرْ نَصّ / سعدي عبد الكريم


ادَّخَرُ لكِ الكثيرْ
ادَّخَرُ لكِ الكثير
يا أنتِ ..
يا مملكةً من النَّجْمِ
ومن النَّخْلِ
ومن الزَّنْبَقِ
نَسجَ الله أنوثتكِ
من مِدَادِ الضُّوء
وترانيم النّوءِ
عند حدودكِ تَتَهيبُ الكلماتُ
وتختصرُ المدياتُ
وأنا شاعرٌ
أضاعَ حدودَ الحرفِ
في عينيكِ !
كالصُّبحِ الطالعِ من كَوّةٍ معتمةٍ
مدججٌ رأسي بالأفكار
يتدحرج على أرصفة الموانئ
ومدن المنافي
والخيبات،
ادَّخَرُ لكِ أكواناً من الشوق
يا جمار نخل العراق
افتقدُ وجهكِ المبلول برذاذ المطر
والعطر،
وبالسِحر،
أيتها الشرفة المشرعة للنازحين
الى الضُّوء
يا زنبقة الأرض
وفاكهة الجَنَّة
ادَّخَرُ لكِ هولاً من الحُبّ
في أزمنة الحرب
يا أيتها الهاربة من مملكة الغيث
صوب مدن الجَدْب
يا قبلة العاشقين الأولى
يا ملامح النَّخْلة
الغافية على ضفاف الفرات
وشواطئ دجلة
أنتِ كاستدارة الأفق
يا دمعة الوطن
الذي تفرق دمه بين القبائل
ادَّخَرُ لكِ كثيراً من الحُبّ
يا أيتها الــ ... (هنا)
والــ ... (هناك)
أعيريني صبركِ
أيتها الحانية كعنقود عنب
على حائط بيتنا العتيق
لامسي وجهي بضفائركِ المعقودة
بمواسم الحصاد
وزقزقة عصافير الغبشة
يا تفاحة آدم
أقضمّها،
وأهبط من أعالي الفردوس
الى أسافل اللّذة
تعاليّ ..
فأنا ادَّخَرُ لكِ حكايا
من الوجع اليومي
والقهر اليومي
والضَّيْم اليومي
سأقَصّها عليكِ
حينما يُخيِّم علينا اللَّيل
وتغلفنا العتمة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق