|
( ( ( بيْنَ غرناطةَ و غزَّةَ ) ) )
مـَنْ ليْ بذاتِ الخـالِ حينَ تَرودُ بمَعِيـَّةِ الأتـرابِ و هـيَ تَمـيــدُ --- إنْ مَـرَّ رَكْـبُ رِحالِهـا بدِيارِنا يَنْسَلُّ منهُ أَريجُهــا المنشودُ --- و يُلطِّفُ الأجواءَ ، يَشـرحُ صدرَنا كنَسيمِ رَوضٍ عطَّـرَتـْـهُ ورودُ --- أ وَتُسعِـدُ العبْدَ المُتَيَّمَ نظرةٌ مـنْ طرْفِهـا في غفلـةٍ ، و تَجـودُ --- أمْ إنَّها تخشىْ افتِضاحَ غرامـِنا فيخوضُ فيهِ عواذلٌ و حَـسُـودُ --- إنِّي علىْ ما تَرْتَئِيْـهِ مُـؤَمــِّــــــنٌ و لهـا القرارُ وحُكمُها محمـُــودُ --- يا ذاتَ خــالٍ لا أُطيق ُفِراقَـــــهُ رِفقاً بقلــبٍ ، إنْ جـَفَوْتِ يَبيـْـدُ --- نحنُ الأُباةُ و للـدِّيارِ حُماتُهـا عَـلَمٌ يرفرفُ ، فيْ السَّما مـَعقُودُ --- يَتَهالـَكُ الأعــداءُ قبلَ لقائِنا، تَخشىَ الكواسرُ زحفَنا، وجُنُـودُ --- و جُيوشُنا، شَرَفًا يُهَابُ جَنابُها و حُصونُنا فيْ النائباتِ عَــنـودُ --- شهِدتْ لنا ساحُ الوغىْ بدَماثةٍ فَطِبـاعُـنا بينَ الأنامِ عُـهــُودُ --- للسِّلمِ نجنَحُ قبلَ أيِّ و قيعـَـــةٍ و حُدودُ ربِّ العـالمـيـنَ قُـيُـــودُ --- حتّىْ إذا احتَدَمَ الصِّراعُ، تقدَّمَتْ أجنادُنا، كالصَّـاعـِقـاتِ تُبيــــدُ --- فمـَنِ انْبَرىْ لقتالنا اختارَ الرَّدى و مـنِ انْزَوىْ فلأهـلِــهِ سَـيعـودُ --- عجبًا، ديارُ الأكرَمـينَ تَسُوسُهـا أُمَـمٌ رِعـاعٌ ، و الـرِّجـالُ حُـشـودُ --- ما نَفْعُ آلافِ الجنودِ إنِ اختَفَوا بجُحــورِهِم ، عندَ النِّزالِ قُعُودُ..؟ --- إِيْهـًا فُؤاديْ كمْ سمـِعْتَ لمجدِهِمْ قِصصاً ، فهلْ بانَتْ لهُنَّ شهودُ --- أَ يُزَيَّفُ التاريخُ و هوَ حـقيقةٌ و تُبَـدَّلُ الأدْوارُ و هْــوَ شـهيــدُ..؟ --- يا سامعـًا نَوْحِـيْ سألـْتُكَ بالذيْ فطرَ السماءَ : هـلِ الزَّمـانُ يعودُ..؟ --- غِرناطةُ الأمسِ القديمِ أرىْ لها شَبَهـًا بغـزَّةَ ، مـا لـهُـنَّ عمـيـــدُ --- حين استَغـاثتْ لمْ تَجـِدْ لندائِها مـَلـِكـًا يصُــدُّ عَــدُوَّهــا و يَــــذودُ --- تُغتالُ فيكِ اليومَ غَزَّةُ صُوْرةٌ للـكِبْرياءِ ، مَـثيلُهَــا مــَفقُـــــودُ --- و يُقامُ قُربانٌ و تُذبَحُ أمَّـــــــةٌ و يُبادُ شـعــبٌ و القُلـوبُ جُـمـُــودُ --- مـيزانُ عدْلِ الحاكِمينَ مُعَطَّلُ و ضـمـيرُ أمَّـتِكِ العَمـيْ مَـــوْءُوْدُ --- زعموكِ لـلآرهـابِ أنْتِ ربيبةٌ و بأنَّ سعيَكِ فيْ الحياةِ مَريْدُ --- نَبكيكِ أم نبكيْ العُروبةَ أمَّـةً و لبعضِـنا ظُلْمٌ علـيكِ شديدُ --- هـا أنتِ وحدَكِ في النِّزالِ غريبةٌ و النَّاطِقُونَ الضَّادَ عنكِ بعيدُ --- هـمْ غـارقونَ بغَيِّهـِمْ و ضَلالـِهِـمْ و جهادُ شعبـِكِ في الورىْ مشهودُ ---- نظمت ونشرت في 31 تموز 2014
 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق