الأحد، 2 سبتمبر 2018

مقال خطوة رائدة ▪ ٩ ▪ - و كتب: يحيى محمد سمونة -


مقال
خطوة رائدة
 ٩ 
كنت قد حدثتكم عن الدور اللا أخلاقي للإعلام في حياتنا المعاصرة
و اﻵن أسوق لكم دليلا على صحة ما قد ذهبت إليه.
منذ يومين تصدرت نشرة الأخبار في إحدى الفضائيات - ذات الشهرة الواسعة! - تقريرا، مفاده: أن النزاع العسكري بين دولتين عربيتين أدى إلى قيام بعض رجال أطراف النزاع بممارسات شذوذية و لا أخلاقية بحق معتقليهم أو أسراهم و كان بعض ذلك على مسمع و مرأى من ذويهم!
طبعا فإن التقرير صيغ بطريقة طائفية تثير في النفس حقدا إلى درجة الإقياء.
و كانت قد طفحت في رأسي - جراء سماعي للتقرير - عدة أسئلة أحببت أن أنقلها لكم - قرائي اﻷعزاء - عسانا نصل معا بعدها إلى طريقة سوية في التفكير حول دور اﻹعلام في إثارة النعرات و في توليد الحقد بين طوائف و مذاهب و أديان الأمة الواحدة، بل: في المجتمع الواحد.
الأسئلة التي دارت في رأسي بعد سماع التقرير هي:
1 - و أنا جالس في مكاني، كيف لي أن أصادق على مضمون التقرير ؟ إذ ربما كان مزورا ! أو على أقل تقدير ربما كان مبالغا فيه و في طريقة عرضه و وصفه!
2 - ما بال الفضائية تلك تصطاد بالماء العكر و تبث تقاريرا من هذا القبيل بغية إثارة حفائظ الناس ؟! إن هكذا تقارير تكرس لمجتمع غير سوي نفسيا و خلقيا
3 - من المقولات المتداولة بين الناس، قولهم: ما أغاظك سوى الذي بلغك.
بمعنى أن مسألة اختيار نوع الخبر و تبليغه، فهذه ليست عفوية! بل يراد منها ما يراد [ أي هنالك انتقائية سلبية لنمط الخبر الذي يجب أن يبث! ]
4 - الملامح الخفية في التقرير: أ - التكريس لفكرة الشذوذ في المجتمعات العربية
ب - تعميق النظرة الطائفية المقيتة.
ج - زرع الشك بدين و معتقد اﻹنسان العربي على أن القيم التي يدعي التمسك بها ليست ذات فاعلية و أن دعاة الفكر الديني يدعون لقيم غير قابلة للتطبيق
[ لعل الذي يوافق على ماورد في نص التقرير يتجاهل أن نسبة الذين ورد ذكرهم في التقرير - في حال وجودهم لا يشكلون واحد بالألف من قوام المجتمع العربي، فيما لا تزال البقية الباقية التي تحافظ على أخلاق كريمة فهذه لا يلحظها الإعلام و لا شأن له بها !!]
- و كتب: يحيى محمد سمونة -


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق