الخميس، 4 أغسطس 2016

حلم الوطن الضائع عند الشاعر مجيد الجميلي بقلم: سيدمحمدالياسري

حلم الوطن الضائع عند الشاعر مجيد الجميلي
بقلم: سيدمحمدالياسري

...................
بين الامل واليأس ، تأتي الكلمة تدق اجراس ، الخوف والهلع والانذار الاخير ، هكذا اختار الجميلي في قصيدته ، ليبدأ بها مؤكدا لسائل هل لديك وطن ؟ رقعة جغرافية ذلك الوطن من الألم وصوت اوجاع مترحلة من جيل لجيلٍ آخر، جيل لايملك الا بذرة النخيل التي مستمرة ما تسقط على ارض هذا الوطن الا وصارت نخلة من دون ان يرعاها فلاحا ، او يسقيها نهر، هكذا تمتد لاعمق جذر سومري يحوك منها الحصير وهكذا يأخذ الموروث عباءة جدته التي تحاك من الصوف ، ويبقى كل الوطن للطغاة ، ويظل كعباءة جدته ارث يتسابق اليه الساسة ، ليجلسوه على مائدة الوطن الكبيرة مجلس الايتام في مأدبة اللئام،
هكذا يستمر هو حافي ، والاشواك تأخذ من ثوبه خيوط النسيج ، وتحيك له جلدا مدميا ، في شتاء قارص او قيض مجمر، يقابله القصور التي تغطي شمس المغيب ، ومعابر الحياة في الشروق التي يفضفضها سعف النخيل ، في كل صباح يسمع صياح الديك ويأتي اليه الحاكم لتدافع عن الوطن سجل حروب هذا الوطن ، من اعتق نخلة وقصب وبردي الهور ، من ابعد زمن ، انه عليه هو يقاتل ، وتنطوي سنينه بالجوع لسنين القتال، وينطوي القتال بين نصر الحاكم ، او هزيمته ، او وضعه في سجل القتل والتهجير، هكذا هي حروب الحاكم ، في وطن كالعراق ، لم يفكر يوما بشعبه ، لم يفكر بان المواطن له احاسيس الترف وجمال الحياة ورقتها ، يريد ان يعيش مثلما الحاكم يعيش ، لانه بشر ، ليضع على المحك ، قيمة الوطن في مظلة الجوع ، ومرمى الاذى ، بين حاكم لايعرف من وطنه الا الترف والنعم الكثيرة ، ثم يخونه ، وبين ارث العباءة الصوف والحصير والجوع ، ويبقه على محك الضمير ، ونهاية العمر القصير الملوء اهات لاتنهي.
ساترككم مع قصيدة ( نعم نعم عندي وطن) ، التي تناولتها صفحات التواصل الاجتماعي وسرقت مرتين من حضن شاعرها ، لتعود مرة اخرى لحضن مجيد الجميلي الذي يحلم بوجود وطن يشمل كل العراقيين بعيدا عن البيع والشراء !
نعم نعم عندي وطنْ
لكنني معذبٌ فقيرْ
لاأمتلك من الوطنْ
سوى عباءة جدتي وقطعة الحصيرْ
في كوخي الصغيرْ
يستر جسمي ثوبي المهترئ
قيضاً وزمهريرْ
وحاكمي مراوغٌ وسارقٌ كبيرْ
ينامُ نوماً هانئاً في قصرهِ
على فراشِ دافئٍ وثيرْ
لايدري أني عرضة لآلة التفجيرْ
والقتل والتهجيرْ
يطلبُ مني دائماً
إني أُدافع عن ثرى هذا الوطنْ
كي لايطال قصرهُ التدميرْ
ويحصل التغييرْ
بعضُ شعاراتٍ بها يسوقني
للموت كالأسيرْ
في معتركْ خطيرْ
الى حروبٍ طاحنهْ مجهولة المصيرْ
ولايعي الحاكم اني بشر ودائم التفكيرْ
ولم أكن منحدراً من جملة الحميرْ!!
فلو أتى من يشتري هذا الوطن ويدفع الكثيرْ؟
ماذا تراني فاعلاً ياسيدي الأميرْ؟
يابرلماني وطني؟.. ياحضرة الوزيرْ ؟؟؟؟
هل ياترى الجوع فقط من يمتلك ضميرْ؟؟
---- مجيد الجميلي -- 2015/5/26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل