فصول الفراديس ……………………… في كلّ خريفٍ أجمعُ شتات الدفءِ من مواقدِ المدينةِ أنفخُ بمنفاخِ الأنّةِ على جذوةِ الحارةِ الخامدةِ ، تباشرُ الغيومُ تلوينَ فضاءِ الرجاءِ بصبغةِ الرّيح الهادئة ، ليالي الغربةِ تجمعُ النجومَ حول طاولةِ التدوين وتزفُّ أثيرَ الهمساتِ بين أواسطِ الشفاه ليتلعثمَ الصمتُ عندما ينتمي الجرحُ إلى رمالِ الجفافِ ، تتشابكُ النظراتُ التي فرّقتها شراشفُ الصيفِ ومواقيتُ الهبوبِ ، آواخرُ الحنينِ يقطرُ هلامَ الليلِ على نبيذِ الترنحِ في أزقةِ الضياعِ بينما تخرجُ عن بكرةِ أبيها علاماتُ الهمِّ من مرايا الفصولِ ، أنثى الفقرِ بملابسِ النضوجِ تولدُ امرأةً تجمعُ الأنوثةَ في سلالِ سرِّها وتخرجُ من ثديّها رجولةَ الحياةِ على أرصفةِ الوقتِ المنقوعِ بشذى الهيام لتحددَ مسافاتِ المواسمِ ، شريطٌ من قيظٍ وخيطٌ من خريفٍ وإنعطافةٌ من شتاءٍ بعدما تنفخُ الروح في الصورِ أمامَ بوابةِ الفراديس… —————— عبدالزهرة خالد البصرة / ١٢-١-٢٠١٨
 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق