الأربعاء، 20 فبراير 2019

أصل الحكاية نطق - 3 - بقلم : يحيى محمد سمونة -


أصل الحكاية
نطق - 3 -
و إذن أصل حكاية "نطق" أن النطق يمثل آلية تسطير المرء لعلاقاته إذ يكون عاقلا، عليما، حرا، و مالكا لزمام نفسه.
و يتجلى نطق المرء لأمره في كلمات و سلوك و حال يكون عليها.
● مسؤولية الناطق
إن المرء إذ ينطق أمره فإنه يكون مسؤولا عن منطقه أمام خالقه - جل و علا - و يكون مسؤولا عن منطقه بين يدي مجتمعه على ما هو عليه - المجتمع - من أنظمة و عرف و تقاليد و قوانين نافذة -
أما مسؤولية الناطق لأمره أمام ربه فذلك بحكم أن الله تعالى منحه العقل و العلم و الإرادة.
و أما مسؤولية الناطق لأمره بين يدي مجتمعه فذلك بحكم أن المجتمع الذي يحيا بين جنباته قد استقر أمره على تعليمات و أعراف و تقاليد ينتظم بها حال الناس و أحوالهم ضمن نطاق وطن و دولة.
[للاستدراك: قد يكون الوطن - إضافة إلى ما عهدناه من مكان نعيش في جنباته - هو البيت الذي نسكن به و إليه، و الأسرة التي نركن إليها، و الأنظمة التي استقر أمرنا عليها]
إن الفرد الحر من الناس ما دام يملك عقلا و علما و إرادة، فإنه - و بعد تقليبه لوجهات النظر في أمر ما - تجده يحزم أمره و يشرع في تنفيذ ما استقر عليه وجدانه و يتجلى فيما هاهنا منطقه الذي يعبر عن عموم مخزونه العقلي [الذاكرة] و يعبر عن نمط تفكيره الذي قد يكون سويا أو غير سوي.
● الإرادة
الإرادة هي واحدة من أهم مقومات المنطق. و إنه من المستحيل أن تجد أصناما لديهم إرادة يحزمون بها أمرا ! و لذا قال إبراهيم الخليل عليه السلام لقومه في حجة دامغة منه: (فاسألوهم إن كانوا ينطقون )[الأنبياء63]
و كيف لتلك الأصنام أن تنطق أمرا ؟! و إنها بلا علم ولا قدرة ولا إرادة !
إن أدوات المنطق: /علم - إرادة - قدرة/
و بالمنطق كان الإنسان خليفة الله في الأرض، و ذلك بعد أن منحه ربه خصوصيات الخلافة من علم و إرادة و تدبير.
و بعونه تعالى أستدرك معكم بقية هذا الموضوع في منشوراتي القادمة
- و كتب: يحيى محمد سمونة -



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل