شغف : بقلم: نور محمد

شغف
بقلمي نور محمد 
الحت عليه لتراه , فوافق مجبرا .
لم ينم ليلته كوابيس ذلك اللقاء تطارده جافاه الكرى مزقه التفكير لم تكن مشكلته تكمن في اللقاء ,لكنها ستكون بينهما ؛ تلك الذكرى التي ماغادرته ذلك الحب أول همسة أول كلمة أول نظرة أول دمعة أول حزن أول وأخر جرح .
تلك الذكرى كانت يوما ما , ولازالت كل أشيائه كل أحبابه كل أحلامه كل خيباته . ذاهبا هو يحمل بين عينيه صورة ماض هو حاضره , وهو ما ضيع مستقبله .
غلبه النعاس ماإن دخل دهاليز الحلم حتى لاح له وجهها تتوسطه جوهرتان ؛هما سبب اللعنة التي أصابت قلبه فعاد أثما رغم طهارة مابينهما أثما سارقا قاتلا مقتولا ,فلعنة الحب داء ماعرف له دواء , وهاهو الأن يئن تحت وطأة حب فارق حياته ففارقته الحياة . حب لم تلدمثله النفوس عقيمة عند وصفه الكلمات . تمخضت فلم تلد إلا سقطا فعاش وحيدا لا أخاله .جوهرتان تلومانه بصمت بين المحجرين أقامتا مأتما وسهام الرمش منهما مضرجة بالدماء . لم يفهم ماالذي أيقظ غول الحرب فيهما كأنهما لم يخلقا إلا للقتل والدمار .
خضم عظيم بحرهما ,وهو كان ممن غرقوا محاولا الهجرة لهما فهاجر للعالم الأخر ,وقد وشم قلبه بوشم كتب عليه ممنوع الاقتراب . استيقظ من حلمه ارتدى ملابسه على عجاله ,وخرج قاصدا موعده. ماذا سيقول لمن تنتظره ؟ هل سيصارحها بأن قلبه ماعاد في مكانه ؟
فهو وطن مهجور ,وساحة حرب جفت دماء كلومها , ونهر ستظمى إن حاولت أن تروي عطشها منه . هو هيكل خاو ,ونصب مجوف تنعق في صدره رياح الفقد . أن صارحها هل ستفهم قوله ؟ هل تكون دواء لجراحه ؟
ألديها صبرعلى بذرة عشق تزرع في أرض جرداء لاشمسا في جوها ,ولا ماء.

هل تملك جبروتا يقهر حب امرأة اخرى مخلدا لايقهر ؟

تمحي ذكرى تروى من معين لاينضب .

لن يقلعها من رأسه حتى الموت تتجدد كتجدد المواسم .

تدور مع روحه في مجرة أنفاسه.

تسري مع تيار الدم ، وتفترش مسامات جسده .

أنى لها تلك القدرة ؟

آنت هذه الأفكار في رأسه كانت تدوي كجرس جنيسة تثور كحمم بركان ثائر ,وهو يسير نحو موعده معها . ماإن لاحت له من بعيد حتى أشرق بين عينيه أمل تطارده غيمة خوف . خوف وأمل غرزا إبر في فمه إبر أخاطت حباله الصوتية ؛فمنعتها من الأهتزاز حاول جاهدا رد تحيتها لكن بلا جدوى .
أطلق العنان لساقيه هربا منها ,ومن ذكرى مهما هرب منها يهرب إليها