الأربعاء، 20 فبراير 2019

متى … يا أبي؟ — عبدالزهرة خالد البصرة /١٩-٢-٢٠١٩


متى … يا أبي؟
—————

ما زالتْ صورتكَ
يؤطّرها حبُّ الوطن
معلّقةً على جدرانِ عمري

أراها دائما خلفَ زجاجِ الاعتناقِ …
تكاثرَ المدادُ فوقَ المناضد
بشكلٍ لا تتحمّلهُ أفكاري
ولا يستوعبهُ القلم
أنحتُ من البحر
مرابطَ لخيولِ المقترحات
وأصفّفُ الصّخورَ جسرا لزفراتي
أنا … أنا العابرُ إليكَ أبي زحفا بلا أقدام
ولو توارتْ عن السّيقانِ الشّوارعُ
هلّا أقنعت صمتي
ألّا يثورَ بوجهِ سفنِ المحن
كلانا سواسيةً نعتلي
وسائدَ الموجِ إلى ساحةِ المشتري
أنتَ قبلي بأعوامٍ بلا ذراعين
جاوزتَ الزّمنَ ودفنتَ الحوادثَ تحتَ أكياسِ المؤن
وتهالكتِ العقاربُ من الحيطان
لم أستطعْ أبدا الوصولَ إليكَ
لزحمةِ الأرواحِ بين القبورِ وطوابيرِ العظام
ثمَّ الطّرقاتُ تنزفُ رصاصاتٍ من أعماقِ الجروح…
كلّما تغمضُ عيناي
بدليلِ الأحلامِ، أتذكّر شقاءكَ أبتِ
يضيقُ صدري
بعينِ المغيب
وأنتَ لي تجمعُ اللّيلَ والنّهار
في بوتقةِ الأقمار
كي يديمَ ظلُّكَ حياتي
بين النّدى والشموس
ومغاراتِ العمرِ الفائت
اليومَ عاندتُ الموت
لكن أحتاجُ إلى فمٍ
أوسعَ من فمِي
لأصرخ بأعلى عقلي…
متى يسدلُ السّتار على مسرحيةِ الحياة
بعدكَ يا أبي متى يندملُ جرحُ الوطن ؟

————————
عبدالزهرة خالد
البصرة /١٩-٢-٢٠١٩


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق