الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

قصة قصيرة "رشا" : رشيدة محداد

قصة قصيرة
"رشا"
همس لها متسائلا :
- من كان يهتم بك ..بغيابي..
-الكتابة!
-هنيئا لها..!
استطرد متسائلا:
-من فيكما كانت تدلل الأخرى ..؟ كنت أمها ؟..ام كانت أمك..!
-بالتأكيد هي..الكتابة..! دللتني كثيرا ..كانت أمي ! كنت أصرخ من حمى الأرض،فتمرر على جبيني منشفة حروف باردة..تضم آهاتي لصدرها..فأتماثل للشفاء !
تنهدت ثم استأنفت الحديث:
كانت لدي صديقة إسمها "رباب" تعارفنا بنادي الرياضة، وتطورت صداقتنا فأصبحت تتردد على بيتي ،نتسامر ليلا ..ونزاول رياضة المشي صباحا..ونشرب الشاي بفناء البيت مساء...نمرح كثيرا..ونثرثر كثيرا..!
كانت تعدني اننا لن نفترق..لم أكن بحاجة إلى كتاب،ولا موسيقى،لم أكن بحاجة إلى السفر..فبقصصها كان يلذ الترحال ..ويحلو النغم !
استفقت يوما على صدمة غيابها !
أتعلم..لقد اكتشفت أنها مساعدة اجتماعية واخصائية نفسية ..خصصت بأجندتها أسبوعان لي..وآخر لغيري ! هي كانت تؤدي واجبها ..وانتهى عملها..بظرف أسبوعين !
كتبت لها كثيرا،وثرثرت طويلا ...فلم تجبني..!
لم تكن تسمعني،ولم يكن لديها وقت لتحتويني وتفاهاتي ومهاثراتي..وكانني سمعت إصفاق الباب بوجهي حين تركت لها رسالة بهاتفها،ولم تجبني...قد تكون مشغولة،قد تكون نائمة..قد................
من يومها..وانا أقتني الكتب..أقرؤها وأحتفظ بها بخزانتي..وأكتب..أكتب كثيرا...! وأثرثر كالعجوز بين السطور يا صاح ...
رفعت "رشا" رأسها باتجاه مخاطبها ،لتصطدم بظلها ، يقلدها بحائط الغرفة الصامتة !
استغفرت الله وتناولت منديلا ورقيا من العلبة،ومسحت العرق المتصبب من جبينها...ثم اختفت تحت اللحاف..وبكت كثيرا...... كثيرا .....!
هي تحب الثرثرة..حتى بالبكاء !
انتهى .
رشيدة محداد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق