الخميس، 4 أغسطس 2016

شاعربلاديوان‬ : تشطير قصيدة 2016-8-5

وتأبىْ القريحـةُ إلاَّ أنْ تراهـِنَ علىْ خـوضِ غـِمـارِ كلِّ صـَعـبٍ / وهـلْ أصعـَبُ مـنْ تشطيرِ قصيدةِ الفارسِ الهمـامِ " أبو فراس الحمداني" ( أراكَ عصيَّ الـدَّمعِ / على بحر الطويل) والتي ذاعَ صيتُهـا حينَ أنشدتْها كوكبُ الـشرقِ " أم كلثوم " رغمَ صعوبةِ مفرداتها وأجوائها على مفهومنا المعاصر / فشرِّفوني أيها الأصدقاء والصديقات بقراءتها / وضعوا في اعتباركم الفارقَ الشاسعَ بينَ العملاق أبي فراس الحمداني والعبد الفقير فارس العبيدي( فلا تقسوا عليَّ بحكمكم ): ــ
( أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتُكَ الصبرُ )
تُداريْ جـوىْ قلــْبٍ أناخَ بـِهِ الـقهـْرُ
كـأنَّكَ مـشْـبوبُ الـفؤادِ مـُلـَوَّعٌ
( أمـا للـهـوىْ نهـيٌ عليكَ ولا أمـْرُ )
---
( نعـمْ أناْ مـُشـتاقٌ وعـنديَ لـوعـةٌ )
ولـولا اصْطباريْ كادَ يفضـحـُنيْ الـجـَهـْرُ
وكـمْ ضـاقَ صـَدريْ كالـمـصـابِ بعـلــَّةٍ
( ولـكِــنَّ مــِثـلـِـيْ لا يُـذاعُ لـَهُ سـِـرُّ )
---
( إذا الليلُ أضوانيْ، بسطـْتُ يدَ الهوىْ )
وسـاءلـتُـهُ عـنْ حـالـِـهِ لـَوْ جـَفـا الـبَـدْرُ
فبَدْريْ جـفـانيْ مـا احـْتمـَلـتُ فراقـَهُ
( وأذللـْتُ دمـعـًا مـنْ خـلائقهِ الـكِـبْرُ )
---
( تكادُ تضـيءُ النارُ بينَ جـوانحـيْ )
ويُحـرقُ أحـشـائيْ بـِلـَسـْعـَتِهِ الـجـَمـْرُ
فأُخـفيْ لـظـاهـا عـنْ عـيونِ عـواذلـيْ
( اذا هيَ أذكتْهـا الصبابةُ والفِكـْرُ )
---
( مُعـلـِّلـَتيْ بالـوصـلِ ، والـمـوتُ دونَهُ )
وأيَّ حـياةٍ بعـدَهـا يحـمــِلُ الـفـَجـْرُ
لـقدْ صَـدِيَتْ روحـيْ وتاقـَتْ لـِقـَطـرةٍ
( اذا مـتُّ ظـمـآنًا فـلا نزلَ الـقَطـْرُ )
---
( وفَـيْتُ، وفيْ بعضِ الـوفاءِ مـذلـةٌ )
وحـاشـايَ مـنْ ذلٍّ وإنْ شـفَّنـيْ الـسِّـحـرُ
تمـادتْ، فقالَ الـقلـبُ : ويحـَكَ بـِعتَنـيْ
( لـفاتنةٍ فيْ الـحـيِّ شيمـتُهـا الـغدْرُ )
---
( تُسـائـلـُنيْ: مـَنْ أنتَ، وهـْيَ عـلـيمـةٌ )
بسِـرِّيْ وإِعـلانـيْ، ومـا طبعيَ الـمـَكـْرُ
وأوضحُ مـنْ شمسِ الـنَّهـارِ صـبـابتـيْ
( وهـل بفتًى مثليْ على حـالـهِ نُكـرُ )
---
( فقلـتُ كما شاءتْ وشاء لهـا الهوىْ )
أناْ مـُغـرَمٌ ، أودىْ بـِهِ الـقَـيْدُ والأسـْـرُ
ألـمْ تعـلـَمـيْ مـنْ قبـلِ سـُؤْلـِكِ أنَّنـيْ
( قتيلـُكِ ، قالت : أيُهُـمْ فهُمُ كُـثـْرُ )
---
( وقَـلــَّبتُ أمـريْ لا أرىْ لــِيَ راحـَـةً )
وكيفَ تُـرىْ يرتاحُ عـاشقُهـا الغـِرُّ
وكنتُ أظـنُّ الـحـُبَّ يخـبوْ، ومـا خـَبا
( إذا الـبينُ أنسانيْ ألحَّ بىَ الهجـرُ )
---
( وقالت : لقد أزرىْ بك َالـدهـرُ بَعدَنا )
فقـلت لـهـا: أزرىْ بنـا قلـبُكِ الــصـَّخـْرُ
وقالـتْ : بـلِ الـدَّهـرُ الـمـُلامُ ومـا أنـا
( فقلـتُ : معـاذَ اللهِ بلْ أنتِ لا الدَّهـْرُ )
--- 

مشبوبٌ: محترقٌ ، متَّقدٌ
أضواني : أضعفني ، أوهننيْ
الـغـِرُّ : الذي يسهـُلُ خِداعـه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Text Widget

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تحميل