*** النّهر ُ( سيرة ُحضارة ٍ) *** شعر / عبد الله عبّاس خضيّر

*** النّهر ُ( سيرة ُحضارة ٍ) ***

شعر / عبد الله عبّاس خضيّر

تعبر ُفيه ِ المسلات ُ
واﻵلهة ْ
ترسل ُ الرّيح َ
أو
تعلن ُالحرب َ
يرتج ّ صوت ُ المعابد ِ
ترتيلة ُالخصب ِ
أنشودة ُالفرح ِ الحزن ِ
والمرأة ُالثدي ُ
والمرأة ُالفرج ُ
والثور ُ
يلبس ُ أجنحة َالطير ِ
تصير ُ اﻷهلّة ُفيه ِ زوارق َ
وجه ُالسماء ِ النظيف ُ بحرا ً...
وتبتديء ُ
الخطوة ُالجذر ُ
يبتديء ُ
الجدل ُ السومري ّ ُ
ويصّاعد ُ النّهر ُ
في فُرُجات ِ الزمان ْ ...

عدي ّ ٌ
يسافر ُ في غيمة ٍ
والصّبا
ومُنث ّ ٌدائم ُالودق ِ
يمسح ُ أطلال َ راحلة ٍ
والكؤوس ُ معتّقة ٌ
والمنايا
تقص ّ ُ الشّفاه َ
الرّمال ُ
كما النّهر ِ
والشّعر ُ
حبل ٌ إلى النّبع ِ
والعيش ُ
كنز ٌيخاتله ُالموت ُ
والسّيف ُ
والرّمح ُ
شوق ٌ وتعويذة ٌللنّهار ْ ...

يحبل ُ الغار ُ
قريش ٌ
قد احتشدت ْ فيه ِ
تعتصر ُ اﻵن َ حكمتَها
الفقراء ُ
مواكب ُعرس ٍ
وفتح ٍ ﻹدلاجة ِ الليل ِ
والبدوي ّ ُ
رسالة ُ بكر ٍ ووائل َ
للعرب ِ القادمين َ مع النّهر ِ
ينكسر ُ السّور ُ
والنّبع ُ يفتح ُ أبوابَه ُ
طارق ٌ
نخلة ٌ تعبُر ُالبحر َ
جنيد ٌ
يجاهد ُخرقتَه ُ
رأسُه ُ راحل ٌ في الكُشوفات ِ
أعمى المعرّة ِ
يُدلج ُ بين المجاهيل ِ
يرضع ُ
من حَلمة ِ الثّمر ِ الحُلو ِوالمرّ ِ
يصّاعد ُالنّهر ُ
عبقر ُ
باحت ْ بأسرارِها ...

يغلق ُ النّبع ُأبوابَه ُ
والكشوفات ُ
صنو ُ الجريمة ِ
ينكمش ُ النّهر ُ
ضفدعة ٌ
في ثياب ِ اﻷمير ِ
وقرد ٌ
يقاضي الرّعية َ
يمتهن ُ القمع َوالمنع َ
خيل ُ الفتوحات ِ
عافت ْ أعنّتَها
تفرح ُ اﻵن َبالعربات ِ
ينكفيء ُ النّبع ُ
والبذر ُ
في رحِم ِ اﻷرض ِ
يغلي ...