الخميس، 25 أغسطس 2016

تقسيم ق ق ج : بقلم ناصر الحجي

تقسيم
ق ق ج 

ظاهرة غريبة في بلادي، أنتفخت بطون الرجال كما تنتفخ بطون النساء الحبالى ،شعر الناس بالقلق من أنقلاب الموازين، أستوجب الأمر أطباء مهرة في أختصاصاتهم لكشف هذه الظاهرة وأسبابها ،هناك تخوف من أن يكون مرضا خطيرا، أنتشر بسرعة بين الرجال ،كل الرجال أخذوا يعانون من هذه الظاهرة ، هناك شيء ما يشبه الى حد ما أجنة النساء في بطونهم ،لم تظهر على المرضى علامات التوحم أو تغير في الهرمونات، أو أفرازات الغدد الصماء ، ما عدا هذا الانتفاخ ، انتشرت في البلاد الأشاعات، هناك من أوعز الأمر الى الفساد فأموال السحت خنثى تخصب نفسها بنفسها، أما اﻵخرون فقالوا إنه غضب الرب ، هو من سلط علينا هذه الأشياء الغريبة ، فقد تركنا عبادة الرب وقدسنا ما دونه ،من سلم من هذه الظاهرة طالب بقتل هولاء لكن ما إن بدا على أحد القديسين صمت ولاذ بعيدا ،مرت عدة أيام وعمليات الفحص مستمرة ،لم يصل الاطباء الى معرفة الظاهرة ،استنجدت الحكومة بأطباء من خارج البلاد، بل أستدعى بناء مستشفى خاص يعنى بولادة الرجال ،وإنشاء دائرة خاصة لتلك المواليد إن حصلت ،أتخذت الموافقات الرسمية السريعة لبناء المشفى بأيادي صينية بارعة وتم أكمال العمل وتسليم الموقع في فترة قياسية، ثلاثون يوما واكتمل المشفى بطوابقه الست ،أربعون يوما وتم تجهيزة بالعدة والعدد ،تقاطر الرجال عليه زرافات.. زرافات ،كل منهم يضع يده تحت بطنه آلا يسقط ما يحمل في داخله، من خلال أجهزة السونار بدا هذا الشي كجنين ، أضاف الأطباء في تقاريرهم جنين يحمل علامات انثوية ،وما بقي إلا معرفة ساعة الطلق ،وتسجيل أسماء الأجنة ، ولمواجهة أسوء الاحتمالات تم تجهيز المشفى بعدة أسرة للمواليد الخدج ..حضرت الصحافة ووسائل الأعلام كلها وحتى مواقع التواصل الاجتماعي من فيس وتويتر وغيره ، المكان يعج بالكاميرات وأضوية الفلاش ،السوآل الوحيد المطروح على الحبالى ماذا ستسمون أجنتكم ..؟ أحدهم قال کارثة ،والآخر بلوة ،والثالث مصيبة ،والرابع طرگاعه ، والخامس دهر، والسادس فلك ،والسابع طائفية وووووووووووووووو ووووالآخير تقسيم ...
============
بقلم ناصر الحجي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل