الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

الحائط الطيني : بقلم ناصر الحجي

الحائط الطيني
تعالي يا شريفة ،نلعب لعبة الطفولة , كثرما لعبناها انا واياك خفية , عروسة وعريس, هل تتذكرينها؟ , عند الحائط الطيني , لماذا هذا الاصرار على الرفض؟, انا اريد ان العبها واياك امام الملأ , قبل ان ينهي الغريب كلامه , أغلقت هاتفها الجوال بوجهه , وقالت لنفسها ,ناس ما تستحي , اخذت تتساءل ,من هذا ,؟ للمرة الثانية وهو يتصل , لا اتذكر اني كنت العب مع احد الصبيان , صديقتي الوحيدة هي وداد , كنت انا واياها فقط نلعب هذه اللعبة بعرائسنا , كانت ،لديها العريس ،وانا لدي العروسة , نبني بيوتا من تراب الطريق , لينام فيها العريسان ،امي كانت تراقبنا من النافذة بين الحين والاخر , نحن تحت انظارها , اراها وصابون الاواني في يديها وهي تقول شريفة لا تبتعدي , لم افارق ظل الحائط وقبل ان تنتصب الشمس في كبد السماء ،تناديني للغداء ,هل يعقل ان يكون!! ان يكون الحائط الطيني قد باح باسرارنا، ربما ،فهو الوحيد الذي يتنصت لحديثنا , ربما - لا استبعد ذلك , التجاويف والشقوق التي نخرت جسده نتيجة هول الايام التي مرت به خلال تاريخ وجوده ،جعلت من السهولة ان يخبأ داخلها من يتنصت لحديثنا , احدى الجارات روت لامي انه كان وقبل ان ننزل وراءه, جزءا من دار كبيرة لاحد المعروفين , هدموا كل جدران الدار الا هو , الايدي شلت عنده والمعاول تكسرت عليه , والهادمون خنقهم التراب , قالو عنه انه ملك لجن صالح , ومنذاك الحين لم يقترب منه احد, حتى انا وصديقتي هجرناه الى حائط آخر خوفا ، كلمة الجن لوحدها تبعث الخوف فينا, ربما هو من كلمني بامر اللعبة , تمشت اليه بخوف واقتربت من تلك الشقوق واخذت تبحث فيها عن شيء يثبت شكوكها , لم تجد سوى فضلات الجرذان وروائح برازالقطط التي تتبرز قربه وتدفن برازها ,ارتأت أن تفعل شيئا, جلست بجنبه واسندت ظهرها عليه ثم اخذت تتكلم , وداد تعالي ياصديقتي العزيزة تعالي نلعب لعبة الطفولة , لازلت محتفظة بالعروسة ، هل ما زال العريس لديك؟ , ثم عادت الى بيتها , عند منتصف الليل اتصل بها الغريب , الو شريفة ما زلت تصرين على الرفض, اليوم انا واياك جلسنا سوية , دعينا نلعبها امام الناس وليس في السر , صرخت با على صوتها من انت , انا ؟ ساقول بشرط , ما هو ؟ تعالي الى الحائط واسندي ظهرك عليه , ستشعرين بلذة عارمة , كما هي لذة الاحتلام ,تدفعك للالتصاق اكثر واكثر بالحائط , اذا فعلت هذا ساقول من انا , وافقت على امل الخلاص من تحرشاته ,بعد شهر وعشرة ايام من هذا التاريخ شعرت بتوعك ،ذهبت الى الطبيب لمعاينتها ،صدمت لقوله لها :مبروك ابنتي انها اعراض الحمل , كيف ولم يمسسها احد ؟ ,انه يوم نحسها ،اخبرت امها بالموضوع , واقترحت عليها ان تسقط الجنين , لكن الاطباء رفضوا , جربت طرق العرافات ، لم تنفع باسقاط الجنين، كبر بطنها بسرعة ،وعلم اخوتها بالخبر ,انه العار ، من ؟ لا تعلم ، فهي لا تزال باكر ، قرر اخوتها غسل العار، وغسل العارقتلها , خنعت للامر, اشترطت عليهم ان يقتلوها عند الحائط ويدفنوها تحته، كان ظهرها حين ذاك على الحائط ، شعرت بان هناك شيئا يحتضنها ،يضمها اليه ،اغمضت عينيها ،انطلق الرصاص ليخترق جسدها ويستقر في الحائط ، اهتز الحائط تحت وابل الرصاص ، لم يهتز لعوامل الزمن ،اليوم اهتز وهوى فوقها ،كحبيبين احتضنا بعضهما .
         بقلم : ناصر الحجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق