السبت، 6 أغسطس 2016

خضر الياس : بقلم : كفاء محمد الدجيلي

خضر الياس
هناك طقوس ومورثات لازالت نتوارثها جيل بعد جيل .. لأن لها قيمة أنسانية وأجتماعية مؤثرة جدا في نفوسنا .. ومنها الخاصة بنذورات العبد الصالح ( الخضر عليه السلام ) حيث تقوم النسوة بالتقرب لله وأيفاء نذورها ببركة هذا العبد الصالح ( الخضر ) بأيقاد الشموع ووضعها فوق الماء الجاري من الانهر القريبة من مقام ( الخضر ) عليه السلام ..
( والخضر ) وحسب رواية الإمام جعفر الصادق عليه السلام كان نبيا مرسلا ، بعثه الله تبارك وتعالى الى قومه فدعاهم الى توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه ، وكان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء ، إلا أزهرت وأخضرت .. وبذلك سمي بالخضر ..
وأسمه ( تاليا بن مالك بن عابر أرفشخذ بن سام بن نوح ) عليهم وعلى جميع الأنبياء السلام ..
أحبائي .. إن الكثير من المؤمنين به ومن ديانات شتى من المسلمون والمسيح واليهود والصابئة والأزيدية .. يلجأون اليه وقت الشدائد والضيق .. ويلبي دعواتهم في الحضور دون رؤياه .. وحسب ما يروون ، وبذلك لقب ( بحي الدارين ) حياة الدنيا والآخرة .
وتنتشر مقاماته في أغلب دول العالم وقرب الانهر والبحار . وفي العراق يوجد في في أماكن متعددة منها في بغداد من جهة الكرخ وفي مسجد الكوفة والأسكندرية جنوب بغداد وبابل في مدينة الحلة وشرق المدحتية .. وحقيقة أن مقاماته منتشرة في جميع مدن العراق .
أما الطقوس المتعارف عليها عند العراقيين فهي ، بأن تقوم نسوة بأيقاد الشموع ومعها الآس والجوري والقداح ووضعها في صينية وتتقدم بطلب أمنية إما بالذرية أو بالحصول على عريس ( حلو وأنيق وجيبة مليان وحباب ) .. ولكن في الحقبة القديمة كان يقوم بيت من البيوتات بأفراغ غرفة نظيفة وخاصة بالخضر ، حيث يوضع فيها صينية شمع وحلوى وكميات من الرز والسكر وفرش سجادة للصلاة وكتاب الله ( القرآن ) وأبريق من الماء و ( سلبجة ) للوضوء وباكورة .. وتترك حتى الصباح .. بعدها وهذا ما روته لي والدتي بأن يقوم أصحاب البيت صباحا بفتح باب الغرفة ليجدوا ان سجادة الصلاة قد لمت وكف يد الخضر عليه السلام مطبوعة بالسكر والباكورة وضعت وسط الرز .. بعدها يستبشر أهلها خيرا بذلك وبعلامة وجود الخضر بهذا المكان .. فيقومون بطبخ الأرز مع السكر وعمل حلاوة ( الزردة والحليب ) وتوزيعها على جميع الأهل والأحبة والجيران والأقارب .
وقد خص الشاعر عريان السيد خلف هذا المقام الجميل ب :
كل خطوة منية والصوايح صوت ما بين القفل والباب
أكعد بالشريعة أكبال خضر الياس وأشعلهن أسنينك
بلحن الغياب
بلجن بالجذب يندك عليك الباب
والله الحزن واهس
والصدك جذاب ..
أرجوا ان أكون قد عدت اليكم بأمنيات جميلة محققة ، أو في طريقها الى التحقق يم ( خضر الياس ) بأذن الله .. دمتم بخير وعافية ..... أحبكم في الله .
كفاء محمد الدجيلي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل