الخميس، 8 ديسمبر 2016

جذور ثقافية "سيرة ذاتية" كتبها: يحيى محمد سمونة

12 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
كتبها: يحيى محمد سمونة
عندما أطاح المنبر التربوي بشخصيتي!
[بداية: أقصد بالمنبر التربوي أولئك الأشخاص الذين يقومون بدور الموجه لسلوك الأفراد في المجتمع الواحد و في الأسرة الواحدة سواء من أم و أب و معلم و إداري في تنمية المواردالبشرية]
على صعيد حياتي العملية لم تكن أموري على مايرام فكم من كبوة كبوت! و كم من صفعة تلقيتها جراء بلادتي و انطواءيتي و ترددي في مواجهة مشكلاتي. و ما ذاك سوى نتيجة حتمية للتوجيه التربوي الذي تلقيته و ترك بصمته على سلوكي و طريقتي في الحياة!
لعل عوامل تربوية عديدة جدا ساهمت في تقزيم شخصيتي حتى لكأنني نبتة لم تنل كفايتها من شروط النمو فكانت شبه ضامرة و كذلك هي حالي!
ذات يوم تلقيت صفعة على وجهي من مدرب الفتوة [ملازم أول] لست أنساها أبدا ما حييت، سببها قزامة شخصيتي و قلة حيلتي! و قصة ذلك أنني كنت ضمن معسكر للفتوة تقييمه مديريات التربية في محافظات القطر لطلبة الصف العاشر [أول ثانوي] عند نهاية عامهم الدراسي حيث يخضع الطلبة خلال المعسكر لبرامج الغاية منها ضبط و توجيه نشاطهم من جهة و كي لا تتلقفهم أياد مشبوهة تحيد بهم عن جادة الصواب من جهة ثانية ـ ذلك بحسب تعليمات القائمين على توجيه النشاط الشبابي أو ربما كانت تلك تعليمات القيادة السياسية آنذاك ـ
و كانت إدارة المعسكر بحكم كونها من منتسبي القوات المسلحة تمارس دورها بحق أولئك الفتية وفق مقتضيات النظام العسكري الذي يختلف كليا عن النظام المدني الذي تتصف به الجهات التربوية عموما، فالنظام العسكري حيثما كان يتصف بغلظة و جلافة و شدة غالبا ما تترك أثرا سلبيا مقيتا في نفوس المرؤسيين بل تقتل فيهم روح الانفتاح و النشاط و الإبداع و ذلك بخلاف النظام المدني الذي يحفز على النشاط و العطاء و الإبداع ـ حالة كونه يسير وفق منهج ثقافي راق و متطور ـ
قضت إدارة المعسكر يوما أن نتوجه معشر الطلبة إلى قلعة حلب كي نقوم بترحيل الأنقاض المتراكمة في بعض أماكنها
و فيما كنت و بقية رفاقي نصعد درج القلعة إذ أشار إلي أحد الضباط و طلب مني أن أتوجه مع سائق الشاحنة التي كانت تقلنا نحو القلعة كي أحمل معه بعض الطعام الذي تم إحضاره للسادة الضباط، و صادف ذلك أن تأخرت عن الإجتماع الصباحي مما جعلني في عداد المتخلفين عن الحضور في سجل التفقد! و هذا حتما يستلزم العقاب الذي تقدر حجمه إدارة المعسكر
يحيى محمد سمونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق