الخميس، 25 أغسطس 2016

الخيطُ الأبيض : سعدي عبد الكريم

الخيطُ الأبيض
سعدي عبد الكريم
ظلُّ ضحكة مرسومة 
على الشفاه
كأنها التواء
والخيبة طافحة على الوجوه
كأنها انتشاء
والروح محمَّلة
بالحزن على وطن لوثه السخام
ودمعة عصيّة
تأبى الهبوط من المآقي
لأنها توغلت في أزمنة الشتات
وابتعدت عن مواطن الثبات
وانبلاج الخيط الأبيض
.. أخرج خالي الوفاض
من هذه المعمعة ْ !
في كل ليلة
أسامرُ مليون نجمة
أصارعُ مليون غصة
استذكرُ وجوه النساء
اللاتي دخلن الى القلب
بغتة !
ثم خرجن منه منتشيات
حالمات ...!
وأنسى مليون اسم
طـُبِعَ في الذاكرة سهواً
.. الفناء خالٍ من الورد
والشرفات مطعونة بالترقب
وأنا من ألف نيف
أبحر بلا أشرعة
.. زنبقة تجهش بالبكاء
على عطرها
الذي لاشاه غبار الحرب
والنخل بلا فسائل
تتواتر الفخاخ العالقة في الجسد
.. أكذوبة كبرى هذا الوطن
المحتل !
أصابع مرتعشة
تداعب المسبحة
والخيبات منوال
والحروب سجال
وأنا .. ما زلت
ابحث عن وطن
من الخيط الأبيض
حتى آخر النهار !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل