الاثنين، 3 سبتمبر 2018

الوصاية —عبدالزهرة خالد البصرة / ٣-٩-٢٠١٨


الوصاية
———

أحتاجُ إلى قدرٍ كافٍ من الوهم
لأُتمَّ واقعيّتي
مذ لفظني الحبلُ السّري

المخضّبُ بدمي ، يا …
ليتني كنتُ هناك
في ظلمةٍ ولا أبكي
كي أفوزَ بقمرٍ لن يخسف أبدا …
سقطتْ ولادتي من هويّةِ التّراب
كما سقطَ مسقطُ رأسي
من جذعِ المخاضِ
في جزرِ الماضي النّائية ،
باءتْ بالشّلل
محاولاتُ الولاية
في إحصاءِ اسمي
من بين ولاداتٍ طبيعيّة
فوقَ سواحلِ روحٍ
تعوّدتْ التّكاثرَ بالتشظّي .
أنا وعمري
نعلمُ أنّ خدّي على النّهر
والباقي منّي يعاشرُ الضّفاف
التي ترتدي عفّةَ الرّمال
قد بانَ أثرُ المارّين على ظهري .
عيونُ الشّباك ببراءةٍ
تخوضُ تجربةً أخرى
قبل معرفةِ الأعماق
التي تتنفّسُ الوقتَ
بخياشيمِ الضنك ،
ساورني البوح
ذات لحظةٍ لا إراديّة
دون يقينِ طينٍ في نفسي
أتردّدُ مثلَ أجنحةِ الغروب
خلفَ أفقِ الحكاية
وطراوةِ اللّيل ،
تضاريسُ الشّهوة
تنثني إلى ناصيةِ البعد
وجبايةِ وقاري
كخجلِ المرجانِ المتخفّي
بين منحنياتِ الموج
واحمرارهُ تتلقّفهُ قممُ الخواتمِ بأبخسِ الأثمان .
تجاويفُ قلبي
تفضحُ نبضي
تنادي العشقَ سرًّا
تحت أقسى ظروفِ الصّمت
الذي يحملُ نُونَ النّسوة
باحثًا عن شروقٍ آثم
على أقلِّ قدرٍ من الهمس
لأنّه يحبُّ الثّغرَ الصّافن
بوجهِ هبوبِ المشيب
على الخافقِ الفتيّ ،
اتّضحَ عندَ أمّي
تمّ عقدَ الوصايةِ على حسّي…

……………………………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٣-٩-٢٠١٨


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق