نغني أغانينا بحوافر ،الخيل. بالسيف والرمح، تنقش أسماء على أحجاري. بالسحب، بالبرق شرايين سمائي. ماء العيون، مياه أنهاري.
أمي، كَبرتُ؟ أين خبزي! لعبتي! الزهرة الوردية في حديقة أيامي. جميلة هي الحياة، حين تنحدر، شمساً ومطراً. أمشي في أيام المحنة، مرفوع الهامة . أفزع إلى ظلمة لا تهطل فيها القذائف والرصاص، لا يذوق الأعداء طعم موتي، لا يتقاسمون معي حقلي وبذاري . كنت قوياً. تمدنا بالخبز في أيام لا نملك فيها الخبز. تمدنا بالشجاعة حين يلبسنا الخوف. كنت قدحاً وكتاباً في انتظاري. كنت بطلاً، حين قطعوا عنا الخبز. وقيدوا أيامنا الحلوة المليئة بالمسرات. لطخوا أيادينا بالدماء. والسماء بالسل. لم نمت، ولم تزهق الأرواح. نحب الشعر، نحب الفرح. نحبك .
حجزوا دجلة. ويبسّوا الفرات. اغتسلنا وغسلنا الأواني، والأسمال، وأعددنا الشاي بمياه الآبار والأمطار.
و جارتنا، ثلاثة أيام جاعت، لم تر الحليب. سرقوا منا الخبز، الفرح وحليب أطفالي.
سنوات مرت، وتمر، وأنتم تمنحون الأعداء خبز حقولي. مدن مدمرة محترقة نار مشتعلة في قواربي. تساقطت على الجيوش حمم ، قلبي وذراعي.
أمي العزيزة. إذا كان هكذا حليبك الذي رضعته مدفوناً بأحزاني. لا تجزعي، لا تخافي، امسحي شلالات الدمع، سأعود مع جبالي ورياحي. أمسح الدمع، وألمس ذراعك وأضمد مع الفجر كل الجراح. الحماس في صدري والمحبة تمتد إلى ما لا نهاية.
*****
د.المفرجي الحسيني
مراثي
العراق/بغداد
23/10/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق