الاثنين، 30 يوليو 2018

نبوءات آخر ليلة من تموز: ميثاق الحلفي: العراق


نبوءات آخر ليلة من تموز
كلّ النبوءاتِ
تؤكدُ بأننا نتقبل الكذبَ
لافرقَ بين كذبةٍ بيضاء
وأخرى سوداء
وبأنّ الله سيحاسبنا على أحدها
وبأننا لسنا ساذجينَ فحسب
لطالما هناك خشبٌ
يكفي لحرق آخر الأنبياء
كنتُ أوثقُ أرقامَ البيانات
وخيبات العائدينَ من الحرب
وقناني الخمر التي يقذفها جاري
فالذينَ يملكون ذاكرة سيئة
لا يخشونَ الخطيئة
كل النبوءات
تُشير بانّ الحلمَ في وطنٍ
يموتُ في الصباح
وسيظهر متسافل على إحدى القنوات
ينعتك بالمندس
لا يعلمُ
أنّ خراطيم الماء
لا تنقضُ الوضوء
لا تصدقوا حتى أبي !
فهو اول عرّابٍ للكذب
سينكرُ بأنّ الوطنَ
كان يبيعُ البطالة
والملح
والطفولة
وأنه لم يكن مع الواقفين على الدكاكين ذات حصار
سيستلقي على مرفقه كما كان
يُعبّئ رأسه برصاص الخلاص
يُدخنً في الظلام
ويسكر في الظلام
ويموت في الظلام
هذا العرّاب الذي خدعني منذ الصغر
بان الله يرمي بالنار الكذابين
وها هو كحلقة الدخان
يدور حول عنقي
ميثاق الحلفي: العراق


يا مالكين الشأنَ : الشاعر حكمت نايف خولي


يا مالكين الشأنَ
قلبي يئنُ من الجراحِ ونزفِها .... 
ومن الهمومِ ووخزِها يتوجَّعُ 
هو قابعٌ في الجوفِ يرجفُ ناحباً ....
والدَّاءُ يعصفُ في الحشا ويقطِّعُ 

والروحُ ترشفُ من عصيرِ عذابِها ....
مرَّ الاسى ومن الكآبةِ ترضعُ
والفكرُ يشقى جامحاً متمرِّداً ....
لسوى الحقيقةِ جوهراً لا يخضعُ
عانيتُ من ثقَلِ الهمومِ كفايةً .....
وجرعتُ من سُمِّ الشَّقا ما يُشبعُ
وتكبَّدَ الجسدُ الضَّعيفُ من الأذى .....
ومن الوِصابِ وسوءِه ما يُفجعُ
حتى غدا في كلِّ موضعِ إصبعٍ .....
من هيكلي وجعٌ عصيبٌ مُفزعُ
فصبرتُ والآمالُ تُنعشُ خاطري .....
وجلُدتُ والأحلامُ تُزهرُ تَينعُ
وطويتُ أيامَ الضَّنى بعزيمةٍ .....
وبعزَّةٍ وإرادةٍ لا تخنعُ
والآن أرقبُ ،والفؤادُ ممزَّقٌ .....
عرشَ ابنِ آدمَ يُستذَلُّ فيَركعُ
قيمٌ وأخلاقٌ تُمرَّغُ في الثَّرى .....
والمرءُ باتَ مهمَّشاً لا ينفعُ
هو في عروضِ البيعِ أبخسُ سِلعَةٍ .....
وإذا خوتْ يُمناهُ يُرفَسُ يُصرَعُ
في جِحرهِ المهجورِ يُطرَحُ مُهمَلاً .....
وخصائِصُ الإنسانِ عنه تُنزَعُ
يُمسي حُطاماً تافهاً متآكلاً .....
وهو المفكِّرُ والأريبُ الألمعُ
هو سِلعةٌ مبذولةٌ في ذاتِها .....
ورصيدُه قِرشٌ بهِ يتقوقعُ
فإذا توارى القِرشُ تُسلَبُ روحُه .....
يُنسى وفي مرمى النِّفايةِ يوضعُ
أسفي على الإنسانِ ، صورةُ خالقٍ .....
برأ الملا والمرءُ فيه الأرفعُ
أسفي عليه تُذِلُّه مدنيَّةٌ .....
وحضارةٌ تبني الصُّروحَ وترفعُ
أسفي عليه يُحالُ شيئاً ساقطاً .....
والرُّوح فيه جريحةٌ تتقطَّعُ
يا مالكين الشَّأنَ في هذي الدُّنى .....
نبأُ انهيارِ العرشِ يُسمعُ يُقرعُ
أرواحُكم في قبضةِ الشَّيطانِ أمْ
ســـتْ كالدُّمى للشَّرِّ تُجبَلُ تُصنَعُ
فإذا هوى سقفُ الحضارةِ فوقكم .....
لا الظُّلمُ يُنجي أو يتيمٌ يشفعُ
حتى ولا كلُّ العروشِ ومجدِها .....
تُجدي ولا نار النِّهايةِ تمنعُ
فتعقَّلوا يا سادةً فقدوا الحِجى .....
وتأنسنوا وإلى الفضيلةِ ارجعوا
فالرُّوحُ تُحيي بالمحبَّةِ ما انقضى .....
ومن التَّجبُّرِ كلُّ شرٍّ ينبُعُ 

حكمت نايف خولي


المُعتَقَل ... شعر مصطفى الحاج حسين . إسطنبول


المُعتَقَل ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أيَّتُهَا النَّسمَةُ
نَاشَدتُكِ النَّدَى
اقتَرِبِي من نَافِذَتِنَا
المُغلَقَةِ
دَعِ الزُّجَاجَ يَتَبَارَكُ بِكِ
وَيُصفِحُ لَنَا عَمَّا يَرَاهُ
هُنَا السَّجَّانُ
يَنهَالُ على الصَّمتِ بِهَرَاوَتِهِ
وَلا شَيءَ يَعلُو
على حَشْرَجَاتِ اختِنَاقِنَا
أَيَّتُهَا النَّسمَةُ
تَذَكَّرِيْنَا وَأَنْتِ تَتَقَافَزِيْنَ
فَوقَ أَرصِفَةِ الحُرِّيَةِ
وَقُولِي لِلْضَاحِكِيْنَ
أُخوَتُكُم
تَفَتَّتْ عِظَامُهُم في العُتْمَةِ
هُنَا .. في الزَّنْزَانَةِ
كَأسُ مَاءٍ
يُعَادِلُ نَدَى الفَجرِ
سِيْجَارَةً
تُسَاوِي آفَاقَ الدُّنْيَا
مِرحَضَاً
يُوَازِي مَا أَنْتُمُ عَلَيْهِ
مِنْ حَضَارَةٍ وَأَنَفَةٍ
أَيَّتُهَا النَّسمَةُ
تَوَسَّعِي تَوَسَّعِي
كُونِي بِحَجمِ غُصَّتِنَا
عَلَّ السَّجَّانَ
يَعجَزُ عَنْ مُحَاصَرَتِهَا *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول


د.المفرجي الحسيني تنهيدة العراق/ بغداد 30/7/2018


تــــــــــنهيدةٌ
----------------
لَيسَ الحلُمُ حراماً
احلموا جميعاً

تَقْهِرُ الغُربان في جُنحِ الظلام
بعدها يُمحى الظُلم والظلام
فيمَ الانتظارُ؟
تَنْتَظِرُ مَنْ؟
تَنْتَظِرُ المسافر البعيدَ
دَعْ بدرَ الليالي في كَبِدِ السَّماءِ
مُنيراً بينَ النُّجُومِ
بدون خسوف
ممتطى صَهوَةَ السَّحابِ
تحلُمْ؟
لا تَتْرُكَ الحُلُمَ
يَضيعُ في السَّحابِ
تَناسى المآسيَّ القديمةَ
تَنهَّدْ شُجونَكَ للطيورِ
على النخيل الباسِقاتِ
للجُّوريُ حينَ ينهَضُ بعطرِهِ الفَوَّاحِ
هُمومَكَ أسْرِجُها على أعتَى جواد
يركِضُ في البراري
يَصْهِلُ فوقَ الجبالِ
دَعْ بَدرَ الليالي في كَبِدِ السَّماءِ مُنيراً بينَ النُّجُومِ
فِيمَ الانتظارُ؟
أتَلعَنُ؟
تَلعَنُ مَنْ
ألزمن الرَدِيءُ!
تَقولُ خَطَوْنا الخُطْوَةَ الكُبرى
خُطْوَةً في الاسْتِلابِ
الهَجْرْ الاغتِرابِ
بدونِ دارٍ أهلٍ
وعشير!
أُنظرْ للأمامِ
لا تَنْتَظِرْ
حَلِّقْ بالسَّحابِ
ابحِرْ في لجّيي البحارِ
لا تَنْظُرْ ...
لا تَنْتَظِرْ بما هو مُسْتَحيلُ

**********
د.المفرجي الحسيني
تنهيدة
العراق/ بغداد
30/7/2018


الجمعة، 27 يوليو 2018

رباعية ٠٠ عبدالزهرة خالد البصرة / ٢٥-٧-٢٠١٨


رباعية
————
- وابتدأتُ
من تحتِ الصّفر أبدأُ
ولم أصِلْ إلى محيطِ الصّفرِ
بعد كلّ مرّةٍ
أتدحرجُ إلى السّفح
مكوّرًا مع كرةِ جليد ،
أشعلُ أوراقي أفركُ الكفَّ بالكفّ
لهيبُ العشقِ يدفعني
إلى الرّجعةِ الأولى …
٠٠٠٠
- امتداد
حبّي لكَ ممتدّ
من أوّلِ العمرِ إلى آخره
لا تُوقفهُ المراحل ،
مطلقًا
لا أحتاجُ منْ يذكّرني بكَ
شاختِ أشجاري وتساقطتِ ثماري
أنتَ غصنٌ غضٌّ تهفهفُ في قلبي
تنعشهُ نسائمُ الشّوق
كلّما هبّ عليّ طيفكَ الدّائم…
٠٠٠٠
- البصيرة
أبحثُ في أسواقِ المدينة
عن قميصٍ يشبهكَ
كي أرتديهُ وأرتدَّ بَصِيرًا
فإن قُدَّ من قُبُلٍ
أستجدي كفوفَ الأشواق
علّها تعطيني قطعًا من قُبلةٍ
أتداوى بها ساعةَ اللّهفة…
٠٠٠٠
- الوطن
يا وطني
جئتُكَ أحملُ وجعي في غمدي
وفي يميني دروعُ الضَّنك ،
عصافيرُكَ أقبلت على ظلالي
لا تراعي قوتي في ألمي… 

٠٠٠٠
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٥-٧-٢٠١٨

توحد الرامز والمرموز في قصدية النص/ قراءة إنعام كمونة


توحد الرامز والمرموز في قصدية النص/ قراءة إنعام كمونة
فلاح بهادر الضوء المتين/ جاسم آل حمد الجياشي
يعد الرمز من اهم عناصر النص الحديث والذي يعطي بعدا دلاليا لمضمون ما لرؤيا الشاعر ومخاض الفكرة فينحى بأيحاء معين يتوارى خلف رمزية المرسل ليشد القارئ / والمتلقي للبحث والتأويل في مضمار المعرفة وهذا ما يغني تطلعات الشاعر لبث رسالته الأدبية لقصدية تشي بأشارة ما على ان يكون الرمز ببنية النص مترابط بالأشارات والدلائل في نسق النص بترابط الفكرة ,والرمز انواع ممكن ان يكون اصطلاحا لغويا او علامة علمية او تراث واسطورة او فلسفة روحية, اضافة ان الرمز يتفجر من مكنونات النفس الملمة بثقافات عدة ,ولكل رمز ظرف بحدث معين مرتبط بواقع الوجود يجسده الشاعر بأفق خياله وفيض تأمله بروح وجدانية ممزوجة برؤياه وبسلطة معرفتة واحساس يتشكل بفلسفة الشاعر المقتدرة لتكثيف الفكرة ,وليوضح من ايحاء الغموض يدعو القارئ للأسترسال بمتعة لفك أحجية ما يرمي له الشاعر ويغوص في كنه ترابط الرمز والدلالة , وبهذا يشترك مع منظومة اللغة بالوظيفة التواصلية وهناك عدة تعريفات للرمز لأختار منها ما يفضي للدراسة وجزء ما يعنيه الرمز بقول الدكتور أحمد غنام  الرمزية بنية مركبة تركيبا خاصا ولذلك فأن كل محاولة لتعريف الرمز ليست الا نوعا من المجازفة الفكرية لأنه لا يعدو كونه محاولة للأقتراب من معنى الرمز أكثر مما هو دخول في حقيقته ) , ويبقى اختيار الشاعر للرمز ليبث طيفا دلاليا بكناية خفية للقارئ, وقد اتفق على تعريفه في كل القواميس اللغوية بشكل متقارب ومتفق عليه في الجوهري ..وابن سينا في مختار الصحاح ..والقاموس.. المحيط للفيروز أبادي.. وما جاء تعريفه اكثر وضوحا في لسان العرب لأبن منظور (الرمز: تصويت خفي باللسان كالهمس ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إبانة بصوت إنما هو إشارة بالشفتين وقيل الرمز إشارة وإيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم والرمز في اللغة كل ما أشرت اليه مما يبان بلفظ بأي شئ أشرت اليه بيد أو بعين ورمز برمز ويرمز رمزا ), وللرمزمقاربات عدة مابين الشاعر والموضوع والمؤول ثلاثية الأبعاد لا نرمي اليها بعمق التفسير بل نأمل برؤيانا الأستقرائية بما يتضمنه المعنى والدلالة وما يخوض بتفكيره كل قارئ ومزجها بنفسيته والواقع وبهذا سننستقرأ جزء من سيرة ذاتية لمعاناة خاصة وعامة نرى من خلالها نزر قليل من عتب الأنسانية على طبيعة حياة قد ننعته بالقدر فلا يشفي غليل الأماني ولايروي طموح الحلم ,فلنتابع ألم حروف الجياشي وغيره ...
_ العنوان ومضة متوهجة الأشارة برمزية أسم شاعر عراقي معروف يليه فاصل مائل وافقي اعتدنا رؤيتها باسلوب الشاعرالجياشي ليمنحنا التروي بالأستقراء واستقطاب ذهن القارئ حتما للكشف عن رؤى الشاعر, ثم يشير الى لميزة وخاصية الرمز بوصفه (الضوء المتين ) بانزياح متفرد يوحي بالأنسجام مع المرموز, وبهذا كَوَنَ دلالة اصطلاحية للتعبيرعن البعد الدلالي للرمز اكثر وضوحا بخاصية التماثل وكما ميز الفيلسوف الفرنسي أندريه لالاند في موسوعته الفلسفية بثلاث أبعاد للرمز احدها (قد يعبر الرمز عن خاصة التماثل بين الأشياء كأن يدل الرمز على شئ آخر يماثله في الجوهر والدلالة والشكل ) ,فالضوء اقترن بصفة المتين يشي بسيمائية فلسفة لرمز تضمنته هذه العبارة بمستوى دلالي حسي مباشر , وبما يوحي لحياة متوهجة مثابرة قوية فالضوء هو الشمس والنهار والبقاء والأشراق الأبدي وهو الأفصاح عن دواخل الذات الوجدانية تجاه الرمز بدقة تصوير لصورة ذهنية حساسة لتجسيد واقع بغية التآزر الصادق ببيان اللغة واستعارة راقية , وما يؤكد ما سبق العنوان من رسالة خطابية موجهة لرمز الشاعر فلاح بهادر ...
_ يرى إبراهيم مدكورالرمزية في المعجم الفلسفي ( الرمز هو علامة يتفق عليها للدلالة على شئ أو فكرة ما ومنه الرموز العددية والجبرية ويقابل الحقيقة والواقع ) وقد جسد الجياشي بخيال خلاب واقع مرير لمعاناة مستشرية في محيطه بدلالة موجزة تشي بتفاصيل قصدية لمضمون النص ليبهرنا باختزال وتكثيف استهلالي لخبايا النص, اضافة من الوهلة الأولى جعلنا نتسائل ما مدى عمق وامتداد العلاقة بين الرمز والشاعر وعن قصة هذه العلاقة وقصدية الشاعر ؟ قد تكون جزء من سيرة ذاتية للشاعرتشابهت مع سيرة الرمز, أيمكن ان يرى الشاعر نفسه في الرمز ليعبر عن مكنوناته الحسية تجاه أمر ما ؟ وما مدى التشابه في هذا الأمر وما السر ؟ لننحو للنص لنستشف الجواب !... 
_ النص دفقة شعورية عاطفية مؤثرة إنسانية الدلالة وجدانية الأحتواء يشيرللتنفيس عن الذات الصامتة بأيحاء عميق للمواساة المساندة والشعور بالمعاناة الصابرة ,وغربة الروح بأعماق الذات وتوحدها مع الوجع افتراضا وتوحدا ,ومن استهلال النص
تعالَ /ــ واشبُك أصابع 
يدكَ في يدي
ودعِنا /ــ نُكملَ دربَ 
صبرنا الندي
_ الأشارة لفعل الأمر( تعال / واشبُك) هي دعوة للمساندة بغدق العطاء رغم طول الصبر على الأبتلاء,ثم يشير الى( واشبُك أصابع)ايحاء للتلاحم العميق , مترفع بقدرة مخيلة برياضة روحية لفلسفة حياة فكرية باعتقاد بمبادئ القوى الأنسانية حين تتظافرتسمو لمُثل الأماني القدسية , فعندما تتعانق الأصابع تتكاتف الأرواح وتنصهر سويا بقوة الأحساس تلتئم الجروح وتشفى الرتوق ,فاختيار معجمية الأصابع من جوهر العقل المنزه بالصبر والقوة لحدس الشاعر ودلالة من فيض الخيال لأمر معقول بذات مبصرة اضافة لدلالة اخرى لأستخدامه هذه المفردة ليس بسطحية المعنى وانما بما تخبئ من دلالات عدة للأصابع وما تشد لتقف ارجل الروح بكبرياء وانتصار وما يشير لأستكمال الحياة سويا بدعم ارادة فاعلة بدافع حيوي لسايكولوجية معاناة ووجع محمول على اكتاف الأنسانية بلا أمل نزوحه , ودلالة للصداقة الوطيدة ان تكون الروح فداه والمال والولد!! ...
_وما زال بسلاسة الخطاب متعمدا صياغة إيقاع الأنفعال المؤثر نافذا في ذهنية القارئ مرتسما بصيغة فنية رائعة البساطة قوية الأيحاء مكثفة المضمون يقول :
سيان يا صديقي /ــ إن
طالَ أو قصُرَ 
إنتظار الموعدِ
وبمسحة الآسى الامبالي ظاهريا يكتم أحساس الألم بالفراق الآتي بتهكم عن موعد ما ,واي موعد ينتظره ؟ موعد رحيل لابد منه !! ,أيكون أشد لوعة من انتظاره بمواساة الروح فالزمن تشابهت ايامه على سلم الوداع, الزمن من يسرق كل أحلام العمر المتأنية , وينتهك كل المواعيد بلا استئذان , فلسفة نضوج المواجهة لقدر معاند, ونرى بمهارة نسقية أضفى التضاد (طالَ أو قصُرَ) على التشكيل النصي جمالية فنية وبراعة في نقل المشاعر والأحاسيس للقارئ
_ (هذا الخبيث !!) وبعلامات الأستغراب المكررة تدل على الأنفعال والتوتر وبمسحة حزن غايرة المطاف نلتقطها من غمر الأحساس مما يجذب المتلقي للتوقف والتمعن , وايضا دلالة لغرس الأمل والتفاؤل بمحاكاة لطيفة حميمية المفردة بمعجمية(حبيبي) وبسرد رصين تشهق له الأنفاس لسماع التالي ورغم الصور السردية بخصوصية الأيحاء الا انها دفق شعوري بشعرية ذهنية واعية عبر مزاوجة الجناس في قفلات السرد بتشكيلات صوتية متجانسة مثل ( يدي = ندي ),فاضفى تناغما جماليا وترابطا عذبا شد دلالات واشارات بنسق النص بأسلوب متكامل الأنسياب بحرفية الشعرية ...
_ كما إن استخدام الضمائر دل على أنتقال الخطاب الموجه من الخصوصية الى العمومية ب( دعنا,صبرنا)فالضمير(نا)للجماعة ويمكن ان يكون للمثنى ولكن واقع تعاطف الشعور مع الآخرين وبمايتعايش مع محيطه وبيئته لا ينفك عنه من ترادف الموقف وقساوته بمرور الوقت نكتشف ان الشاعر يعاني بصمت وكتمان لكنه يزرع البسمة حوله ويمدنا بعطاء دائم دون ان يعلمنا او يشكو بما يعاني بصمت السريرة !!... 
_ يرنو الشاعر بفكرة التصدي لهذا الخبيث نحو أمل ما (أن أُبدي لهُ جَزَعاً) فيخطو بعيدا عن الجزع واليأس ويتعايش مع قدره بحكمة وثقة بايمانه بالله وتواصل ودعم الأحبة, فمنح المتلقي بهذه الصورة قوة أيحائية تفيض رؤيا روحية عميقة بعقيدة شديدة التفاؤل ,وقد أكد الأمل ومزجه بالعطاء بمعجمية مكررة كما في (فلا تجزع ياصديقي)فلم تخل بتوازن النص بل عكست مقدرة الشاعر بترسيم الأيحاء بتكثيف متمرس الخبرة نابع من رهافة الأحساس صور جمالية متماسكة متقدة فنيا مؤثرة شعوريا ببساطة التركيب وجماله وانهمار الأيقاع وتآلف الدلالات بشعرية الوعي والمزاوجة بين الأحاسيس المتآزرة والمتأزمة الحدث ... 
_ الخاتمة :-
وبخيال رحب نرسو في خاتمة رائعة مرهفة الأحاسيس برؤيا الوعي بتخيل مبدع يتجلى رقة حالمة بالاصراروالتحدي الطاعن بعدم الأستسلام تعطره مشاعر المحبة ونسغ الود ليوافق تكيفه مع ذاك الألم الذي افشى سره سحر الجواب فيبدو إيحاء الفكرة ببساطة جميلة وخلق نبيل بخاتمة مبهرة تبدي وطيد العلاقة بين الرامز والمرموز بزمن مستمر يغزل مدى الصداقة بالإيثار ليبقى الرمز ضوءً مدى الوجود نرى الأيحاء المبهر تأثيره على ذهنية المتلقي بتأويلات شتى نتركها للقارئ بخاتمة مفتوحة على كل الأفتراضات والرؤى بغد لكل يوم وهذا ما يعني بنص مفتوح قصده الشاعر ليلهمنا التوقع والتفاعل لنقاش وحدس المستقبل ... 
_ نص صريح الفكرة واضح الأيحاء مفعم بالأحساس والأهتمام بألم الآخر يسيل بعذوبة الأنسانية , استطاع الشاعر بمهارته العالية ان يجسد بصور شعرية فنية مدى وفاءه لذكريات الصداقة بمشاعر وجدانية شفيفة بادراكا قيما لصديقه وبأيحاء متمكن الأشارة لمكانة الصداقة متمثل بالأخلاص والحنين لرفقة مستمرة , بليونة ايقاع مزلزل لأحساس القارئ
بوركت حروف الأماني لليوم وغد لكما.. الشاعر والمفكراستاذ جاسم الجياشي والرمز المضئ الشاعر استاذ فلاح بهادر وسلامة العافية .
إنعام كمونة
--------------------
فلاح بهادر /ــ الضوء المتين!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم آل حمد الجياشي 
تعالَ /ــ واشبُك أصابع 
يدكَ في يدي 
ودعِنا /ــ نُكملَ دربَ 
صبرنا الندي 
فداكَ /ــ الروح 
والمال والولدِ 
سيان يا صديقي /ــ إن
طالَ أو قصُرَ 
إنتظار الموعدِ
قد /ــ تعجب ممَ أقولُ 
ياحبيبي ..
لكنَ /ــ هذا الخبيث!! 
رافقني /ــ منذ سنينٍ كتمتهُ 
وطالما رغِبَ /ــ أن أُبدي 
لهُ جَزَعاً /ــ فلم يَجِدِ 
لإنكَ والشرفاء أمثالكَ 
كنتم /ــ لي بعد الله 
العزم والإيمان /ــ والمددِ
فلا تجزع ياصديقي /ــ لإنكَ
باقٍ /ــ يا تَوأم الروح 
حرفاً عفيفاً غزلت 
به أمسي /ــ و يومي 
وستغزل اصابعك الكريمة 
ضوء غدي..

جاسم آل حمد الجياشي


((عندما يأتي المساء)) .عباس حسين العبودي.. العراق... 25/7/2018…



عندما يأتي المساء. ((عندما يأتي المساء)) 
فيه أرجو للهناء
ليس بالصبح سروري
ومسائي بعزاء
قد يكون الليل ساتر
لي بالستر رثاء
أقنع النفس بوهم
والحقيقة بآزدراء
أنا للحزن معانق
وعناقي للوفاء
روحي بالحزن أسلي
وعيوني بالبكاء
متى ما أخلو بحالي
ينبعث عني النداء
أيها الليل تمهل
تجزى مني بالثناء
أنا بالآهات أُكشف
منك أرجو للخباء
أرقب الأنجم فيك
روحي تتبع للضياء
كلما أقضي لساعة
قلت تعسا للعناء
أيها الصبح تعجل
حزني قابع بالوراء..
..عباس حسين العبودي.. العراق...
25/7/2018…


تمام الحرية : نصيف الشمري العراق 2018/7/24


تمام الحرية 
الشمس تستعير أهداب الليل كسوفاً، ليرقص الهالعون وجعاً في قلبي، نكايةُ السعادة حزنٌ؛ يمتزج مع شعاع الشمس، تموز البيدق في رقعة النصب؛ خارت قواه، تخلى عن بزته العسكرية، ألقى نفسهُ حلُمَاً، هضمتهُ العيون رغيفَ أمل، ما كان خرطوم مياه ولا عصا غليظة، ما سالت من رؤيتهِ الدموع إلا فرحاً، وأنا أستيقظُ من كابوسٍ جثى على كلِّ الصدور في تمام الحرية والنص.
نصيف الشمري 
العراق 
2018/7/24


بقلم : محمد الناصر شيخاوي/تونس



بقلم : محمد الناصر شيخاوي/تونس 
~~ أَفْتُونِي فِي عَنَاقِيدِ الْكَلَام ِ ~~
هَلْ أَكُونُ قَدْ تَقَوَّلْتُ
عَلَى ذِي الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ
لَوْ أَنَا قُلْتُ يَا قُدْسُ 
إِنَّ اللَّهَ يُقْرِؤُكِ السَّلَامَ

د.المفرجي الحسيني على خطا الشهيد العراق/بغداد 25/7/2018


عــــلى خـــــطا الشــــــهيد
------------------------------

رايات القدر، عَصٌر به عشق ،ملؤها الامل
فوق صدر بلادي، ينبت الزهر
مسافر ، كغمامة ارتحلت

طيفك في مقل الاطفال، سهر
تكفك الدمع، نكذب الموت
وعند كفنك ،الدم ينتظر
آمال باسمة ،خواطر ، واحلام تعتمر
من دماك، على ثرانا اثر
رغم نزف جراحنا، على العهد, رغم القيد
غُلت يدي، عصرك مجدٌ زاهٍ
بالضوء ,من مشرق الاباء تأزّر
غاصبون حقوق الشعب، سرقوا، والحاكمون كفروا
ناموا على العار، وخلف ظلالهم استتروا
مرت سنون،
عمّق الجرح بنا، وصفعنا الذل
تصيح جراحنا، امة الرماد
تخجل من تدفق الدماء، على الاديم والثرى
تسأل الغيم عن، مطر يعري عريها
ويغسل ذل الرمال البعيدة
يقتلنا النحيب، وفي الخضراء
فصباح
يهزأ ولا يجيب، ونهرنا اندثر لا يجيب
والقصب الاخضر لا يجيب
يضحك ويسخر منا الجفاف
عويل بقلبي، من يشتري دمنا، برغيف خبز ويستجيب
يحمل المهاجرون، دمعهم،
آمالهم في صرة مهترئة
وموج في ضراوة منشغل سعيد بجثثهم
يزبد، تسأله، تستصرخ المراكب البائسة
والنوارس البيضاء، حائرة ،
ارهقها التحليق ،والارتماء
نساؤنا في قرانا،
تحمل زغاريد مبحوحة بالدم
وخيام مهترئة يسكنها،
ايتام شهدائي
اسرار سجننا شيدت ،بالحراب والاشواك
تابوت عمرنا قتيل،
كفن في وطن متسربل،
لجوء، نزوح، وهروب وأسى
يائه لو يصير الحلم لقمة خبز عجفاء،
اجسادنا غُربة تلهو بها الرياح،
في وطن جذوع نخيل خاوية،
مقابرنا، تزرعنا كل يوم،
تزداد شواخصنا،
يا موتنا ، يا نخوة ،
الشهادة، تعرفنا وتبكي،
تتركنا كالعيس في البيداء،
يدهشك التعذيب، وحشرة القتيل
شقاؤنا لن ينتهي!؟

*********
د.المفرجي الحسيني
على خطا الشهيد
العراق/بغداد
25/7/2018

((على أنغام الغرب)) كلمات/محمودصلاح السيد 26/7/2018


((على أنغام الغرب)))
الحلوه يترقص كيكى 
دا من أيه ربنايشفيكى 
أم الأجنبى الجن اللى عليكى
الست شغلت الأغنيه 

وفتحت باب العربيه
ونزلت ف الشارع تجرى
زى الهبله معديه
الكل بص وبيستغرب
ينشال وينحط عليكى
معقول العقل ضرب
والحياء خلاص أنقرض
الصح ف حياتنا جرب
الخطر أصبح عادى
وحياة الناس لعب
لوطلعت بنت زوات
هتسجلها قضيه
ولا هتسقف وياها
ومعلش المره دهيا
ومتقارنهاش ببهيه
آخرها تقطف ملوخيه
وتتمايل مع أنغام
الستر أجمل هديه
الناس جرلها أيه
متكونش الأغنيه دى بتعدى
وورا الغرب ماشين وبنجرى
وحياة أمى لوريكى
وخلى الزمان يشترى ويبيع فيكى

كلمات/محمودصلاح السيد
26/7/2018


الخميس، 19 يوليو 2018

تَـــــفِجّري لــــــظاء : د.المفرجي الحسيني تفجري لظاء العراق/بغداد 19/7/2018


تَـــــفِجّري لــــــظاء
-----------------------------
يا ملايين الفقر
سيري
هُبّي
أعلني الحرب
على الفساد
على الخبز الحرام
تفجري لظاء
احرقي بشمسك
كل الردى
وضمائر الظلام
لترددي 
ويسمعك من في القبور
امضي لا تتوقفي
من اجل طهارة الارض
والماء والهواء
انطلقي
ونار الشمس ترافقك
تحرق البغي والبغاة
ازحفي
امضي كما يمضي
الحسام في رقاب الرجال
زغردي عند الزحف
كوني مشاعلا
منيرة للأبناء والاجيال
**********
د.المفرجي الحسيني
تفجري لظاء
العراق/بغداد
19/7/2018


وفرحت.. ---بقلم: سليمان أحمد العوجي.

وفرحت.. 
----------------------------------

لاحرفةَ لي... 
عاطلٌ عن الأنسِ
كفيفُ الفرحِ

أميٌّ لاأجيدُ تهجئةَ الضوءِ
ولاقراءةَ كفِ الحرائقِ
نسيتُ كيفَ يرتقونَ
قمصانَ التفاؤلِ
أخجلُ من تأتأةِ غدي
ولساني يعاني من قلاعِ
الهتافِ للنصرِ المأزوم...
ساعةُ ضجرٍ أنا
في معصمِ الوقت
أفتحُ باب الإرتياب
وأمضي تحتَ مطرِ الخيبةِ
خلسةً عن أعينِ البللِ
أخرجُ من إسمي
ولاأعرفُ العودةَ إليه
فأبقى على قارعةِ الوحشة
غريباً كالطفرةِ
بلا أقاربِ المألوف
تتمطى المعجزاتُ
يتثاءبُ الدربُ بي
وتتبادلُ الغربانُ
أنخابَ الخرابِ
على ركامِ العمر..
كلما تنهدَ الوقتُ
يجفلُ غزالُ دمي
ويعبرُ أسلاكَ الشريان
تتبرمُ لغتي من أفعالها
يوقظني تأوهُ
فعلُ ماضٍ ناقص
يمسكُ بيدِ مبتدأ هزيل
يبحثُ في كومةِ قشٍ
عن إبرةِ كمالهِ وحقيبة خبرهِ
في قاعِ مدينةٍ
أنزلت عن ظهرها
خرافةَ التاريخِ ثم جفت...
هنا في عاصمةِ
الأفعالِ المضارعة
سياجٌ بلاحقول
مواسمُ مخصية الثمر
فزاعاتٌ متآمرة
وأمٌ مرهقةُ الحنان
أخذَ الشتاتُ حليبها
وتركَ لها ثديَّ
الحقيقةِ الضامر
جلست تفلي رأسَ
ذاكرتها المهجورة
نسيت كف اللطمِ
على صدرها ونامت
لاحرفةَ لي.. غيرَ الحلم
أعشِّبُ مساكبَ النومِ
من حنظلِ الكوابيس
وأحلم:
حلمتُ أني ذاكَ الغجريُّ
الذي لايحفلُ بذكرى المكان وفرحت!!..
وأنَّ قومي عناكبَ بلاألوان
تنسجُ في لحظاتٍ
كثيراً..كثيراً من الأوطان
وفرحت!!..
وأنيَّ عصفورُ النارِ يغزلُ
في يومٍ وليلةٍ سقفاً
متيناً لكرامته...
وفرحت!!..
حلمتُ أني لم أصحو
من النوم وأني:
مابقيتُ ردحاً من هزائم
أقارعُ غولَ المصير
وفرحت!!..
ومابقيتُ صحراءً ضالةً
لايبلُ ريقها شتاءٌ
ولايتكفلُ يتمها ربيع
تعمدُ كثبانها على دين
ريحٍ كافرةٍ
تأخذُ الفراشةَ
بجريرةِ العقرب!!!!
وفرحت!!..
ولابقيتُ ردحاً من يباس
في جيبي تمائم الغيم
وفي عنقي خرزةً زرقاء
وما بقيتُ ربانَ المراكبِ
التي لم تجادل الموج
ويدعي الحكمة...
وفرحت!!..
ثم تعلو أهازيجُ المهرجينَ
في الجنازات المجانية
يسقطُ النومُ من يدي
وعريضةُ الرصاصِ لم تزل
تطالبُ الموتَ ألا يستريح. 

بقلمي:
سليمان أحمد العوجي.



صوفيّة : عماد هاني ذيب

صوفيّة
خذْ حزمةَ الضّوءِ
من أقاصي الرّوح
و ابدأ حصادَ النّورِ
في قلبك 

و قل للتّراب الذي قد أنْبتكْ :
صباح الخير
عليك السلام

عماد هاني ذيب



سواقي*** د. بياض أحمد المغرب

سواقي***
1
وجع الشروق
صدئ!..
مساء عشب الورق:
نبض الجفاف!....
ويكتب الطين
ولادة الصمت.
2
لا لون لك
منذ العشاء الأخير؛
والبذور المكشوفة
على صدر الطلع.
ونشيد القيظ
توأم المجهول
على جفاف البداية.
3
تلد الأشواق
مهد الشمس؛
وترعى الكسوف
في النهاية؛
لتبحر
في نهر الإسم
بدون هوية.
4
ياوريث ظلي،
لك حلمي
المؤقت
على نوارس الطبول؛
وسماء كفي.....
سنعود
بخليل المساء
وزهرة النساء
وكبوة النجم.....
بصريع الموج
على بحور القوافي،
وقربان الصوت
ولجيج الأفواه؛
وفنجاني الأول
على ريق الحياة.
5
ليلة
على سواحل القدم،
على ريش الرمل
ومدن الحكاية.
تقرأ
مراسيم الشمع
على تقاسيم البلح
ورفات النخل.
6
عشرون سنة
امام
الأبواب المستقلة
عن روح الأرض.
عشرون سنة
ذبيحة هلال القول...
فاقرئيني
فالمداد
غيث الصوت.
المداد
شهوة القيد.
المداد
عشب الأشواق الحافية
وجرح البحر...
ذ بياض أحمد المغرب


رحيل :بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد.

رحيل
حينما أخلو بنفسي أتذكر دوما ما وصلت إليه من ندوب في صدري و حروق في قلبي...أسكن أرض الوحشة في عتمة مغارة الشيخوخة و ظلمة الشتاء و أقراني ما زالوا يتمتعون بنور الشباب و ضوء الربيع...أعاني ما لا يعانون...أغزل الأوجاع و ألوك الآلام في صمت...أهذا جزاء من فضل الصبر على فراق الأحبة؟... طال صبري و مر عمري و ذهبت قوتي تضحية قدمت لي صفرا في كفي...ها أنا اليوم أرى الحياة بنظارة الأعشى...أروم الرحيل و لا يهمني إلا ذاك...أشاء الهجرة من ناس نسوني و آخرين لا يروني إلا خرقة بالية لا أصلح لا لنزق الصغر و لا لطيش الشباب ....لا يعلمون أن المآسي و ما أقاسي ثقيل...دك بسمتي تحت شفاهي...و غيرني إلى ما صرت عليه...حتى وطني الذي أحمله في قلبي و هو يحملني...طفقت أحس بأن أحضانه تلفظني كجسم غريب عنه...أحضان غزتها الأشواك و الأشواق...أحضان انتحرت فيها الآمال و الأحلام ...ففي أي حضن سأرتمي و أفرغ شلال آخر دموعي المكدسة؟ أبسفري هذا ستموت أوجاعي..أم ستولد أوجاع عنيفة أخرى؟ 
بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد.



هكذا تكلم حميدوش : فؤاد حسن محمد – جبلة سوريا

هكذا تكلم حميدوش
رن الجرس معلنا انتهاء الدوام طار جميع التلاميذ سربا واحدا نحو بيوتهم، في هذا الوقت لا تخطر ببال أي منهم أفكار زرقاء ،لأن كل تفكيرهم يتمحور في الطعام وأخذ قيلولة من النوم .
سار أيضا الأستاذ أنس بخفة ، وبدت عليه بوضوح معالم المزاج الجيد ، هناك الكثير من الأشياء المشرقة التي تظهر بطواعية في محياه وكأنه يلعب الشيش بيش، فها هو يتحدث بولع عن كرة القدم،لدرجة استغرب أستاذ التاريخ راقي دعوته لحضور مبارة بعد نصف ساعة.
حدق راقي بعينين ضجرتين فبدتا كبياض شعره ،وكأن دعوته لا أهمية لها ،وشعر بعدم الارتياح دون أن يبتسم ،المجاملة لم تطل رفضه بدماثة،منذ طفولته هو يكره كرة القدم ،ويحب شي اللحم على الحطب،وعليه يسأل نفسه دائما وهو يقف قبالة الموقد" كيف تشوي النار اللحم ، ويصبح أكله لذيذا" أمر له بالغ الأهمية لا يمكن لرجل متدين أن يفهمها على الإطلاق.
ظل أنس يتكلم عن تخمينات نتيجة المباراة ،والظروف الغامضة التي تحيط بها،هذه الأمور موجودة دائما في كل مباراة:
_ على كل حال ليست الخسارة أمر تافه، هكذا قال لنا حميدوش؟؟
لقد وجد راقي نفسه آذان صاغية أمام حلاوة حديث أنس ،فلقد كان منذ زمن بعيد يقتنع أن الصوت الصادق ولو عن تفاهات ، يجعل التفاهة حادثة مروعة، فعندما قال له مع تنهيدة:
- سنكون محظوظين لو فزنا ،الخصم ليس خطير ،ومن الممكن أن يموت المرء من أجل الفوز...هكذا تكلم حميدوش.
تخيل راقي أنه يرى حميدوش أمامه يكلمه:
" حميدوش هل تحلم بأشياء عظيمة بدلا من كرتك التافهة"
كان عليه أن يخجل من نفسه ،وهو يبدل حذاء الحقيقة ،كان مستعدا للذهاب ، لكنه جائع.نظر حوله كمن يبحث عن أحد يفسر له الأمر،فلم يتكلم ، غير أن أنس باغته :
- الآن نأكل صحن حمص عند أبو النور ونذهب لحضور المباراة.
ما الذي يريده أكثر من ذلك ،لقد أعادت العزيمة الروح المرحة لراقي ،وبدا وجهه وكأنه صبغ حديثا بالحيوية ،وليس فيه من أثر للنفور من كرة القدم ، بل على العكس بادره بسؤال جريء:
- لقد أحببت حميدوش
أنس يريد أن يوضح له أن كرة القدم فتنة واندهاش ، بل أعمق من ذلك ، فلسفة ،وكان عليه أن يفسر له ذلك ،وهو يرد :
- مالا تستطيع أن تفسره لوحدك عليك أن تبحث عن شخصية مثل حميدوش يفسره لك.
ذات مرة قال لي حميدوش يا أنس هكذا بدأ الأمر عندما صنع الإنسان كرة من الصوف لم يستطع حملها بيديه ،فركلها بقدمه ركلة قوية،دون أن يعلم ما يريد من تلك الكبة،لقد كان من الصعب على الإنسان أن يفهم ماذا فعل،لكن ما جرى ضربه مثل الصاعقة جعتله يرى أشياء لم يرها من قبل ؟؟؟؟
لم يتمكن راقي من الاحتفاظ بسؤاله في داخله،فقد حركت القصة عالمه من مرساه ،كرة صغيرة تحولت إلى أسطورة كبيرة حركت عالمه الداخلي.
- هل هذا حدث حقا
- هكذا تكلم حميدوش من الممكن أن يكون ذلك حلم أي إنسان، أن يركل شيء بقدمه .
قصة مثيرة حقا ،تبدو أنها قصة تاريخ البشرية وليست قصة كبة الصوف، مازال راقي حائرا وعيناه تلمعان دهشة:
- يعني اكتشفت كرة القدم صدفة.
هناك ثغرة في القصة،لكن أنس كان قادرا على القفز بين ما هو تسلية وما هو عبث ،وفي بعض الأحيان يشطح بخياله متجاوزا الحدود:
- لا يوجد شيء اسمه عبث أو صدفة ،هكذا قال حميدوش ، فكرة القدم كانت فكرة كامنة في مخ الإنسان ، مثلما البطيخة كامنة في البذرة ،ستظهر عندما تطلق اسم عليها.
كانا قد وصلا إلى منتصف شارع الملعب ، تبع راقي أنس إلى داخل المطعم ،وبدت عليه البهجة أنه سيأكل ،صعدا إلى الطابق الثاني ،اختار أنس طاولة تطل على الشارع ،قال راقي بنبرة تنم عن الإعجاب :
-إنه أنيق
يبدو واضحا أن أنس محنك في ارتياد المطعم ،مزاجه مازال جيدا ،وبدا بأنه من زبن المطعم.طلب من النادل صحنين حمص مع كأسين شاي ،وود لو يحدثه عن المطعم كما حدثه عن كرة القدم ،فقال له :
- كما ترى لا تستطيع أن ترى مدينة بدون مطعم
لكن النادل قدم لهم الحمص مع أرغفة خبز التنور الشهية ، أكل راقي بنهم ، تخيل أنه يقف أمام حميدوش ويكلمه ثانية:
- معلمي حميدوش زدني من فيض علمك

فؤاد حسن محمد – جبلة سوريا


( بعشقك ) بقلم / جراح بكير

( بعشقك )
صدفة كانت
ام النصيب والقدر
ياسيدة النساء
يانورا قد ظهر

يا شهدا من عسل
يا اجمل جميلات
يا ملاكا قد حضر
طرقت ابواب
القلب
بغرام منهمر
ففتحت الابواب
واشعلت في الفؤاد
لهيب مستعر
والقلب بات عاشقا
و لها قد سجد
كلمات العشق
لها تاج من ذهب
وهمسات الشوق
تحتويها بطوفان
من القبل
شعرها شلال
ينساب كموج
في بحر
يغرق فيهما
ألعاشق
وان كان بطل
عيناها بريق
تسحر النظر
يجري فيهما
السحركالسفن
في بحر
سحرتني برمشها
الخجول
اصابتني بسهم
ابتسامتها شفاء
من كل سقم
رددت اسمي
في هدو
فاسكرتني
بلا خمر
رقيقة كقطرات
الندى
في مطلع الفجر
و في شموخها
ملكة في قصر
حوراء سبحان
من خلق فصور
حبك حلم طيفه
راودني
منذ الصغر
فلا تجعليني شهيد
عشقك في الهوى
وذنبي
انني عاشق للقمر
فلتهدئي حبيبتي
فسوف تظلي
عشقي
في السر والعلن
ولاجلك اكتب
دواوين الشعر
ولاجلك احارب
الدنيا
وغدا عشقي لك
سوف ينتصر

بقلمي / جراح بكير



*لا كلام عندي ...* شعر : مصطفى الحاج حسين .إسطنبول

*لا كلام عندي ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
لا كلامَ عندي أقولُهُ لَـكِ
لقـد قلتُـهُ كلَّــهُ
وكرَّرتُـهُ عليـكِ آلافَ المراتِ
كلماتي صارت تتحرّجُ منكِ
أحرُفي انتابَهـا يَـأسٌ شديدٌ
والمعاني ذَبُلَـتْ معانيهـا
شابت لغتي في القصيدةِ
وأنـتِ لم تقرئي خفقانَ قلبي
ولم يهزُزْكِ حبّي يوماً
كأنَّ قلبَـكِ مختومٌ بالشّمعِ الأحمرِ !!
وعينَيكِ لا تبصرانِ وردي !!
كم بكت أقلامي في الليالي ؟!
وكم أحسَّت دفاتري بالمرارةِ ؟!
حتّى مصباحُ غرفتي انهارت أعصابُـهُ
وأنتِ غـافلةً عن آلامي المبرحةِ
يا ويحَ عمري يومَ تعلّقتُ بِـكِ
ظننتُكِ وردةً بلا شَـوكٍ
نسمةً مغسولةً بشهدِ النّدى
كأنّكِ وُجِدتِ لتقتليني
بلا ذنـبٍ لي
تنثرينَ التَّعاسةَ في طريقي
وتشعلينَ النّـارَ في حقولي
و تسحلينَ كلماتي
على أشـواكِ الشّوقِ
أحبـُّكِ وأعرفُ أنَّـكِ سرابٌ
بيني وبينَكِ صحارى المستحيلِ
أنتِ النّدى وأنا اليباسُ
أنتِ المَـدى وأنا كهوفُ الاختناقِ
أعطيني فرصةً لأهربَ من قلبي
وأتخلَّصَ من سُكنةِ روحي
وأغادرَ دمي بعيداً
وأتنصَّلَ من آثامِ قصائدي
وأفرَّ من هذهِ الأرضِ
وأنفذَ من أصابعِ السّمـاءِ
وأركضَ في براري العدمِ
هنـــاكَ ..
يمكنُ لي أن أستريــحَ
حيثُ أحتمي
من سطوةِ حـبِّـكِ الآسرِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول