الهـــــــــــروب ------------------------ هربنا من كل مكان الى اي مكان لم اعرف السبب نسيت اين كنت ذاهبة لا يعنيني انتهى الكثيرون في اماكن لم يحلموا أن يروها مثل الذهاب للنوم رحت احملق في الظلمة فكرت بالنزر اليسير الذي بقي مني بعض الصور بعض الملابس اوجعني ينبغي اتوقع اكثر موجودة في شظايا مجمدة لم اتوقف عن تفحص نفسي كمن يتفحص بلسانه بعد علاج الاسنان على امل استعادة احساسي فقدت كل القصص الشخصية كونها محطمة الموت نفسه فقد قدرته على التحطيم هناك الكثير من الموتى يتجمعون واقفين ينفثون دخان سجائرهم متخلصين من خوفهم يتفرقون بدوا من خلال الدخان المتصاعد تحيط بهم كجثث خرجت من القبور ا شعر بالصفعة الخفيفة على وجوههم لم اروم طرح الاسئلة عليهم على الاطلاق لم يكن هناك وقت لطرحها فجأة اصبح لدي متسع من الوقت جعلني في غاية القلق الكثير من الوقت والقليل مني جررت نفسي عدت الى المنزل ما زلت امضغ ذلك الشعور مثل قطعة علك قديمة محاولة لاستخراج اخر ما بقي من نكهتها المنزل لم يعد المنزل الذي اعرفه كل ما بقي منه ذكريات امي بقيت امي والاخريات في الخلفية حافظن على استمرارية الحياة رتقن الثقوب لمنع الحياة من التدفق خارجا اضطلعن بها على انها مهمة يومية رجلاي تقوداني عيناي متفحصة المباني بدت كأنها تنظر الى انعكاسها في مرآة الماضي حاولت ان افرغ ذهني استمتعت بعَرقي في الظلمة اويت الى الفراش جارّة وشاح امي ورائي كانه لعبة من الفراء توّلد عندي شعور انهم اوقفوا عقارب الساعة بكامل ارادتهم حاولوا جميعا اغرائي بدخول عالمهم من اجل تأجيل مسالة الموت يحيط بهم من كل صوب شبحا مواربا الهواء نفسه ينفث رائحة الموت الكريهة انتهى بهم المطاف في المكان الخطأ ***** د.المفرجي الحسيني الهروب العراق/بغداد 3/1/2018
 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق